لم تمنعه وظيفته من التطوع في أعمال الخير، بل زادته حماسًا وشغفًا للمبادرة بالأفكار والأنشطة المتنوعة والتي فيها خدمة المواطنين على مبدأ أن السعادة تكمن في العطاء ولا تكون بالأخذ. إنه مشرف القبة الفلكية بمكة المكرمة حامد بن عبدالله العباسي، والذي تحاوره صحيفة “مكة” الإلكترونية ضمن حلقة جديدة من البرنامج الرمضاني “في ساحات التطوع“. وعن بداياته في العمل التطوعي، قال العباسي “بدأت العمل التطوعي من انضمامي للحركة الكشفية منذ الصغر وتدرجت فيها من كشاف اكتشاف متقدم لجوال ولقائد كشفي متعاون”. وأضاف “لدي العديد من العضويات: كعضوية جمعية مراكز الأحياء، ومركز حي الملك فهد، والنادي الأدبي الثقافي بمكة، والطائف، مدير تحرير مجلة فرقد، وعضويات كثيرة في مجالات مختلفة”. وأشار إلى أن بدايات عمله التطوعي تعود إلى ما قبل 35 عامًا عندما كان طالبًا في الكشافة والتحق بخدمة ضيوف الرحمن في معسكرات الحجاج. وحول روتينه اليومي والمواءمة بين الوظيفة والتطوع، قال “كمعظم المواطنين في بلد الله الحرام، فترة النوم والراحة بعد صلاة الفجر، ثم الدوام في الأيام التي ليس لدي فيها إجازة، بعد العصر تلاوة ما تيسر من القرآن، ثم الانطلاق لبعض الأعمال التطوعية هنا وهناك، الإفطار إن لم يكن في ساحات التطوع غالبا، يكون مع الأسرة، ثم الاستعداد للصلاة والتراويح، ثم العودة للراحة والتفرغ للكتابة اليومية في رمضان”. ووصف العباسي، شعوره بعد الانتهاء من عمله التطوعي، قائلًا إنه “شعور رائع لا يعرفه إلا من جرب العمل التطوعي، فالتطوع أثرى حياتي كثيرا جدا وعلمني أن السعادة في العطاء، وليست في الأخذ كما يعتقد الكثير من الناس”. ومن أبرز المواقف المؤثرة في العمل التطوعي، أوضح أنها “كثيرة جدا، ولا يتسع المجال هنا لذكرها؛ لكن لعل من أبرزها تلك التي حدثت في معسكرات خدمة ضيوف الرحمن، حيث كنا نوصل الحجاج التائهين في منى وعرفات إلى مخيماتهم وذويهم، لتعلو وجوههم الابتسامات وتنهال من أفواههم الدعوات”.
مشاركة :