بعد تداول قضيته لأكثر من عامين، حصل مدير المعهد الفدرالي الروسي للبحوث البيئية، أندريه نيدري، على البراءة من محكمة في مدينة بطرسبورغ. وتلقّى نيدري تعليمات غريبة صيف عام 2015، من الوزير الروسي للموارد الطبيعية والبيئية آنذاك سيرغي دونسكوي، باصطياد "سنقرين" Falco Rusticolus كهدية لوفد سعودي يعتزم زيارة روسيا. والسنقر أو السنقور أو الشنقار أو الشاهين البحري هو أضخم أنواع الصقور، ويتوالد في سواحل القطب الشمالي وجزر أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، ويوجد في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي. ولعدة قرون كان السنقر يعد صيدا ثمينا ذا قيمة عالية لدى الفايكينغ (يعد السنقر الرمز الوطني لإيسلندا). وحينما لم يتمكن نيدري من اصطياد ولو سنقر واحد من الطيور المطلوبة، تفتق ذهنه عن الخروج من المأزق بشراء سنقرين بأموال دافعي الضرائب، إيمانا منه بأهمية الصقور، وأهمية الهدية وقيمتها بالنسبة للوفد السعودي، وبالنسبة للمحادثات الروسية السعودية المرتقبة، لذلك قام أندريه نيدري بشراء الطائرين بأموال المعهد الفدرالي المخصصة للمهام الحكومية، وكان سعرهما آنذاك 3 ملايين روبل (50 ألف دولار أمريكي). ria.ru وحينما فحص مجلس الرقابة المالية كيفية استخدام أموال الموازنة العامة للدولة في المعهد الفدرالي الروسي للبحوث البيئية عام 2017، توصل إلى أن مصروفات شراء الصقرين خصصت على نحو غير قانوني، ليجد أندريه نيدري نفسه محل مسائلة قانونية، مطالبا بسداد تلك المبالغ لخزانة الدولة. وفي دفاعه عن نفسه ساق المدعى عليه أدلة كثيرة ليؤكد على أن تصرفاته لم تكن بدافع التربح أو بدوافع أخرى شخصية، بل كانت على العكس تصب في المصلحة القومية للبلاد. ومن ضمن القرائن التي ساقها نيدري أن إهداء السنقرين للوفد السعودي ربما كان سببا في تهيئة الأجواء لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين الروسي والسعودي في مجال التعاون اللاحق، وكذلك اتفاقية أخرى بين المؤسسة الروسية للاستثمارات المباشرة ومؤسسة "Public Investment Fund" السعودية، وهي الاتفاقات التي جعلت المملكة العربية السعودية تستثمر في البيئة والزراعة الروسيتين مبلغ 10 مليارات دولار. وبعد دراسة وافية لكافة جوانب القضية، بما في ذلك أدلة المدعى عليه، رأت محكمة بطرسبورغ أن أندريه نيردي كان محقا فيما فعل، وقضت ببراءته من التهم الموجهة إليه. المصدر: إنترفاكس يفغيني دياكونوف
مشاركة :