إغاثي الملك سلمان يختتم مشروع تفطير الصائمين لأكثر من 90 ألف أسرة بالسودان

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنهى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروع تفطير الصائمين، والذي نفّذته جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان بتكلفة (500.000) دولار، واستفاد من المشروع أكثر من (90.000) أسرة، حيث اشتمل المشروع على توزيع (9500) سلة تكفي الأسرة 15 يوماً بجانب (40.000) وجبة إفطار صائم. وبهذه المناسبة، رفع الأمين العام لجماعة أنصار السنة رئيس اللجنة العليا للمشروع الدكتور عبدالله أحمد التهامي شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان -حفظهما الله- وحكومة المملكة ممثلةً في مركز الملك سلمان برئاسة د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة على دعمه لهذا المشروع الحيوي الذي يسهم في رفع المعاناة عن المحتاجين في هذا الشهر المبارك، ممتدحاً الدور الذي تقوم به المملكة في قارات العالم، واصفاً إياها بأنها دولة الإنسانية والدعوة والخير لكل الناس وحامية حمى الإسلام. كما تقدم "التهامي" بالشكر لرئاسة الجمهورية السودانية؛ لرعايتها للمشروع والولاة والمسؤولين بالولايات والمحليات الذين أحسنوا استقبال القوافل، وأسهموا في إنجاح المشروع. وقال "التهامي": إن المشروع تم توزيعه على الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام، بولايات جنوب وشمال دارفور وجنوب كردفان وأطراف ولاية الخرطوم. وأشار إلى أن الفئات المستهدفة قد عبرت عن شكرها وتقديرها لهذه المنحة التي جاءت في وقتها مشيداً بجلدهم وصبرهم وتعاونهم، حيث أفاد بأن بعض القرى كانوا يتقاسمون السلة المخصصة للأسرة الواحدة بين خمسة أسر، وهو ما يعكس روح التراحم والتكاتف بينهم، وجدَّد التهامي وقوف الجماعة مع الضعفاء والمساكين في مشاريع الأمن الغذائي وبناء المساجد وحفر الآبار والمشروعات التعليمية والصحية بالتعاون مع شركائها مع المحسنين والجمعيات الخيرية، وقال: "نحن معكم في الصغيرة والكبيرة"، ويذكر أن الجماعة تنفذ العديد من المشاريع الدعوية والإغاثية في جميع أنحاء السودان. ومن ناحيته، أوضح ناصر السبيعي نائب مدير الإغاثة بالمركز الملك سلمان، إن خطة مركز الملك سلمان تشتمل على عدد من المشاريع للأشقاء بالسودان في مجالات مشاريع العودة الطوعية والإيواء ورعاية الأيتام، وعبَّر عن سعادته بسير أعمال مشروع تفطير الصائمين الذي نفذته جماعة أنصار السنة المحمدية، وتابع: "لمسنا من الجماعة الحرص والتجاوب الكبيرين على إنجاح المشروع، فالتحية والتقدير لشركائنا الاستراتيجيين في هذه الجمعيات المباركة الذين أتحفونا بتنظيم وتنفيذ هذا المشروع". المشروع الأضخم في المنطقة وفي استطلاع لـ"سبق" حول دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمشروع تفطير الصائمين في السودان قال محجوب محمد الحوري الخبير الاقتصادي: "إن توزيع سلال ووجبات الإفطار تم باحترافية ومهنية تدل على خبرة الجماعة في العمل الدعوي والإغاثي، حيث تم توزيعها في ولايات مختلفة من السودان استهدفت شرائح ضعيفة اقتصادياً، حيث تمت في مناطق النزاعات في ولاية جنوب كردفان وولايات دارفور الكبرى، والمستفيدون هم نازحو مناطق الحروب في المعسكرات وقرى العودة الطوعية.. وفي ولاية الخرطوم حيث تم تنفيذ البرنامج في أحياء طرفية أغلب ساكنيها من نازحي مناطق النزاعات والشرائح الاقتصادية الضعيفة بكلفة وصلت إلى (500 ألف دولار"، معتبراً أن هذا المشروع هو الأكبر ميزانية في مجاله في المنطقة. إعادة الاستقرار لمناطق النزاع حول البعد الأمني لهذا المشروع قال المستشار والخبير القانوني والاستراتيجي والوزير السابق في الحكومة السوداني أحمد حامد الجبراوي: إن المكرمة الرمضانية من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، والتنسيق مع سفارة المملكة في السودان على رأسهم السفير علي بن بن حسن بن جعفر العسيرى، والتي تم تنفيذها بحمد الله وتوفيقه في رمضان ١٤٣٩هـ تؤكد جملة من المعاني يأتي في مقدمتها البعد الأمني، باعتبار أن المكرمة تستهدف النازحين في مناطق دارفور وجبال النوبة والدمازين، وهي مناطق قد انتهشتها الحرب، وباعدت بين السكان والإنتاج، مما فاقم من ندرة الموارد الطبيعية ومنع من الزراعة والرعي، فتعقدت الحياة وصعب على الكثيرين توفير القوت، وانتشر الرعب والخطف والنهب والنزوح والإحساس بعدم الأمان، فكان في وصول هذه الإغاثة طمأنينة للمستفيدين، ومزيد من الاستقرار؛ ليتفرغوا لتحقيق حزمة من أهداف هذه العملية؛ منها مشاريع العودة الطوعية والعمل والإنتاج والتعليم وأداء الشعائر التعبدية، وهي حزم تؤدي إلى الإحساس بالأمان وزرع الثقة في المجتمع وتهيئته لقبول خطاب الوعي والرشد والبعد الأمنى يتحقق عبر هذا العطاء في تجاوب الدولة في أرفع مستوياتها (رئاسة الجمهورية). وأضاف "الجبراوي" أن نائب رئيس جمهورية السودان أشاد بهذا العمل الجليل، وعظم من دور المملكة العربية السعودية وأياديها البيضاء، وهذا يعطي أكثر من رسالة؛ فالأمن إنما يمر عبر إظهار معالم العلاقة بين جمهورية السودان ودول الجوار، ومن أبرزها المملكة العربية السعودية والتي تمثل عمقاً استراتيجياً مهماً عبر اعتدالها ووسطيتها ورعايتها للمقدسات الإسلامية، وجوارها المميز وعمق اتصالها بالبحر الأحمر، مشيراً إلى أن الثقة التي تنالها من دارفور صاحبة الأيادي البيضاء في محمل السلطان على دينار كسوةً للكعبة وإطعاماً للحجيج ورعايةً لطلاب العلم في الرحاب الطاهرة قديماً وامتداداً لخدمة الطلاب في الأزهر ورعايتهم، كل ذلك يحمل على أهمية البعد الأمني بصورة جلية وواضحة. وأشار "الجبراوي" إلى أن أهمية البعد الأمني تأتي في ارتباطه بصحة منهج أهل السنة والجماعة، وذلك يظهر في تنسيق المركز مع واحدة من منظومات العمل الدعوي والإنساني، وهي جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، والقائمة على الوسطية والاعتدال والفهم العميق، فلا أمن بلا عقيدة، {فأى الفريقين أحق بالأمن أن كنتم تعلمون، الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82]، ومما يعمق الأمن وصول المكرمة للمستفيدين دونما تمييز بين قبيلة وأخرى، وإنسان وآخر؛ ليستشعر المستفيدون هذه القيمة، ويشعروا بكرامتهم بعيداً عن القبلية والحزبية التي كانت سبباً من أسباب الحرب والنزوح. الترابط الإنساني والأخوّة الإيمانية وعن الأثر الاجتماعي للمشروع قال الدكتور صلاح جعفر الخبير في مجال التربية وعلم الاجتماع، إن إفطار مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي نفّذته جماعة أنصار السنة في السودان أسهم في تقوية الروابط المجتمعية لأفراد المجتمع الذي عانى من الحروب والتشريد، وبالتالي تحقيق التجانس المجتمعي لأفراده دون تمييز طبقي أو عنصري أو ثقافي أو فئوي، وتحقيق التعاون على الخير والنفع بين أفراد المجتمع، وتكاتف أفراده. وإحساس الفرد بكرامته كإنسان مخلوق مكرم لإنسانيته، فيتحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع بسد ثغرات المستغلين لحاجات الأفراد بابتزازهم من جميع الجوانب. وأضاف "جعفر" أن هذه الإغاثة قد عبّرت عن تحقيق وحدة أفراد المجتمع الإنساني، وخاصة من المجتمعات المسلمة، بإحياء روح الأخوّة والشعور بأن المسلمين كالجسد الواحد لا تفصلهم حدود جغرافية ولا شعبية، مما يعزز تقوية الروابط بين الدول الإسلامية. وأكد أن التربية على قيم التكافل الاجتماعي هي السبيل لإخراج أفراد مجتمع تجمعهم ثقافة حب المجتمعات الإسلامية، والدفاع عنها، والمحافظة عليها وعلى ممتلكاتها والإسهام في بنائها وتطورها.

مشاركة :