اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم جونج أون على “طي صفحة الماضي” خلال قمة تاريخية، اليوم الثلاثاء، وقعا على إثرها وثيقة تعهد فيها الزعيم الكوري الشمالي بـ”نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”. وعند سؤال ترامب حول نزع الأسلحة النووية، النقطة الأبرز في القمة، رد بالقول “لقد باشرنا العملية”، مضيفا أنها “ستبدأ سريعا جدا”. ولا تأتي الوثيقة على ذكر المطلب الأمريكي “بنزع الأسلحة النووية بصورة كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها” وهي الصيغة التي تعني التخلي عن الأسلحة وقبول عمليات تفتيش. وشهدت قمة سنغافورة وهي الأولى بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي مصافحة مطولة بين المسؤولين في مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل بضعة أشهر فقط عندما كانا يتبادلان الاتهامات والشتائم. واعتبر كيم أنه “طوى صفحة الماضي”، بعد أن تجاوز “عقبات عدة” قبل القمة التي تشكل “مقدمة جيدة للسلام”، بينما أشاد ترامب “بالعلاقة الخاصة” التي يبنيها مع الزعيم الكوري الشمالي الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد على غرار والده وجده من قبله. وعلق ترامب مبتسما إن “اللقاء الرائع” تم “أفضل مما كان من الممكن تصوره” ما أتاح تحقيق “تقدم كبير”. واستخدم ترامب مع كيم ، نفس المبالغات ومؤشرات الاهتمام التي يخص بها عادة حلفاءه. واعتبرت الصين حليفة الشمال أن القمة هي بداية “تاريخ جديد” ودعت إلى “نزع الأسلحة الكيماوية” بشكل تام من شبه الجزيرة الكورية. وأجرى المسؤولان بعدها لقاء لنحو خمس ساعات أولا على حدة لمدة 40 دقيقة ثم اجتماع عمل تلاه غداء عمل. وحضر كيم برفقة مساعده كيم يونج شول الذي زار البيت الأبيض مؤخرا، والعديد من المسؤولين من الحزب الحاكم بينهم شقيقته كيم يو جونج. وكان ترامب الذي تولى الحكم دون أي خبرة دبلوماسية، خاطر إلى حد كبير عندما قبل قبل ثلاثة أشهر بعقد قمة مع كيم بعد سيل الشتائم والاتهامات التي تبادلها معه. وتشكل هذه القمة بالنسبة إلى ترامب بعد 500 يوما على وصوله إلى البيت الأبيض أحد أهم لحظات رئاسته على الساحة الدولية بعد أن أثار خلافات مع العديد من القادة الدوليين خصوصا مع حلفاء لبلاده.
مشاركة :