مونديال 2018: الشيشان تبحث عن تعزيز هوية رياضية من باب الفراعنة

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غروزني (روسيا) (أ ف ب) - لم تنجح جمهورية الشيشان القوقازية التابعة لروسيا في استضافة مباريات ضمن كأس العالم 2018 في كرة القدم التي تنطلق الخميس في موسكو، لكن قيادتها الطامحة رياضيا عوضت ذلك باستقبال معسكر منتخب مصر الذي وجد فيها بيئة ملائمة في شهر رمضان. وقال الرئيس الشيشاني المثير للجدل رمضان قديروف لوكالة فرانس اثناء التمرين الاول لمنتخب الفراعنة في غروزني الأحد "منتخب مصر بالنسبة الينا مثل فريق أحمد (تيريك غروزني سابقا) ونحن سعداء لاستقبالهم". في مدينة غنية بالنفط دمرتها حربان طاحنتان في التسعينات، تعد كرة القدم رياضة شعبية، لكن الألعاب القتالية مثل المصارعة والفنون القتالية المختلطة ("ام ام ايه") تحظى باهتمام كبير، وهذا يظهر من البنية الجسدية الضخمة لشبان المدينة. منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنتخبات الـ 32 المشاركة 67 معسكرا محتملا للاختيار من بينها حتى كانون الاول/ديسمبر، بحيث يجب أن تضم فندقا وملعبا للتمارين. وعلى غرار مصر، اختارت منتخبات أخرى مثل المغرب (فورونيش)، نيجيريا (ايسينتوكي)، السنغال (كالوغا)، اسبانيا (كراسنودار)، الدنمارك (انابا)، ايسلندا والسويد (غيليندجيك)، الاقامة في مدن غير مضيفة للمباريات. - محاولات رئاسية مستمرة - لم يفوت قديروف (41 عاما) الذي يوصف بـ "الفتى المدلل" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فرصة لإعلاء شأن الهوية الرياضية لمدينته. في العام 2011، افتتح ملعب "أحمد أرينا" بسعة ثلاثين الف متفرج وكلفة 280 مليون دولار اميركي، مطلقا عليه اسم والده الذي قضى في عملية اغتيال عام 2004 في ملعب دينامو السابق. افتتحه بمباراة بين فريق من القوقاز شارك في صفوفه وسجل ثلاثية، ضد فريق من النجوم العالميين السابقين ضم الارجنتيني دييغو مارادونا، البرتغالي لويس فيغو والايطالي فرانكو باريزي. احتفل قديروف الذي تتهمه منظمات غير حكومية بانتهاكات لحقوق الانسان، وهو ما ينفيه، بعيد بوتين الـ65 في تشرين الاول/اكتوبر 2017، بمباراة استعراضية شارك فيها نجوم ايطاليا السابقون باريزي ودينو باجيو وسالفاتوري سكيلاتشي، في ما وصفه معارضوه بأنها محاولة لتلميع صورته أمام السكان الذين يعتقدون ان بوتين كان سببا في تدمير مدينتهم في حرب الشيشان الثانية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، استقبل عاشق الرياضات القتالية لدرجة انه يمارسها بانتظام مع البطل الروسي الشهير ألكسندر اميلياننكو ويشاهد منافستها حتى على هاتفه، أول مباراة لمنتخب روسيا في كرة القدم، ففازت وديا على رومانيا بهدف لمحمد اوزدوييف المولود في غروزني. في 2004 صعد تيريك غروزني الى الدرجة الروسية الاولى، وأحرز لقب الكأس بعد نهائي مثير ضد كيريليا سوفيتوف وتأهل الى الدوري الاوروبي (أقصي من الدور الثاني). كما حل تاسعا في الدوري الروسي في الموسم المنصرم. مطلع اشرافه على النادي، انفق قديروف أموالا كثيرة، وفي 2011 عين الهولندي رود غوليت، افضل لاعب في اوروبا سابقا، مدربا للنادي. وشرح قديروف، الملتحي الذي يضع مسبحة حول عنقه ويحمل اخرى الكترونية بيده "هذا الحدث يعطي دفعة قوية للرياضة، ليس فقط في الجمهورية انما في شمال القوقاز بأكمله". في المؤتمر الصحافي لتقديمه، اقر غوليت انه لم يكن يعرف شيئا عن النادي. أقيل بعد ستة أشهر بسبب سوء النتائج. غير قديروف اسم النادي الى أحمد غروزني مطلع 2017، كما فعل في بعض اندية الالعاب القتالية. آنذاك أشار النادي الى ان جماهيره طالبت بالتغيير تكريما لقائدهم الراحل. - "جمهورية محافظة" - ويشرح تاج الدين سلطان مدير فندق "ذا لوكال" المضيف لمنتخب مصر، والمتمتع بتصميم عربي واستثمار اماراتي في خطوة انفتاحية لافتة منذ سنوات على دول الخليج، كيفية وصول منتخب مصر الى غروزني. ويقول لفرانس برس "تواصلت مع الفيفا لأخذ اي فريق مشارك في كأس العالم، لكن آنذاك كانت العقود منتهية (...) عندما أدرك الفيفا موقع الفندق (يبعد خطوات عن ملعب أحمد ارينا) أعاد التواصل معنا، ثم أصرت مصر على المجيء الى هنا". يضيف سلطان "أعتقد ان مصر فضلت هذه المدينة لانها في جمهورية محافظة، ولا مجال للسهر أو العثور على نواد ليلية، كما ان الطعام الحلال هام جدا بالنسبة اليهم". يضيف "لقد بحثوا في 5 او 6 مدن قبل ان يتخذوا قرارهم". وكان مدير منتخب مصر ايهاب لهيطة قد قال في تصريحات صحافية ان اسباب اختيار غروزني هي "القرب الجغرافي مع المدن التي سنخوض فيها مباريات المجموعة.. القرب النفسي، مدينة غروزني ذات أغلبية مسلمة، ومعسكر المنتخب أثناء شهر رمضان سيسهل على البعثة وعلى (المدرب الارجنتيني هكتور) كوبر تأهيل اللاعبين نفسيا، والتأقلم بسرعة على الأجواء". وأوضح ان اختيار المدينة "جاء عن طريق المدير الفني للمنتخب كوبر. هو من اختار غروزني، ونحن نفذنا له مطلبه". بشوارعها الهادئة، لا تعيش العاصمة الشيشانية صخب ما قبل المونديال، باستثناء أعلام متناثرة وصور لعبدالله السعيد ورفاقه... الا انها متشوقة لحلول النجم محمد صلاح الباحث عن مجد كروي جديد.جوزف أبي شاهين © 2018 AFP

مشاركة :