متطوعون يرسمون البهجة على وجوه المحتاجين

  • 9/9/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد مدينة جدة حراكا كبيرا، فيما يلي الأعمال التطوعية الممارسة من قبل الشباب، لرسم الابتسامة على وجوه الآخرين دون مقابل، قاصدين منها تقديم الخدمات الجيدة في كافة المجالات لمجتمعهم، توافقا مع الدين الحنيف الذي من سماته التعاون على البر، مسخرين كل ما يملكونه من إنسانية لخدمة الأهالي بأحياء (العروس)، في لفتة وجدت الاستحسان من الجميع، لأن مثل هذه الأشياء تعكس مدى أصالة معدن القائمين به، وتؤكد أن الشباب لا يزال بخير ويرجى منه الكثير تجاه وطنه في السنوات المقبلة، خاصة أنهم نواة المجمتع وواجهته المشرقة إذا واصلوا على ذات الدرب. تحدث لـ«عكاظ» المنشد والمتطوع سمير جبرتي قائلا: «إن العمل التطوعي هو عمل خير يساهم في بناء المجتمع وينمي الحس الوطني لدى الشباب، ويعينهم على وضع الخطط المستقبلية في حياتهم، من واقع أنه يبصرهم بكل ماهو جميل ومن شأنه أن يعود عليهم بالخير قبل غيرهم، لأن ما يقدمه الفرد من عمل يجد ثوابه في الآخرة ويجعله في قمة الراحة دنيويا». ويضيف جبرتي أن هناك عددا من المجموعات الشبابية التطوعية تمارس عملها بشكل دائم، بدعم من الشباب العاملين في تلك المجموعات ولكن في ذات الوقت لا تكفي هذه الأموال للعمل المتواصل لأنها قليلة، داعيا الشركات والمؤسسات الكبيرة إلى تقديم الدعم اللازم لهم ليقوموا بأعمال أكبر من التي يمارسونها الآن، خاصة أن الأفكار موجودة وتحتاج للسيولة فقط لتنفيذها على أرض الواقع. وليد حميد (مشرف قروب إحياء التطوعي بجدة) شدد على أهمية وقوف الجهات المسؤولة والشركات والمؤسسات ورجال الأعمال خلف الأعمال الخيرية المقدمة من جانب الشباب، والمساهمة في تطويرها تعزيزا للمسؤولية الاجتماعية التطوعية، لأن الكل في هذه المجموعات يحرص على مشاركة جميع فئات المجتمع في العمل التطوعي أثناء المناسبات والحفلات والمهرجان السعيدة لنثر الفرحة والبهجة بين الناس، مبينا أن القروب شارك عددا من الأيتام والمحتاجين فرحة العيد بتوزيع الكسوة لهم لمساعدتهم بشكل بسيط ورسم السعادة على وجوه أبنائهم وبناتهم، وقام الفريق بإتاحة الفرصة لهم بزيارة عدد من المنتزهات وقضاء بعض الأوقات فيها للترويح عن أنفسهم والعيش في جو مفرح، كسرا للروتين الذي ظلوا يعيشونه بعيدا عن مثل هذه الجولات، ويزيد: «ما نعود به أكبر مما نقدمه، ويكفي أن أمهات الأطفال يدعون لنا وأعينهن تفيض بالدمع؛ فرحا بسبب تلك المساعدات التي تصل لهن بيد هؤلاء الشباب، وهذا شيء لا يقدر بثمن». وكشف الحميد أن الشباب المتطوع يجد سعادة غامرة في هذا العمل، ولا يقومون به مجبورين وإنما منبعه حبهم لمثل هذه الأعمال التي تدخل السرور في نفوس الآخرين الذين يحتاجون من يقف معهم ويغمرهم بالفرح والرعاية، لأنهم بشر ويحق لهم أن يفرحوا مثل الجميع خاصة في المناسبات السعيدة، وأضاف: «عدم توفر الأموال معهم ربما يجعلهم بعيدين عن الأجواء الاحتفالية لذلك فإن المقصد هو إزالة الفوارق بينهم وبين الآخرين وتخفيف المعاناة عليهم بأشياء قد نراها حسيا بسطية ولكنها معنويا كبيرة جدا ولها تأثير إيجابي ليس له مثيل على نفوسهم». خالد السليماني يرى أن دخول المؤسسات والشركات الكبيرة ورجال الأعمال في مضمار العمل التطوعي شيء لا بد منه، لأن الشباب يحتاج إلى دعم لمواصلة المسيرة بنجاح، فالرغبة متوفرة والدافع لا ينقصهم حسب قوله ولكن المال يقف أحيانا في طريق تنفيذهم لبعض المشاريع الإنسانية، وزاد: «إن تدعم الشباب الذي يرغب في العمل التطوعي الخيري، ليس بالشيء السهل لأن الأجر عظيم جدا للطرفين، وإذا توفرت أماكن ومراكز مخصصة لهؤلاء الشباب سيكون الحفاظ عليهم سهلا ولن تنقطع أعمال الخير»، منوها إلى أن دخول القطاع الخاص في العمل التطوعي من شأنه أن يرفع نسبة مساعدة المحتاجين مهما كانت أعدادهم كبيرة، لأن الشركات تملك أموالا كبيرة ويمكن لبعضها توفير عدد من المستلزمات لسد احتياجات الأسر والبيوت التي ينقصها الكثير، ولكنها تظل صامتة لا تدعو أحدا للمساعدة، ولكن الشباب يشعرون بمعاناتها ويريدون رفعها عن كاهلهم، فقط يحتاجون لمن يساندهم ويمدهم بمعينات العمل حتى تكتمل اللوحة التطوعية التي تسر أعين المجتمع السعودي وتجسد معنى التكافل الاجتماعي بينه، متمنيا أن تجد مطالبهم أذنا صاغية لأن العمل لله ولا يريدون من ورائه أي مقابل. مراكز خيرية سالم المنصوري اقترح على رجال الأعمال إنشاء مراكز خيرية تطوعية وسط الأحياء، تلبي رغبة الشباب وتساعدهم في العمل، خاصة في الأحياء العشوائية بجدة لمساعدات المحتاجين، ودعم تلك المراكز بمبالغ مادية تصل إلى مليون ريال شهريا مثلا، بالإضافة إلى توفير مواد غذائية توزع على المحتاجين لتخيف معاناتهم وحل بعض من مشكلاتهم، باعتبار أن السلة الغذاء اليومية من أكثر الأشياء المرهقة.

مشاركة :