أكد طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، استعداد مصر لتقديم الدعم الفني بكل الطرق الممكنة لبنك التنمية الافريقي،مشيرا إلى أن البنك المركزي باعتباره مؤسسة رقابية وتمويلية في مصر لديه تعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة باتخاذ الخطوات لدعم سبل التعاون مع المؤسسات الدولية وتقديم الدعم لها باعتبارها رسالة اساسية لمصر.وأضاف "عامر" في تصريحات له علي هامش مشاركته باجتماعات البنك الافريقي للتنمية بمدينة بوسان بكوريا الجنوبية، إن افريقيا بحاجة للمزيد من الانضباط وتعزيز القدرة على تقديم الخدمات عالية الجودة على مستوى الحكومات، نظرًا لأن الحكومات هي التي تخلق البيئة المواتية للنمو وفرص العمل والاستثمار،لافتا إلى أنه ينبغي تطبيق الحوكمة الرشيدة في المؤسسات الحكومية، للتصدى للفساد بكل ما يسببه من أضرارًا بالغة و إهدار المال و يعوق التقدم والتنمية ويفسد بيئة الاستثمار،ويؤدي إلى تعطيل الأعمال واضطرابها.ونوه بأن مصر تقوم حاليا على الإصلاح الهيكلي وحوكمة مؤسساتنا الحكومية بعد أن قمنا بتنفيذ برامج الإصلاح النقدي وضبط أوضاع المالية العامة، فنحن لدينا الموارد ولكننا نحتاج إلى خلق بيئة يمكن من خلالها لخبراء الحكومة والتكنوقراطيين أن يعملوا بدون أن يواجهوا مقاومة، فمن الطبيعى عندما تحارب الفساد أن يقاومك، ومن هنا، فإننا نريد أن نخلق بيئة تمكن الخبراء من العمل والإنتاج بدون مقاومة.وذكر أن مصر تريد مد أسواقنا ومستثمرينا بالعمالة المدربة، فالعمالة المدربة أمرًا بالغ الأهمية، ومن ثم فإنه يتعين علينا أن نركز على تنمية الموارد البشرية. لقد كان تركيزنا منصبًا على الأدوات، والآلات والمعدات، ولكنني أعتقد أنه من المهم جدًا أن نوجه تركيزنا على تنمية شبابنا الموهوبين من مهندسين، وفيزيائيين وغيرهم الذين يمكنهم أن يحققوا قيمة مضافة لمجتمعاتنا، وأن يقدموا تكنولوجيا ذات صبغة محلية خاصة بنا، فيجب أن نستثمر في إجراء الأبحاث وتطوير مهارات هؤلاء الشباب من أجل النهوض بالصناعات الخاصة.كما لا بد أن يكون هناك أيضا ضوابط رقابية جيدة تتيح مراقبة القطاع الخاص والأسواق وتمنع حدوث الانتهاكات، لهذا فإن إعادة هيكلة هذا الجانب يتطلب وجود سلطات رقابية كبيرة قادرة على تحقيق الانضباط على مستوى الصناعات المختلفة لصالح المجتمع، لكى يحصل المجتمع على خدمة جيدة وسريعة، ويستطيع أيضا المستثمر الحصول على تلك الخدمة، سواء كان المستثمر وطنيًا أو أجنبيًا.وأوضح " عامر" أن النظام الضريبي على مستوى القارة مهم وهو ما تؤمن به مصر في أن الدول الإفريقية يمكنها أن تستفيد من بعضها البعض وكننا نحتاج إلى أن يكون لدينا مزيدًا من الإيمان والثقة، وأن نتعاون سويا، ونعمل على فتح طرق التجارة بين الدول الإفريقية، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية ومرافق النقل والمواصلات، حتى يمكن نقل السلع والخدمات عبر أسواقنا بتكلفة معقولة. فنحن بحاجة إلى أن نركز على عدد قليل ومشترك من القضايا وأعتقد أيضًا أننا نملك الموارد المالية اللازمة للنجاح فى هذه القضايا.وأشار إلي أن مصر لم تعد تملك رفاهية الوقت، والعالم يتطور من حولنا بسرعة كبيرة، لذا، آن لنا أن نتحرك، وإنني آمل أن تقوم السلطات في كل دولة بدعم وتمكين صانعي السياسات على الصعيد الاقتصادي، فهذا أمر مهم جدا، بحيث يكون لديهم الصلاحيات والسلطات اللازمة للاضطلاع بمسئولياتهم، وتحديد هذه المسئوليات بوضوح، حتى يمكننا أن نمضي قدمًا، فبدون التمكين، وبدون إرادة سياسية لا يمكنا أن نمضى قدًا ونحقق آمال وطموحات شعوب قارتنا.
مشاركة :