يعود المنتخب المغربي للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم بعد غياب 20 عاماً، وذلك بفضل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي أحدث تغييراً كبيراً على أداء «أسود الأطلس» مكنهم من حجز مقعدهم في مونديال روسيا، على الرغم من أن وجودهم في التصفيات كان ضمن مجموعة حديدية ضمت بجوارهم منتخبات ساحل العاج ومالي والغابون. يمتلك رينارد خبرة واسعة في التعامل مع اللاعبين الأفارقة من خلال عمله لفترة طويلة في القارة السمراء. وتألق المنتخب المغربي في جميع مراحل التصفيات بفضل الفكر التدريبي الناجح لدى المدرب الفرنسي الذي نجح في تجميع اللاعبين من حوله، عبر ازكاء روح التنافس في ما بينهم والإبقاء على شعلة الأمل متقدة في نفوس عناصره، بينما ابعد لاعبيه عن ضغوط وسائل الإعلام التي وجهت لهم سهام النقد في أول الطريق، كما أن المدرب الفرنسي اتخذ خطوة مهمة بإغلاق الباب أمام العناصر المتسيبة وفتح الأبواب أمام اللاعبين الأكثر انضباطاً داخل الملعب وخارجه. وأكد الصحافي الرياضي بموقع «هسبريس» الإلكتروني المغربي، محمد أمين متبار، أن الشخصية القوية التي يتمتع بها المدرب الفرنسي هي كلمة السر في النجاح الذي ظل يحققه مع المنتخبات التي قادها في إفريقيا بما فيها «أسود الأطلس»، لافتاً إلى أن جميع اللاعبين سواسية لدى المدرب وأنه لا يعول على الأسماء، وإنما أداء اللاعبين داخل الملعب ومدى انضباطهم وتنفيذهم لتوجيهاته. وقال لـ«الإمارات اليوم»: «هيرفي رينارد يعول أيضاً على نفسية اللاعبين ويستطيع إخراج أفضل ما عندهم في كل المباريات، ويجد الاحترام والقبول من جميع اللاعبين لكونه قريباً منهم ويعرف احتياجاتهم، كما أنه عرف كيف يجعل اللاعبين قريبين منه وينفذون له توجيهاته وما يطلبه منهم، ويمكن القول إنه مدرب محنك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى». وتعكس النتائج القوية التي حققها المنتخب في المرحلة الأخيرة، أن تأهله كان عن جدارة واستحقاق، إذ إن «أسود الأطلس» حصدوا 12 نقطة من أصل 18 بفارق أربع نقاط عن اقرب ملاحقيهم منتخب ساحل العاج صاحب الصولات والجولات في المونديال وكأس الأمم الإفريقية، كما أن المنتخب لم يتذوق طعم الخسارة في المباريات الست ولم تهتز شباكه أيضاً. وقال متبار: «رينارد استطاع أن يعيد المنتخب المغربي للواجهة مجدداً، وبعد توليه مسؤولية تدريب (أسود الأطلس) أحدث نقلة كبيرة، وكسر عقدة استمرت 13 سنة بعدم القدرة على التأهل للدور الثاني في كأس الأمم الإفريقية، كما أعقب ذلك بإنجاز آخر يتمثل في قيادة المنتخب لنهائيات كأس العالم، وبعد غياب استمر لمدة 20 عاماً». ولدى المدرب الفرنسي خبرة واسعة في التعامل مع اللاعبين الأفارقة من خلال قيادته لأكثر منتخب خلال الفترة الطويلة في القارة السمراء، ونجاحه في الفوز بلقبين في بطولة الأمم الإفريقية مع منتخبين مختلفين، ليصبح بذلك المدرب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز. واستطاع أن يقود منتخب زامبيا للفوز ببطولة الأمم الإفريقية للمرة الأولى بتاريخهم، وذلك في بطولة عام 2012 التي أقيمت بين الغابون وغينيا الاستوائية، كما استطاع أن يعيد منتخب ساحل العاج لمنصات التتويج بالفوز ببطولة الأمم الإفريقية عام 2015، التي أقيمت في غينيا الاستوائية، بعد 23 عاماً من لقبها الأول، فماذا سيقدم رينارد في الظهور الخامس للمنتخب المغربي في المونديال، بعد أربع مشاركات سابقة في أعوام 1970-1986-1994-1998.
مشاركة :