إعداد: علي نجمتعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم «العرس الكروي» الأنسب أمام نجوم الساحرة المستديرة من أجل معانقة التاريخ، وحفر أسمائهم في سجلات المسابقة التي تمنح الفائز بكأسها الغالية طعما مختلف عن كل البطولات والكؤوس الأخرى التي يمكن أن ينالها في النادي أو على مستوى البطولات القارية.هو المونديال..هو الحدث الذي قدم لكرة القدم نجوم بقامة بيليه وكرويف وبكنباور وسقراطس ومارادونا وماتيوس وروماريو وزيدان ورونالدو (البرازيلي) وإنييستا وتشافي وكلوزه.هو المونديال..الذي عبس في وجه الكثير من نجوم العالم.. نجوم صنعوا اسما عالميا لهم.. صنعوا شهرة لامست حدود السماء، دون أن يتمكن بعضهم من ملامسة الكأس الذهبية.الهولندي كرويف كان الخاسر الأكبر.. ومن قبله البرتغالي أوزيبيو.. ومعهم البرازيلي زيكو والألماني رومنيغيه والفرنسي بلاتيني، وأخيراً وليس آخراً الأرجنتيني ميسي على سبيل المثال الذي قد تكون روسيا الأرض التي تشهد التتويج الذي ينتظره على أحر من الجمر حتى يمنح شعب بلاده السعادة الأكبر التي غابت عنهم منذ مونديال المكسيك 86.وستترقب كل العيون ما سيدور فوق البساط الأخضر في بلاد الكرملين، حيث سيتنافس النجوم من أجل صنع التاريخ، وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب البطولة الأهم على مستوى بقاع الأرض قاطبة.من هم النجوم الذين يتوقع أن ينشروا سحرهم في أرض روسيا وقيادة بلادهم إلى مجد الكأس الأغلى، الذي سيعني أنهم سيقطعوا طريقاً طويلاً نحو نيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وهذا يعني بالدرجة الأولى لاعبين مثل ميسي ورونالدو الذين يتطلعان إلى كأس العالم بصفته اللقب الذي سيعطيهما قيمتهما الأسطورية ويضعهما في مصاف عظماء كرة القدم.- الأرجنتيني ميسي:قد يكون مونديال روسيا هو الفرصة الأنسب والأخيرة بالنسبة إلى النجم الكبير الأرجنتيني ليونيل ميسي من أجل دخول التاريخ من الباب الكبير، فالنجم الأرجنتيني مازال يبحث عن درة التاج، عرف كل أنواع المجد وحلاوة الألقاب مع نادي برشلونة، لكن التتويج رفقة منتخب بلاده لا يزال أقرب إلى «لعنة» تطارد النجم الكبير.وستترقب كل العيون ما سيؤول إليه مشوار منتخب الأرجنتين مع «البرغوت» الطامح إلى تحقيق إنجاز قد يشرع له الأبواب حتى يكون أحد الأساطير الذين عرفتهم الساحرة المستديرة من خلال التتويج باللقب العالمي.ولم تبتسم الأقدار للاعب الخطير طوال مشاركاته السابقة مع منتخب «التانجو» حيث كان قريباً في 3 مناسبات من إحراز الألقاب، لكن التوفيق لم يحالفه ليفشل حتى الساعة في إدخال البهجة إلى قلوب الجماهير التي لا تزال تتمسك بالأسطورة مارادونا كالنجم الأول بعدما أدخل السعادة في قلوب أبناء بلاده حين أسهم في التتويج بلقب مونديال 1986 في المكسيك.- البرتغالي رونالدو:هو أفضل لاعب في العالم في السنتين الأخيرتين، ودون شك فإن كأس العالم الحالي سيكون الأخير له لمحاولة الجلوس على عرشه، بعدما سبق أن قاد منتخب بلاده إلى التتويج بلقب كأس أوروبا 2016.رونالدو لديه الكثير من الرسائل ليوجهها في أرض روسيا، ولاسيما إلى ناديه ريال مدريد الذي ماطل في تمديد عقده بالراتب الذي يريد، وهو أثبت دائما أنه يكون في الموعد عندما يظن الآخرون أنه انتهى.- الإسباني إنييستا:أما منتخب إسبانيا الذي سيخوض غمار المونديال بحثا عن التتويج باللقب الثاني في تاريخه، بعدما عرف حلاوة الفوز باللقب قبل 8 أعوام في بلاد مانديلا، فسيتطلع إلى أن تكون هذه المشاركة هي الختام الأجمل للاعب «الأروع» اندرييس إنييستا.وسيخوض اللاعب الإسباني الذي سجل هدف منتخب بلاده في المباراة النهائية قبل 8 سنوات المونديال الأخير في مسيرته، بل إن مشواره مع«اللاروخا» سيتوقف بعد انتهاء مشاركته في روسيا.وكتب إنييستا التاريخ سواء مع برشلونة أو مع منتخب بلاده، حيث أسهم في تواجد «البلوجرانا» فوق منصات التتويج، ليكتب عصراً جديداً ومشرقاً في تاريخ النادي، بينما شكل مع زملائه في الفريق العمود الفقري الذي صنع النجاحات لمنتخب ديل بوسكي ليتوج باللقب العالمي مرة، وباللقب الأوروبي في مناسبتين.وسيحاول إنييستا أن تكون ختام المشاركة في هذا الحدث بالصورة الأمثل، حتى يسهم في تتويج منتخب بلاده بالكأس الثانية في تاريخ المسابقة.- البرازيلي نيمار:سيكون مونديال روسيا، الحدث الذي ينتظره البرازيلي نيمار على أحر من الجمر، حيث سيدافع عن ألوان منتخب بلاده من أجل الحصول على الكأس التي فشل في نيلها في نسخة 2014.ولم ينس البرازيليون حتى الساعة مرارة «الإخفاق الكبير»، حين مني منتخب السامبا بالخسارة الأقسى في نصف النهائي أمام منتخب ألمانيا وبسبعة أهداف مقابل هدف، وإن كان نيمار الغائب الأبرز عن تلك المباراة «الفضيحة» بسبب الإصابة.وكان نيمار قد تعرض للإصابة في الظهر خلال مباراة كولومبيا، ليحرم السامبا من خدماته، في المباراة الأهم أمام منتخب المانشافات.وخطف نيمار كل الأضواء في الصيف الماضي، حين تحول إلى اللاعب الأغلى في التاريخ، بعدما غادر برشلونة لينضم إلى باريس سان جيرمان مقابل نحو 250 مليون يورو..وتحولت مشاركة نيمار في المونديال إلى لغز بسبب الإصابة التي تعرض لها مع «البي أس جي» في مباراة مرسيليا، مما أبعده عن الملاعب لمدة تزيد عن 3 أشهر.وعاد نيمار قبل أيام من صافرة بداية الحدث العالمي، ليشارك في مباراة كرواتيا الودية وليسجل هدف التقدم، مما ترك الارتياح الكبير بجاهزية النجم من أجل قيادة منتخب السامبا للفوز باللقب السادس في تاريخه، بعدما كان اللاعب الأول الذي يسهم في نيل بلاده ذهبية دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في ريو، وقد يستفيد نيمار من الحصول على قسط أكبر من الراحة عن سائر اللاعبين، مما قد يجعل منه ورقة الحسم في تشكيلة المدرب تيتي.- الأوروجوياني سواريز:سيتطلع لويس سواريز إلى نقل النجاحات التي يعيشها مع ناديه الإسباني برشلونة إلى المستوى الدولي، حيث سيتولى قيادة منتخب بلاده في المحفل العالمي، وسيأمل اللاعب «العضاض» تجاوز مشاركات المنتخب «السماوي» الأخيرة في البطولة، أملا في المساهمة بتحقيق النجاح والوصول إلى الدور نصف النهائي.وسيجد سواريز كل الدعم من شريكه الهجومي عملاق باريس سان جيرمان أديسون كافاني حتى يشكلا الثنائي الذي يعول عليه المدرب تاباريز بعدما صنعا قصة النجاح في تجاوز اختبار التصفيات المجنون.- الألماني كروس:أما منتخب المانشافات حامل لقب النسخة الأخيرة في البرازيل، فسيحاول تحقيق إنجاز الدفاع عن الكأس التي نالها قبل 4 سنوات على حساب منتخب الأرجنتين، وسيكون «البارومتر» كروس فرس الرهان في تشكيلة المدرب لوف من أجل قيادة خط الوسط، وصنع الفارق بعدما أبلى اللاعب البلاء الحسن في مشاركاته هذا الموسم مع ريال مدريد الإسباني ليسهم في حصول الفريق الملكي على اللقب الثالث عشر في تاريخه.ويجيد كروس صناعة الخطر من خلال حسن التحكم في مجريات المباريات، إلى جانب دقة التمريرات خاصة من خلال الكرات الثابتة التي تعتبر مصدر قوة منتخب الماكينات.- الفرنسي مبابي:أما على مستوى المنتخب الفرنسي، فقد تكون الأسماء التي تذخر بها تشكيلة المدرب ديديه ديشامب هي الأبرز فردياً على مستوى العالم، قياساً إلى الخيارات التي يمتلكها سواء على مستوى عناصر التشكيل الأساسي أو على مستوى دكة البدلاء.ولا يختلف اثنان على أن منتخب «الديوك» يمتلك الثلاثي الهجومي الأكثر خطورة مع تواجد عثمان ديمبلي لاعب برشلونة وجريزمان هداف أتلتيكو مدريد، إلى جانب الموهوب مبابي.وشكل مبابي مفاجأة الكرة العالمية من خلال تألقه الموسم قبل الماضي مع موناكو، مما جعل اللاعب هدفا لكبرى الأندية العالمية، لكن اللاعب فضل الاستمرار في دوري بلاده، حين أنتقل على سبيل الإعارة إلى باريس سان جيرمان قبل أن يتحول إلى صفقة انتقال كامل مع بداية الموسم الجديد مقابل 185 مليون يورو.وسيقود مبابي هجوم المنتخب الأزرق، بحثا عن النجاح على المستوى العالمي وصنع البصمة التي تسهم في وصول الديوك إلى منصة التتويج للمرة الثانية بعدما نال المنتخب اللقب الأول والوحيد له في مونديال 98 قبل 20 عاما.- المصري محمد صلاح:لا يمكن الحديث عن النجوم التي يمكن لها أن تتألق وتخطف الأضواء في مونديال روسيا، وتناسي المصري محمد صلاح.وسيحاول اللاعب المصري الذي خطف كل الأضواء العالمية قياسا إلى مسيرته الرائعة مع ليفربول الإنجليزي هذا الموسم، ونيل لقب هداف المسابقة نقل النجاحات إلى المسرح العالمي، رغم الإصابة التي تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا، مما قد يرسم بعض الشكوك حول إمكانية ظهوره بالمستوى المأمول منه من أجل قيادة الفراعنة إلى الدور الثاني من المجموعة الأولى التي تضم إلى جانب مصر كل من روسيا والأوروجواي والسعودية.- البلجيكي دي بروين:يجمع كل المراقبين على أن البلجيكي كيفين دي بروين كان عقل المدرب الإسباني جوارديولا مع مان سيتي، ليسهم في حصول الفريق على لقب البريمير ليج بحصاد هو الأفضل في تاريخ المسابقة.ولعب دي بروين دوراً مؤثراً على مستوى صناعة الخطر والفرص، بل كان اللاعب الأكثر تألقا بلغة الأرقام على مستوى صناعة الأهداف، حتى كاد أن ينال جائزة اللاعب الأفضل التي خطفها المصري محمد صلاح بفضل الأهداف التي سجلها.- الإنجليزي هاري كين:لم يعرف المنتخب الإنجليزي طعم النجاح على المستوى العالمي في كل المشاركات السابقة رغم كل الأضواء التي تحظى بها بطولة الدوري الإنجليزي التي تعتبر الأفضل على مستوى العالم.وسيقود المهاجم هاري كين منتخب «الأسود الثلاثة» منتخب بلاده في روسيا، بحثاً عن تحقيق النجاح المأمول بالوصول إلى اللقب الغالي الذي عرفت بلاد مهد اللعبة حلاوة الفوز بها مرة واحدة عام 66.وسيحمل هاري كين شارة القيادة لتشكيلة المدرب ساوثغيت التي تزخر بالأسماء الواعدة، رغم صعوبة المهمة في المسابقة التي غالبا ما عاندت الإنجليز وجعلتهم مجرد رقم هامشي في المسابقة.
مشاركة :