مع اكتمال كافة الاستعدادات، ووصول معظم المنتخبات المشاركة في البطولة، أصبحت روسيا مستعدة لتقديم مهرجان كروي رائع على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة من خلال النسخة الـ 21 لبطولة كأس العالم لكرة القدم. وتنطلق فعاليات هذه النسخة بالمباراة الافتتاحية بعد غدٍ الخميس بين المنتخبين الروسي والسعودي، على إستاد "لوجنيكي" الشهير بالعاصمة موسكو، وتختتم على نفس الملعب في 15 يوليو المقبل. ويرى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المونديال المقبل في روسيا في يد أمينة، مع اقتراب ضربة البداية في هذه البطولة. وأصبحت كل الإستادات الـ12 المضيفة للبطولة على أهبة الاستعداد علمًا بأن بعضها شيد حديثاً من أجل البطولة، فيما خضع البعض الآخر لعمليات تحديث وتطوير فحسب. ولا تعاني أي من هذه الإستادات من مشاكل تنظيمية أو تشغيلية تثير القلق، على عكس ما كان عليه الحال في المونديال البرازيلي عام 2014. وقال السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، في مقابلة مصورة: "روسيا جاهزة 100 %، والعالم كله سيشاهد هذا عندما تنطلق فعاليات البطولة في14 يونيو بمباراة المنتخبين الروسي والسعودي على إستاد لوجنيكي". كما يعتقد إنفانتينو أن نظرة العالم إلى روسيا ستتغير أيضًا. وقال إنفانتينو: "سيرى الناس روسيا كبلد مختلف.. كبلد يستقبل ويرحب بالعالم، كبلد يرغب في الاحتفال ويرغب في الانفتاح". وهذه هي النسخة الأولى من بطولات كأس العالم في عهد إنفانتينو الذي تولى رئاسة الفيفا في 2016 بعد رحيل مواطنه جوزيف بلاتر عن هذا المنصب. وواجهت روسيا عمليات تدقيق وفحص هائلة في قضايا أخرى مثل المنشطات والأمن والعنصرية في المباريات. ويأمل إنفانتينو والمنظمون في روسيا ألا تفسد هذه الأمور البطولة التي يتردد أن تنظيمها كلف روسيا أكثر من عشرة مليارات يورو. وعن مخاطر تعرض البطولة لعنف المشجعين المشاغبين، بعد تورط المشجعين الروس في أعمال عنف خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، قال إنفانتينو: "كل مشجع سيأتي إلى روسيا، سيتم استقباله في بيئة آمنة للاحتفال، إذا اعتقد أي شخص أنه سيأتي لروسيا من أجل إثارة المشاكل، من الأفضل له أن يظل في بلده". وستكون الإجراءات الأمنية على أعلى مستوى في المدن الـ11 المضيفة للبطولة، علمًا بأن المنظمين يضعون صوب أعينهم دائمًا احتمالات التعرض لهجوم إرهابي. واستقبلت روسيا المشجعين بطريقتها حيث وضعت نظامًا يقضي بضرورة حصول كل مشجع على بطاقة "مشجع" تكون بمثابة تأشيرة الدخوللأراضي الروسية. وتسمح بطاقة المشجع، بشرط توافر تذكرة المباراة مع المشجع أيضاً، بالانتقال المجاني بوسائل النقل العام بين المدن المضيفة لهذه المباريات. كما افتتح المنظمون مناطق لاحتفالات المشجعين في كل المدن الـ11 المضيفة للبطولة. وأكد المنظمون أن هذه الأماكن شهدت حضور نحو 40 ألف مشجع لدى افتتاحها أمس الأول الأحد. وعلى أرض الملعب، ينتظر أن تكون بداية استخدام نظام حكم الفيديو المساعد للمرة الأولى في بطولات كأس العالم، بمثابة نقطة مثيرة للجدل بعد الارتباك الذي صاحب هذه التجربة في العديد من البطولات الأخرى. ومع وصول معظم اللاعبين الـ736 المشاركين في البطولة، بداية من حارس المرمى المصري المخضرم عصام الحضري أكبر لاعب في البطولة (45 عامًا وخمسة أشهر) ووصولاً إلى الأسترالي دانيال أرزاني أصغر لاعبي البطولة (19 عامًا وخمسة أشهر)، إلى روسيا بالفعل، تتزايد حدة الإثارة مع اقتراب ضربة البداية. ويأمل المنتخب الألماني (مانشافت) في الدفاع عن اللقب العالمي الذي أحرزه قبل أربع سنوات في البرازيل، ليعادل الرقم القياسي في عدد مرات الفوزبلقب البطولة والمسجل باسم المنتخب البرازيلي برصيد خمسة ألقاب.
مشاركة :