كتاب جديد حول العلامة أوريجانوس المثير للجدل الكنسي

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صدر عن دير العذراء والملاك ميخائيل بالبهنسا – المنيا، كتاب جديد بعنوان "العلامة أوريجانوس حياته – أعماله" للاب الراهب مكاري البهنساوي، وتحت إشراف نيافة الأنبا اسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا.يحتوي الكتاب على سيرة العلامة المصري العظيم أوريجانوس، مستقاةً من العديد من المصادر التاريخية المُعاصرة له أو التي تلت رحيله بفترة قريبةٍ أو بعيدةٍ من خلال الرجوع الي الكثير من المؤرخين والكتاب المعاصرين له واللاحقين، والسيرة مرتبة ترتيبًا تسلسليًّا منذ ولادته وحتى وفاته مع تناول أكثر الأحداث التي مرت به خلال حياته.بالإضافة إلى علاقته بالأشخاص الذين عاصروه، كما اشتمل الكتاب أيضًا على تناولٍ بسيطٍ للعديد من الفضائل والسلوكيات، التي تَحَلَّى بها فتزامنت مع نبوغه وعلمه مُشكلان بذلك أساس المسيحي الحق الذي يبحث عن الحقيقة، ويجد في إثر الملكوت فسبق بذلك عصره ونبغ كما لم ينبغ أحدٌ مثله.كما يشتمل هذا الكتاب أيضًا على عرض وافي بعضٍ من مؤلفاته وتعاليمه وأفكاره وعِظاته مع شرحٍ بسيطٍ لبعضٍ من النقاط التي وردت فيها. وقد أفرد الكتاب بعض الآراء التي أُثيرت حول كتابه [المبادئ] الذي أثار ضجة واسعة ليس فقط أثناء حياته إنما وأيضًا بعد وفاته بقرونٍ كثيرةٍ، مع التركيز الأكبر للبعد الفلسفي الذي حاز على اهتمام العلامة أوريجانوس في تناوله للعديد من الموضوعات الكتابية، وذلك لكي يستطيع القارئ أن يستوعب فكره ويقف على القصد الحقيقي من وراء كلماته فلا يفهمهما على غير ما قيلت فيه ولا يتمادي في الظنِ بما لم يكن عنده، ولا يغفل دوره البارز في إثراء الفكر المسيحي لقرونٍ عديدة تصل إلى قرننا الحالي.وبالرغم ما شاب حياة العلامة المصري أوريجانوس من أحداثٍ لم تصب غيره من بني جنسه ومن أرباب علمه ونبوغه حتى صارت شخصيته مثار للجدل الواسع ليس فقط أثناء حياته إنما وأيضًا على مدى قرون عديدة بعد وفاته، إلَّا أنَّ ما لا يختلف عليه اثنان أنَّهُ كان نابغة عصرة بل والعصور التي تلته، وأنَّهُ ساهم في اثراء الفكر المسيحي بعلم ونبوغ وأبحاث جليلةٍ شهد الكثيرون عن عمقها وغزارة مادتها. وهو ما حذى بالأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ليكتب عنه قائلًا [سيظل حرم أوريجانوس مشلكة معقدة لهذا الرجل العظيم ذو الصفات النبيلة] وليقل عنه أيضًا [الأمر الذي لا جدال عليه هو عبقرية أوريجانوس وشخصيته الفذة التي جمعت روحانية عميقة وعلمًا واسعًا وعقلًا جبارًا واستاذية نادرة ورجلًا مُكَمَّلًا بالفضائل الأخلاقية والذهنية والعلمية، بصورة يتيمة لا تتكرر في التاريخ، إلَّا في حقبة متباعدة يفصل بينها قرون وأجيال].ويقول المؤلف في تقديم الكتاب أن ما سنعرضه من سيرة حياة للعلامة أوريجانوس بالإضافة إلى تعاليمه مُزادةً بكافة الملابسات والظروف التي صاحبت حياته بالرجوع إلى العديد من المصادر هو وجهة نظر شخصية يُمكن للبعض قبولها كما يُمكن للبعض الآخر رفضها، إذ هي ليس من المسلمات أو الأمور العقيدية التي لا تحتمل تأويل أو اجتهادٍ في البحث، بل لربما عُدَّ هذا الكتاب ،من وجهة نظرنا، فاتحة لمزيدٍ من الأبحاث التي تسعى باجتهادٍ لدراسة ما درجنا منذ القدم على تلقيه غيبيًّا من قصص التاريخ وأحداثه بدون بحث وتدقيق، ولا يعني هذا قولنا بعدم تصديقه، أبدًا، إنما نوضح أنَّ البحث المتروي المدقق والمُحايد لبعض النقاط، ليست العقيدية، التي هي من وضع واجتهادات البشر طالما ابتعد عن المسلمات الإيمانية والعقيدية التي سلمنا إليها مرةً القديسون (يه 1: 3) هو أمرٌ مشروعٌ، بل ومحببٌ للشخص الذي يبحث جاهدًا للاغتراف من عبق التاريخ حقائقه المختبئة بين سطور أيامه وسنينه.أوريجانوس كان من أبرز أوائل آباء الكنيسة المسيحية، توفى في كايساريا 254. تعد كتاباته واحدة من أولى المحاولات الفكرية لوصف المسيحية.كان أبواه مسيحيين متدينين، وكان ذو عقلية فذه وصار نابغة في العلم رغم حداثة سنة. واشتهر أيضًا بمساندته وتشجيعه للمؤمنين الذين يتعرضون للأضطهاد وكان يقويهم في الإيمان حتى يستشهدوا.

مشاركة :