المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فى 17 يوليو من عام 1973، صدر مرسوم إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليأخذ على عاتقه منذ ذلك التاريخ رعاية الفنون والنهوض بها، وبناء جسور ثقافية مع الثقافات العالمية والعربية. وللمجلس دور رائد في رعاية أنشطة متنوعة طوال العام، مثل معرض الكويت الدولي للكتاب، ومهرجان القرين الثقافي، ومهرجان الموسيقى الدولي، بالإضافة إلى أنشطة متعددة داخل الكويت وخارجها، مثل إقامة أسابيع ثقافية خارج الكويت، واستقبال أسابيع ثقافية عربية وعالمية داخل الكويت، ورعاية معارض الفنانين التشكيليين، وغيرها من أنشطة! وبالإضافة إلى الأنشطة، يتميز المجلس الوطني للثقافة والفنون، كذلك، بإصدارات ثرية تتعلّق بكل أوجه الثقافة والفن والأدب، ولا يفوتني هنا أن أوجّه الشكر إلى الأخ العزيز مظفر عبدالله «بوخالد»، الذي أهداني تحفة من إصدارات المجلس، التي تتناول أنشطة مختلفة لعدة بعثات للتنقيب عن الآثار، بعضها يعود الى خمسينات القرن الماضي، كالبعثة الدنماركية، التي تقدمت بطلب رسمي لمدير دائرة المعارف آنذاك السيد عبدالعزيز حسين، للتنقيب عن الآثار، وليشكل ذلك التاريخ موعد ولادة علم الآثار في الكويت، ثم لتتوالى في ما بعد البعثات، كالبعثة الفرنسية ــــ الكويتية في فيلكا، وبعثة أخرى لتتبع آثار من العصر البرونزي في الكويت، وكذلك للعصور الأولى من الإسلام وغيرها الكثير. وبالطبع، لا يفوتنا حين الحديث عن إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن نشير الى إصداراته التنويرية، مثل سلسلة المسرح العالمي، وسلسلة عالم المعرفة، وسلسلة مجلة عالم الفكر، ومجلة الثقافة العالمية، وغيرها الكثير! يأتي المجلس كمؤسسة من أهم المؤسسات الريادية في الكويت، التي نتمنى إعفاءها من المعارك السياسية، التي لا علاقة لها لا بالثقافة ولا بالفن ولا بالأدب. والمقصود هنا ما يحدث مؤخرا من إقحام لهذا المجلس الرائد في استجوابات وزراء الإعلام، وإدخال المجلس في متاهات مخالفة التقاليد والخروج من العادات، وكلها ادعاءات رجعية، طالما أقلقتها منابر الثقافة والتنوير والفنون. ​إنه لمن المؤسف حقّاً أن تكون قيادات المجلس، مثل الأمين العام الحالي السيد علي اليوحة وغيره في مرمى هذه القوى الرجعية، التي تسعى إلى فرض هيمنتها، من خلال ما يعرف بتعيينات «البراشوت»، التي أدت الى إصابة كثير من العاملين المخلصين في المجلس بالإحباط واليأس. ​لقد لعب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دوراً تنويرياً رائداً، وعلينا جميعاً كمواطنين الحفاظ عليه، حتى لا يسقط إرث ثقافي بهذا الحجم في قبضة المحاصصات السياسية الضيقة في أفقها وأهدافها ومشاريعها. سعاد فهد المعجل

مشاركة :