مكة المكرمة (السعودية) - وكالات - مدّت الكويت والسعودية والإمارات يد العون إلى الأردن بتقديمها مساعدات بقيمة 2,5 مليار دولار للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة، في أعقاب موجة من الاحتجاجات والتظاهرات ضد مشروع قانون ضريبة الدخل.جاء ذلك في ختام أعمال القمة الرباعية التي عقدت فجر أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة، وجمعت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ونائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الاجتماع خصص «لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية وسبل دعمها للخروج من هذه الأزمة»، وانه «انطلاقاً من الروابط الأخوية الوثيقة بين الدول الأربع، واستشعاراً للمبادئ والقيم العربية والإسلامية، فقد تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمئة مليون دولار أميركي».وتتمثل المساعدات، وفق البيان، بـ«وديعة في البنك المركزي الأردني»، و«ضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن»، و«دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات»، و«تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية».وأبدى الملك عبدالله الثاني شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مبادرته الكريمة بالدعوة للاجتماع، ولدولتي الكويت والإمارات على تجاوبهما مع هذه الدعوة، وامتنانه الكبير للدول الثلاث على تقديم هذه الحزمة من المساعدات التي ستسهم في تجاوز الأردن لهذه الأزمة.وفي لقاء مع العاهل الأردني قبيل انعقاد القمة، ثمّن الشيخ محمد بن راشد دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد الاجتماع لدعم الأردن.وأضاف ان القمة تأتي لدعم الأردن وشعبه على تخطي أزمتهم من أجل مواصلة عملية البناء والتنمية بما يعود بالخير على الشعب الذي تربطه بالإمارات علاقات تعاون وطيدة، مشدداً على أن السعودية تقوم بدور فاعل ومحوري لضمان أمن واستقرار المنطقة.وانعكست مبادرة الملك سلمان لاحتواء الأزمة في الأردن وبحث سبل دعم البلد الشقيق ارتياحاً على الشارع الأردني.واستبشر الأردنيون بهذا الاجتماع خيراً، وتنفسوا الصعداء، وأبدوا ارتياحهم البالغ لهذه المبادرة السريعة من المملكة العربية السعودية، الشقيق الأكبر للأردن ولكافة الدول العربية والإسلامية، حسب تعبير الأردنيين.والتقى هذا التوصيف الأردني للمبادرة السعودية مع تغريدة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي قال إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين في دعم الأردن تؤكد سعي السعودية المتواصل لتنعم الدول العربية وشعوبها بالاستقرار والتنمية.ويعاني الأردن أزمة اقتصادية مع تدفق اللاجئين من جارته سورية إثر اندلاع النزاع سنة 2011، وانقطاع إمدادات الغاز المصري، وإغلاق حدوده مع سورية والعراق بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مناطق واسعة فيهما.وشهد الأردن الأسبوع الماضي احتجاجات شعبية في العاصمة عمان ومحافظات أخرى ضد مشروع قانون ضريبة الدخل الذي ينص على زيادة الاقتطاعات الضريبية من مداخيل المواطنين.وأدت الاحتجاجات إلى استقالة حكومة هاني الملقي وتكليف عمر الرزاز تشكيل حكومة جديدة. وتعهد رئيس الوزراء الجديد سحب مشروع قانون ضريبة الدخل، ما أدى الى نزع فتيل الازمة.وسجل معدل النمو الاقتصادي في الاردن السنة الماضية نحو 2 في المئة ويتوقع أن ينخفض في السنة الحالية. الأمير: اللقاء حقق النتائج المأمولة والغايات المرجوة أشاد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بما حققه اللقاء الرباعي في مكة المكرمة من نتائج مأمولة وغايات مرجوة، معبرا عن بالغ سروره باللقاء الأخوي المبارك الذي جمعه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد والذي سادته روح الاخوة والمودة.وبعث سموه برقية شكر إلى خادم الحرمين، أعرب فيها سموه عن بالغ شكره وتقديره على ما حظي به سموه والوفد الرسمي المرافق من كرم الضيافة وحسن الوفادة خلال الزيارة، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يديم على أخيه خادم الحرمين الشريفين موفور الصحة ودوام العافية وأن يحقق للمملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم المزيد من الرقي والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين.والتقى سمو الأمير في مقر اقامته في مكة المكرمة نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.وحضر اللقاء رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه. ورافق سمو الأمير وفد رسمي ضم كلاً من الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح ومدير مكتب صاحب السمو أمير البلاد أحمد فهد الفهد ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله.وعاد سموه فجر أمس إلى أرض الوطن حيث كان في استقباله سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وكبار المسؤولين في الدولة.
مشاركة :