قصص نادرة وحكايات لا تُنسى من دورات كأس العالم

  • 6/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: أحمد عزت تعد كأس العالم، قصة شغف بلا نهاية حيث بدأت فصولها عام 1930، وتتجدد حكاياتها كل أربع سنوات، ويبقى حلم كل لاعب ومنتخب أن يكتب سطراً في أحداثها المثيرة داخل الملعب وخارجه، وتتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية، ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد، فبعض القصص باتت معروفة للكثيرين مثل: تعرض الكأس للسرقة قبل نسخة 1966 حتى عثر عليها الكلب «بيكلز»، وكيف رفضت الهند المشاركة في بطولة 1950؛ لعدم السماح للاعبيها باللعب «حفاة الأقدام» كما اعتادوا، وعندما خرج باولو روسي من السجن؛ ليقود إيطاليا لتحقيق اللقب في 1982، وغيرها من القصص المثيرة والحكايات الغربية.بين أيدينا 20 بطولة عالم، فالبداية كانت في أوروجواي 1930، وأحدث بطولة كانت في البرازيل 2014، وتركت نهائيات كأس العالم، ذكريات درامية ما بين مظاهر الفرح والحزن، التي لا تُعد ولا تُحصى، وبعضها أغرب من الخيال. وفي التقرير التالي، نستعرض مجموعة من أطرف القصص، وأغرب الحكايات في تاريخ المونديال، الذي ينطلق يوم 14 يونيو/حزيران. 1930 أوروجواي تنظم وتتوج بأول مونديال  احتضنت أوروجواي النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم عام 1930، هدية لها على فوز منتخبها بآخر بطولتين أولمبيتين قبل المونديال،وصادفت الإنطلاقة الإحتفال بمرور 100 عام على الاستقلال، وتمكنت أوروجواي من الفوز باللقب، بعد التغلب على غريمها التقليدي الأرجنتين (4-2)، وتوجّت باللقب في أول بطولة شارك فيها 13 منتخباً، وهي البطولة، التي تعد حلماً تمنى الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقه، وهو ما حدث بالفعل. 1934 خطة خبيثة من موسوليني لتتويج إيطاليا تمكن المنتخب الإيطالي من الفوز باللقب عام 1934، تحت زعامة أحد أشهر الديكتاتوريين في العالم هو موسوليني، الذي أمر بصنع كأس أكبر من كأس العالم وسمّاها «دل دوتشي»، ليحمس أعضاء منتخب بلاده، وكان الفاشي موسوليني قد أرسل جواسيس إلى أوروجواي في 1930 لمتابعة «مونتي» مهاجم الأرجنتين وقاموا بتهديده، كي لا يلعب في النهائي من أجل أن تخسر الأرجنتين اللقب أمام أوروجواي.ولم يكن موسوليني محباً لأوروجواي ولكنه أراد خلق عداوة بين مونتي وجمهور بلاده، وهو ما تحقق، وبعدها خرج مونتي خارج الأرجنتين ليستقطبه موسوليني ويعطيه الجنسية الإيطالية، ويشارك مع الطليان في كأس العالم 1934، ليقود أبناء موسوليني للحصول على اللقب بعد نهاية دراماتيكية أمام تشيكوسلوفاكيا. 1934 عندما لعب «نابولي» في المونديال هل يمكن أن يلعب ناد في كأس العالم؟.. بالطبع لا، لكن هذا ما حدث في كأس العالم 1934، أو على الأقل لقميص نادي نابولي، في مونديال 1934 الذي استضافته إيطاليا، شهد استضافة ملعب نابولي لمباراة المركز الثالث، التي جمعت بين منتخبي النمسا وألمانيا في 7 يونيو/حزيران من ذلك العام.والجدير ذكره، أن المنتخبات لم تكن تحمل معها ملابس الزي الثاني لمبارياتها؛ بل ولم يكن هناك أهمية للأمر؛ لأن المشجعين في الميدان لم يكن لديهم ملاحظات حتى لو خاضت الفرق مبارياتها بملابس ذات ألوان متقاربة، لاسيما وأن النقل التلفزيوني لم يكن بدأ.والذي حدث أن منتخبي ألمانيا والنمسا في ذلك المونديال ارتديا ذات الألوان «القميص الأبيض والشورت الأسود»، وهو ما أثار تعليق الجمهور في الملعب بأنه من الصعب تمييز اللاعبين، ما جعل الحكم يجري قرعة لاختيار من عليه تغيير قميصه، وكانت من نصيب النمسا؛ ولأن النمسا لم تكن تمتلك قميصاً بديلاً، تم اللجوء إلى أقرب بديل، وهو مخزن فريق نابولي في الملعب؛ ليتم منح لاعبي النمسا قمصانه ذات اللون الأزرق، فلعب «قميص نابولي» في كأس العالم. 2014 ألمانيا تسقي البرازيل كأس الذل بسبعة أهداف * في النسخة الماضية من كأس العالم، التي أقيمت في البرازيل، ألحق المنتخب الألماني خسارة تاريخية بنظيره البرازيلي يوم 8 يوليو/تموز 2014 عندما سحقه (7-1 )على ملعب «مينيراو» في بيلو هوريزونتي في الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من المونديال، قبل أن تواصل ألمانيا رحلتها الناجحة، وتحصد اللقب بعد الفوز في النهائي على الأرجنتين بهدف دون رد، في المواجهة، التي أقيمت على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو.وكانت البرازيل تُمني النفس باستغلال استضافتها للعرس العالمي للمرة الثانية في تاريخها لتمحو الكارثة الوطنية لعام 1950عندما أهدرت فرصة إحراز اللقب على أرضها وملعبها الشهير ماراكانا حيث خسرت أمام الأوروجواي (1-2)، بيد أن الماكينات الألمانية حرمتها من ذلك، وألحقت بها شر هزيمة في مأساة وطنية جديدة ستبقى خالدة في الأذهان مدى التاريخ باسم «كارثة بيلوهوريزونتي». 2010 يد سواريز تضيع مقعداً للأفارقة كادت غانا في الدقيقة 120 أن تحرز هدف العبور لنصف النهائي لأول مرة في تاريخ أي فريق إفريقي، بدأت الهجمة بتصويبة منساه، التي مرت من موسيليرا الحارس الأوروجوياني لتجد يد المهاجم سواريز فتنقذ الشباك اللاتينية من هدف مؤكد، فيحتسب الحكم ضربة جزاء لو سجلها أسامواه جيان لتأهلت غانا إلى دور ال4 ولحظيت قارة إفريقيا بمقعد مونديالي جديد؛ حيث سيتأهل من القارة السمراء 6 منتخبات بدلاً من 5؛ لكن جيان أهدر الركلة لتنتهي المباراة بالتعادل (1-1)، ويلجأ الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، التي ابتسمت لأوروجواي ففازت (4-2) وتأهلت لمربع الذهب. 2006 النطحة والطرد الحزين لزيدان اللقطة الأسوأ والأكثر إثارة على الإطلاق.. زين الدين زيدان يسجل، وماتيراتزي يتعادل، وفي الوقت الإضافي يوجه زيدان ضربة رأسية لصدر ماتيراتزي ليشهر الحكم بطاقته الحمراء في وجه أفضل لاعبي العالم، وليترك زيدان الملعب، وتكون لحظات الوداع.خرج «زيزو» عن شعوره بعد أن وجه له ماتيراتزي ألفاظاً عنصرية، ليتم طرده ويصل الفريقان لركلات الترجيح، وتخسر فرنسا (5-3) أمام إيطاليا، ليتوج «الآزوري» بالمونديال.الطريف أن بعض الجماهير قررت صنع تمثال «للنطحة» التي صوبها «زيزو» لصدر ماتيراتزي بعد ذلك، ولا يعرف هل كان ذلك تعاطفاً مع زيدان أم غضباً منه لخروجه عن شعوره. 2006 البرتغال - هولندا أشرس مباراة في التاريخ شهدت بطولة كأس العالم على مدار تاريخها الكثير من المباريات المثيرة والقوية في نفس الوقت، ولكن لم يكن هناك أقوى وأشرس من تلك المباراة، التي جمعت بين منتخبي البرتغال وهولندا في دور ال 16 لمونديال 2006 بألمانيا؛ حيث إن المنتخبين كانا وجهاً لوجه في الدور الثاني من المونديال، وفازت البرتغال بهدف نظيف، لكن المباراة شهدت صراعاً كبيراً للغاية، ووصفها الجميع ب«معركة نورمبيرج» وهو الملعب الذي أقيمت عليه؛ نظراً لأنها شهدت إشهار 16 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء، من قبل الحكم الروسي فالنتين إيفانوف، في رقم لم يكن له أي مثيل من حيث عدد البطاقات المُشهرة في أي مباراة تحت إدارة الفيفا. البطاقات الصفراء المشهرة في المباراة كانت 9 منها من نصيب لاعبي البرتغال، وحصل كوستينيا وديكو على بطاقتين حمراوين، بعد إنذارهما لمرتين، وفي المقابل حصل لاعبو هولندا على 7 بطاقات صفراء، فيما تعرض بولحروز وفان برونكهورست للطرد. وتعرض الحكم إيفانوف لانتقادات لاذعة، بعد المباراة من الصحف العالمية، والمفارقة أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك خرج بتصريح مثير بعد المباراة؛ حيث أكد أن إيفانوف كان عليه أن يشهر بطاقة صفراء لنفسه لأنه كان ضعيفاً في إدارة المباراة ولكن العجوز السويسري اعتذر بعد ذلك عن هذا التصريح. 1994 باجيو يرفض احتفاظ إيطاليا باللقب  تجسدت كل معاني الإثارة في مونديال 1994؛ عندما أهدر روبيرتو باجيو أفضل لاعب إيطالي الضربة الترجيحية، التي قضت على آمال «الآزوري»؛ لتعلن عن فوز البرازيل بالمونديال للمرة الرابعة في تاريخها. 1998 أول هدف ذهبي في التاريخ  بعد مرور 113 دقيقة في مباراة فرنسا وباراجواي في ثمن نهائي البطولة وتألق غير عادي من الحارس الأسطوري تشيلافيرت، فاجأ رولان بلان الجميع وأحرز الهدف الذهبي القاتل؛ ليصعد بالديوك الفرنسية، ويدخل التاريخ كصاحب أول هدف ذهبي يسجل في تاريخ المونديال. 1994 أول مواجهة عربية في تاريخ المونديال شاركت المنتخبات العربية أكثر من مرة في كأس العالم، وكان في مقدمتها المنتخب المصري، الذي كان أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في المحفل العالمي، عام 1934 بإيطاليا، ورغم أن البطولة شهدت تواجد أكثر من منتخب عربي، بداية من عام 1982، إلا أن أول مواجهة عربية في المونديال كانت عام 1994، في الولايات المتحدة الأمريكية.هذه المواجهة كانت بين منتخبي السعودية والمغرب، اللذين أوقعتهما القرعة وجهاً لوجه في المجموعة السادسة، برفقة منتخبي هولندا وبلجيكا، ولكن المنتخب السعودي نجح في حسمها لمصلحته بعدما فاز بهدفين لهدف حيث سجل له سامي الجابر من ركلة جزاء، ثم تعادل محمد الشاوش، قبل أن يسجل فؤاد أنور هدف الفوز للسعوديين، ليكون الأخضر صاحب أول فوز في المواجهات العربية بكأس العالم. المثير أن المنتخب السعودي رغم هزيمته في الجولة الأولى أمام هولندا بهدف مقابل هدفين، إلا أنه فاز على بلجيكا في الجولة الأخيرة بالهدف الشهير الذي سجله سعيد العويران، ليتأهل لدور ال16، في إنجاز تاريخي للكرة العربية. 1966 هدف وهمي يُهدي الإنجليز لقباً كاللعنة  في نهائي مثير بين الألمان والإنجليز، والنتيجة تشير للتعادل (2-2)، صوّب الإنجليزي جيوف هورست في الدقيقة 101 كرة طائشة اصطدمت بالقائم وارتدت خارج المرمى؛ ليعلن الحكم السويسري جوتفريد عن هدف للمنتخب الإنجليزي، ليتقدم الأخير بنتيجة (3-2)، وبعدها يسجل هورست هدفاً رابعاً لتتوج إنجلترا باللقب على حساب الماكينات الألمانية، واللقب كان أشبه باللعنة؛ لأن من وقتها لم يحقق الإنجليز مجدداً لقب المونديال. 1982 مؤامرة خبيثة نفذها العجم على العرب فلم تتأهل الجزائر  شرّف المنتخب الجزائري بقيادة الأخضر بلومي ورابح ماجر الكرة العربية في نسخة عام 1982، وكان «محاربو الصحراء» قاب قوسين أو أدنى من التأهل للأدوار النهائية لمونديال 1982، إلا أن منتخبي ألمانيا والنمسا اتفقا على خروج الجزائر من خلال إنهاء مباراتهما معاً بنتيجة تصعد بهما، وتطيح ممثل إفريقيا، وبالفعل انهزمت النمسا، وفازت ألمانيا، وودعت الجزائر منافسات المونديال في واحدة من أكثر المباريات انحطاطاً وبعداً عن الأخلاق الرياضية. 1986 يد مارادونا تدخل التاريخ الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا يراوغ ويمر ويصعد فوق الجميع ليسجل هدفاً بيده في مرمى الإنجليز، فيحتسبه الحكم التونسي الراحل علي بن ناصر، ويتبقى فقط من المشهد تصريح مارادونا الأشهر على الإطلاق حين قال «إنها يد الله التي سجلت الهدف!»، قبل أن يضيف في نفس المباراة الهدف الأسطوري الثاني، حينما شق الملعب بالطول وراوغ جميع مدافعي إنجلترا.وبعد 29 عاماً من الواقعة، زار مارادونا الحكم التونسي ، أثناء تواجده بتونس؛ لتصوير إعلان لإحدى الشركات، وسلّم مارادونا بن ناصر قميصاً للمنتخب الأرجنتيني حمل توقيعه وعبارة "صديقي الخالد» بينما قدم له الحكم السابق صورة لمصافحة بين قائدي المنتخبين قبل المباراة. 1966.. الكلب «بيكلز» يعيد كأس العالم المسروقة * نظمت إنجلترا نسخة 1966، وقبل انطلاق المونديال ب113 يوماً، وتحديداً في 20 مارس/آذار 1966، حدث ما لم يكن في الحسبان، فمن ضمن النشاطات التي أشرف على تنظيمها الاتحاد المحلي، المعرض الخاص بالطوابع، الذي أقيم بمناسبة استضافة البلد للنهائيات، وضم في جنبات إحدى صالاته كأس العالم الذهبية «كأس جول ريميه»، التي كان بمقدور العامة من الناس إلقاء نظرة عليها.وفي ذاك اليوم، تمكن أحد الزوار من سرقة الكأس من دون أن يثير انتباه الجهات المختصة، واضعاً الاتحاد المحلي في موقف حرج للغاية، فأعلنت حالة الطوارئ في البلاد، وكثفت الشرطة المحلية؛ للبحث عن الكأس.وتصدرت قصة اختفاء الكأس عناوين الصحف المحلية، حتى أن الشرطة وبالتنسيق مع الاتحاد الإنجليزي أعلنا عن تقديم جائزة نقدية تصل إلى عشرة آلاف جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى إيجاد «الكنز المفقود».وبمرور الأيام أخذ اليأس يدب في صفوف الاتحاد وأعضائه، فقضية استعادة الكأس المسروقة أصبحت شبه مستحيلة حتى أن بعض التقارير غير المؤكدة أشارت إلى وجود محادثات سرية حول إمكانية صنع نسخة ثانية منها، عوضاً عن تلك التي باتت في عداد الضائعة.وفي 27 مارس/آذار من نفس العام، كان المواطن الإنجليزي ستانلي كوربيت يمشي برفقة كلبه، الذي كان يُدعى «بيكلز»، وأخذ الكلب على غير عادته يبحث في مكان غريب خلال إحدى النزهات بشكل أثار انتباه صاحبه، الذي حاول مراراً مناداته للعودة لكن دون جدوى، وأسرع بشكل لا إرادي نحو كلبه فوجد كأس جول ريميه، وأسرع ستانلي كوربيت، إلى أقرب مركز للشرطة ليضع الكأس في متناول يد السلطة بعدما وجده ملفوفاً بجريدة ممزقة. 1958 الأسمر الصغير يخطف الأضواء  جاء عام 1958 ليعلن عن بداية علاقة حب ما بين بلاد «السيليساو» وبطولة كأس العالم؛ حيث لم يعلن فقط عن أول بطولة تدخل خزائن بلاد السامبا؛ ولكن البرازيل أنتجت للعالم اللؤلؤة السمراء «بيليه» أسطورة الكرة، ونجم الرياضة الأسطوري، الذي فاجأ العالم كله، وهو مازال مراهقاً حين أبهر الجميع بتحكمه الغريب في الكرة ومهارته التي لا تضاهى في تسجيل الأهداف. 1950 البرازيل تستضيف مونديال المهازل حظيت البرازيل بشرف استضافة كأس العالم الرابعة عام 1950، لكن هذه النسخة شهدت العديد من المهازل؛ حيث تم تطبيق نظام جديد في البطولة، ينص على توزيع ال13 منتخباً المشاركين في البطولة، إلى 4 مجموعات بشكل غريب ضمت مجموعتين منهما 4 فرق، وضمت مجموعة 3 فرق والأخيرة ضمت فريقين فقط، على عكس نظام خروج المغلوب من الدور الأول، الذي كان متبعاً خلال النسخ الثلاث الأولى من المونديال.وكان المنتخب البرازيلى هو المرشح الأول للفوز باللقب بعد المباراة قبل الأخيرة من دور المجموعات، وكان في جعبته أكبر عدد من النقاط ب4 نقاط، بينما كان منتخب أوروجواي المنافس الوحيد للسامبا، يمتلك 3 نقاط. وحدثت المفاجأة خلال المباراة النهائية، بين البرازيل وأوروجواي؛ حيث فاز المنتخب الأوروجويانى على راقصي السامبا بنتيجة (2-1)، ورفع رصيده إلى 5 نقاط؛ حيث كان الفائز بالمباراة يحصد نقطتين؛ ليخطف اللقب من أصحاب الأرض. 1950 طائرة تورينو تتحطم ومنتخب إيطاليا يفقد 10 لاعبين ما إن كتبت الحرب العالمية الثانية سطورها الأخيرة، إلا وسيطر ناد واحد على الكرة الإيطالية، وحقق أرقاماً قياسية بعضها لا زال صامدا حتى اليوم، هو تورينو الذي فاز ب 5 بطولات متتالية للدوري،كما حقق تورينو أكبر فوزين في تاريخه عندما سحق نادي أليساندريا (10-0) على أرضه، وهزم روما (7-0) خارج أرضه، إضافة إلى العديد من الأرقام القياسية الأخرى، التي جعلت من المنطقي تواجد 10 لاعبين من الفريق بشكل دائم مع المنتخب الإيطالي.تاريخ رائع وأرقام مذهلة، لكن كان مقدراً لها أن تنتهي في يوم 4 مايو/‏أيار 1949، اليوم الذي كان من المفترض أن يعود فيه الفريق وإداريو النادي برفقة بعض الصحفيين على متن طائرة فيات «G212CP» الثلاثية المحرك إلى مدينة تورينو، وذلك بعد خوض تورينو مباراة ودية ضد بنفيكا في العاصمة البرتغالية لشبونة في اليوم السابق، تكريماً للنجم البرتغالي فيريرا، الذي كان سينتقل من النادي البرتغالي إلى النادي الإيطالي .وكانت الأحوال الجوية شديدة السوء، والطائرة تطير في عاصفة رعدية، وهو ما تفاجأ به طاقم الطائرة، الذي غامر وواصل طريقه، وانخفض بالطائرة، لكي يتمكن من الرؤية، إلا أنه وجد أمامه تلة كنيسة سوبيرجا لتصطدم الطائرة بالتلة، وتتحطم تماماً، ما تسبب بموت جميع من كانوا عليها بلا استثناء، بمن فيهم 18 لاعباً لتورينو، وكان من المنطقي أن تكون مشاركة الطليان في مونديال 1950 بلاعبين جدد ليسوا على مستوى جيد، وهو ما أدى لخروج «الآزوري» من ربع نهائي البطولة. 1939.. صندوق أحذية ينقذ الكأس من دمار الحرب العالمية توج المنتخب الإيطالي بكأس العالم في نسختي 1934 و1938، وعاد منتخب إيطاليا إلى بلاده حاملاً كأس العالم، وبعد أقل من عام بدأت الحرب العالمية الأولى في 1939، وأصبح العالم في حالة من الفوضى، وكرة القدم لا تسير بانتظام، وتوقفت بطولات المونديال، ودخلت الكأس الذهبية في خطر الضياع.ولكن، أين اختبأت كأس العالم خلال ال12 عاماً، وهي فترة توقف دورات البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية، وحتى عودة المونديال عام 1950؟الإجابة عند الدكتور أوتورينو باراسي، وهو الشخص الذي استطاع الحفاظ على كأس العالم من الضياع طوال هذه المدة، ويعد أوتورينو باراسي أحد المسؤولين عن الرياضة في إيطاليا، بدأ مسيرته الرياضية بالمشاركة في تنظيم كأس العالم 1934 في إيطاليا، ثم أصبح مفوضاً للاتحاد الإيطالي لكرة القدم عام 1944 ورئيساً للاتحاد عام 1946، وأيضاً نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.في هذه الفترة غزا الجيش الألماني معظم البلدان الأوروبية، ما جعل الاتحاد الإيطالي يخاف من ضياع كأس العالم أو سرقته أو تعرضه للدمار؛ لذلك وضع الاتحاد الكأس داخل صندوق، وتم وضعه كوديعة في أحد البنوك في روما؛ لكن أوتورينو لم يقتنع بفكرة الحفاظ على الكأس في البنك، فذهب إلى البنك الذي توجد به كأس العالم في روما، وأخذ الكأس سراً دون أن يعلم أحد، وذهب أوتورينو بكأس العالم إلى منزله، لا وجاء بأحد صناديق حفظ الأحذية، ووضع بها الكأس ثم وضع الصندوق أسفل الفراش في غرفة النوم الخاصة به في منزله.وطلب هتلر تنظيم بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 1942، وكلف ضباط الجيش الألماني بالبحث عن الكأس في إيطاليا لجلبها إلى ألمانيا؛ من أجل تنظيم البطولة، وفي صباح أحد الأيام عام 1941 ذهبت مجموعة من ضباط الشرطة السرية الألمانية إلى منزل أوتورينو للبحث عن كأس العالم، وفتشوا كل أركان المنزل لكنهم لم يفلحوا في إيجاد الكأس.وفي عام 1943 تلقت ألمانيا سلسلة من الهزائم في الحرب العالمية الثانية، ومعها حليفتها إيطاليا إلى أن استسلمت إيطاليا لدول الحلفاء، وأصبحت تحت الاحتلال لكن كأس العالم ظلت في مكانها داخل صندوق الأحذية تحت الفراش في غرفة الدكتور أوتورينو طوال هذه السنوات، وبهذه الطريقة استطاع الحفاظ على الكأس من السرقة أو الدمار أو الوقوع في يد قوات الاحتلال في إيطاليا أو حتى الجيش الألماني، بعد ذلك وخلال عام 1943 سلّم باراسي كأس العالم إلى الاتحاد الإيطالي، الذي بدوره سلمه إلى المحامي جيوفاني ماورو، وهو أحد رجال كرة القدم في إيطاليا، الذي سلّم الكأس إلى صديقه ألدو تشيفيني؛ وهو لاعب كرة قدم سابق في ميلان وإنتر، وهو الذي أخفى كأس العالم في منزله الريفي في إقليم بريمباتي دي سوبرا لمدة 4 سنوات.وانتهت الحرب العالمية في عام 1945، وظلت أوروبا عدة سنوات في حالة من الفوضى، وتم تسليم كأس العالم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1947 من أجل إقامة البطولة في البرازيل عام 1950. 1938 موسوليني يهدد منتخب بلاده بالقتل  تمكن المنتخب الإيطالي في النسخة الثالثة من المونديال من تحقيق ثاني ألقابه بفضل عدد ليس بالقليل من القرارات التحكيمية الخاطئة لنيل ود الحاكم الإيطالي الفاشي موسوليني.ولم يختف موسوليني من المشهد حيث أمر فريقه بارتداء القمصان السوداء كدليل على غضبه بل قام أيضاً بتهديد الفريق ومدربه بالقتل في حالة العودة من غير اللقب.وفي المباراة النهائية، تمكن الطليان من هزيمة المجر؛ ليخرج لاعبو المجر ويرددون نعم خسرنا، ولكننا أنقذنا حياة 11 فرداً.

مشاركة :