إعداد: أحمد عزت يفتح تصاعد موجات هجرة العديد من مواهب الدول العربية إلى دول أوروبا وأمريكا وأستراليا المجال أمام تفجر الكثير من الطاقات خارج حدود الوطن الأم، لتستفيد الدول الأخرى من هذه النخب، وكرة القدم بهذا المعنى لا تشذ عن القاعدة، فغالباً ما تستفيد الدول المستقبلة للمهاجرين من مهاراتهم، أو مهارات أبنائهم الذين يولدون على أراضيها، مواطنين لها.تاريخياً، لمعت أسماء العديد من نجوم كرة القدم، من أصول عربية، الذين ساهموا في إيصال منتخبات بلادهم إلى العالمية، والمثال الحاضر هو الجزائري الأصل زين الدين زيدان، صاحب هدفي فوز منتخب فرنسا على البرازيل في مونديال 1998، ما أدى لإحراز «الديوك» لقب كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، كذلك الأملاني ذو الأصول التوسية سامي خضيرة الذي ساهم في «المانشافت» بكأس العالم 2014 في البرازيل.والعديد من اللاعبين من أصول عربية حجزوا أماكنهم في أقوى المنتخبات الأوروبية والأمريكية، وسيشاركون في كأس العالم «روسيا 2018»، بعد أن أثبتوا جدارتهم خلال الموسم الماضي، وكانوا نجوماً على مستوى العالم، وفي التقرير التالي، نستعرض ثمانية لاعبين من أصول عربية، يشاركون في العرس الكروي العالمي. 1- أندرو نبوت.. أستراليا ولد اللبناني الأصل أندرو نبوت يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 1992 لأبوين لبنانيين، في مدينة ملبورن في أستراليا، ويلعب حالياً مع نادي أوراوا رد دايموندز في اليابان وسبق له اللعب مع سنشاين جورج كروس وهايدلبيرج يونايتد ومورلاند زيبراس وملبورن فيكتوري ونيجيري سيمبيلان في ماليزيا ونيوكاسل يونايتد جتس.وفي سنة 2018 بدأ باللعب مع منتخب أستراليا لكرة القدم، واختير في التشكيلة الأساسية للمنتخب في كأس العالم 2018، لينال مكافأة على صبره بعد تجاهله في فترة المدرب السابق أنجي بوستيكوجلو التي امتدت أربع سنوات، بعد رفضه تحويل الولاء لتمثيل لبنان. وانضم نبوت «25 عاماً» لتشكيلة أستراليا، وعاش نبوت فترة رائعة خلال الأشهر الماضية مع نيوكاسل الذي قاده للأدوار الإقصائية بالدوري الأسترالي لأول مرة منذ ثماني سنوات قبل انتقاله إلى أوراوا الياباني ليتم استدعاؤه للمنتخب لأول مرة في مارس/آذار الماضي لمواجهة النرويج وكولومبيا. 2- ناصر الشاذلي.. بلجيكا ولد ناصر الشاذلي في الثاني من أغسطس 1989، وهو لاعب كرة قدم بلجيكي من أصل مغربي، ويحمل الجنسيتين، ولعب الشاذلي لنادي «توتنهام هوتسبر» الإنجليزي، وتوينتي الهولندي ولمنتخب بلجيكا لكرة القدم، ويلعب في مركز الوسط.وفي بداياته، لعب الشاذلي مع ستاندارلييج وماستريخت، وفي صيف عام 2007، تم التعاقد معه من قبل النادي الهولندي «أجوف أبلدورن»، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، حيث اعتبر موهبة ناشئة.لعب الشاذلي باسم مستعار «كاليفي»، وسجل أول هدف له في المباراة أمام أف سي فوليندام.ويتقن الشاذلي التسديد بكلتا قدميه، ويلعب في خط الوسط، واختار الدفاع عن ألوان البلد الذي ولد فيه، حيث خاض مع منتخب بلجيكا العديد من المباريات الدولية، وأبرزها كأس العالم 2014، إضافة إلى مونديال روسيا الذي ينطلق بعد ساعات. 3- مروان فيلايني.. بلجيكا ولد مروان عبداللطيف فيلايني، في 22 نوفمبر 1987 في مدينة إيتربيك، إقليم بروكسل عاصمة بلجيكا، لأب مغربي وأم جزائرية، وتميز مروان بأسلوب لعبه وقدرته على اللعب في مختلف مناطق الملعب، فلعب كمحور متقدم وصانع ألعاب، وكمهاجم ثانٍ.ويتميز مروان بطول القامة الذي يميزه بالكرات الرأسية (194 سنتيمتراً)، وبدأ فيلايني مسيرته الرياضية عام 1994 مع أندرلخت، ومن ثم انتقل عام 2008 إلى نادي إيفرتون الإنجليزي، وعام 2013، انضم إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، مقابل مبلغ قدر ب 27.5 مليون جنيه استرليني.يذكر أن والد مروان كان لاعباً في نادي الرجاء البيضاوي المغربي، ولعب لفرق محلية وهي طنجة بحكم أنه ينحدر منها، ولعب أيضاً كحارس مرمى لفريقي الرجاء كازابلانكا وحسنية أغادير، وكان من المقرر أن ينتقل للعب في بلجيكا، إلا أن ناديه رفض، ففضل البقاء في بلجيكا والعمل كسائق. 4- دريس ميرتنز.. بلجيكا ولد دريس ميرتنز في السادس من مايو/ أيار 1987، في مدينة ليفين بلجيكا، وهو لاعب بلجيكي ذو أصول مغربية، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي أندرلخت للشباب، ثم وقع عقد إعارة مع نادي ايندراخت آلست من الدرجة الثالثة، لينتقل في وقت لاحق عبر الحدود الشرقية، للعب لصالح النادي الهولندي أجوف أبلدورن.وفي يونيو/ حزيران 2011، انضم ميرتنز إلى نادي بي أس في أيندهوفن الهولندي، وسجل ميرتنز أول هاتريك له مع أيندهوفن عام 2011 ضد إكسلسيور، وتابع أداءه القوي ليسجل 21 هدفاً في أول موسم له مع أيندهوفن.وفي عام 2013، انتقل إلى نابولي الإيطالي، ليمنح الفريق كأس إيطاليا بتسجيله هدفاً قاتلاً في الوقت المحتسب بدل الضائع، وفي عام 2010، تم استدعاء ميرتنز لتصفيات كأس الأمم الأوروبية، وحول تأخر بلجيكا 1-2 إلى فوز 4-2 على هولندا، وواصل رحلته مع المنتخب البلجيكي، فشارك في كأس العالم 2014، ويستعد للمشاركة في مونديال 2018. 5- ميجيل ليون.. المكسيك من بين اللاعبين المشاركين في المونديال الروسي، الذين يحملون جنسية تختلف عن جنسية المنتخب الذي يمثلونه، ميجيل ليون، الظهير والجناح المكسيكي صاحب الأصول اللبنانية، ويتميز ميجيل ليون بقوة تسديداته البعيدة المدى، إضافة إلى نزعته الهجومية.ولمع اسم الدولي المكسيكي عند انتقاله إلى بورتو البرتغالي، وكانت مسيرة المكسيكي اللبناني قبل انتقاله إلى بورتو حافلة بعدد وافر من المحطات التي توقف عندها، ففي 2006 بدأ مسيرته الكروية مع نادي فيراكروز المكسيكي، وقضى معه ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى أتلانتا الإيطالي.وبعد فترة غير ناجحة في إيطاليا، حط ليون الرحال في بلده من بوابة فريق «كلوب أمريكا»، حيث حقق معه لقبين للدوري المحلي، وفي أغسطس/‏ آب 2015، انتقل إلى بورتو البرتغالي لتكون أفضل فترة له.ويعتبر ليون المكسيكي الأول الذي شارك في الدوري الإيطالي سنة 2009، وحقق لقبين للدوري المحلي «ليجا إم إكس» مع فريقه كلوب أمريكا في سنة 2013 و2014، وفي 2013 وبعد فوزه بلقب الدوري مع كلوب أمريكا، كان أول استدعاء له لتمثيل منتخب المكسيك وفاز معه ببطولة «الكونكاكاف» في 2015. 6- عادل رامي.. فرنسا ولد عادل رامي في 27 ديسمبر 1985 في باستيا بفرنسا، وهو لاعب كرة قدم فرنسي من أصول مغربية، يشغل مركز المدافع، ويلعب حالياً في نادي مارسيليا الفرنسي، حيث انتقل إليه صيف 2017 من نادي إشبيلية الإسباني.ولعب لنادي ليل الفرنسي من 2006، ثم لعب لنادي فالنسيا حتى 2011، وفي موسم 2013-2014 انتقل لنادي أي سي ميلان، ولعب معه موسمين، وفي 2015 انتقل لنادي إشبيلية الإسباني، الذي لعب معه موسمين قبل الانتقال لمارسيليا. 7- نبيل فقير.. فرنسا ولد نبيل فقير يوم 18 يوليو 1993 في مدينة ليون بفرنسا، وهو لاعب فرنسي من أصل جزائري، فأبوه وأمه جزائريان هاجرا إلى فرنسا في 1992، ويلعب حالياً مع نادي ليون وسبق له اللعب مع نادي نادي سانت بريست، وبدأ اللعب مع منتخب فرنسا في 2015، وقبل موسم 2017 2018 أصبح فقير قائد فريق أولمبيك ليون، وذلك بعد انتقال كل من لاكازيت، غونالونز، وتوليسو، إلى أندية أخرى.وتردّد نبيل فقير كثيراً عام 2015 في اختيار المنتخب الوطني الذي يُمثّل ألوانه، بلده الأصلي الجزائر أو فرنسا مسقط الرأس ومكان الإقامة، قبل أن ينحاز إلى «الديوك».أرقام ذي ال 24 عاماً رائعة جداً هذا الموسم مع أولمبيك ليون، فقد سجل مع النادي الفرنسي 18 هدفاً في الدوري الفرنسي، وقام بصناعة 6 أهداف.ويعد معدل تمريرات فقير الناجحة من أعلى معدلات الدوري الفرنسي ، فمن متوسط 40.4 تمريرة كل مباراة استطاع أن يصل لنسبة نجاح 83.7% وهو معدل ممتاز .ووصل اللاعب إلى معدل 3.3 مراوغة ناجحة حتى الآن في الدوري، فهو يتميز أيضاً بالمهارات الفردية، وهو من فئة اللاعبين الذين يتجاوزون أكثر من لاعب و يمتعون الأنظار بمهارتهم الفردية، كما أن قدميه تعرفان جيداً طريق المرمى. 8- سامي خضيرة ولد سامي خضيرة في الرابع من أبريل 1987 في مدينة شتوتجارت الألمانية، لأب تونسي وأم ألمانية، وبدأ اللعب باكراً في نادي «تي في أفينجين» في عام 1995، ثم نادي شتوتجارت للشباب الذي احترف معه عام 2004.وفي عام 2006 خاض مباراته الأولى في الدوري الألماني أمام هرتا برلين، لتتوالى المباريات والإنجازات، وفي عام 2007 فاز بأول ألقابه مع نادي شتوتجارت بالدوري، بفضل هدف حاسم له .وبرهن خضيرة على علو كعبه، ففاز مع الفريق بكأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاماً، ما أدى إلى اختياره للمشاركة مع المنتخب الألماني الأول في كأس العالم 2010، وكان من حسن حظه إصابة قائد الفريق مايكل بالاك، ما دفع بيواخيم لوف مدرب المنتخب للطلب منه قيادة وسط المنتخب برفقة باستيان شفاينشتايجر، وبعد إقناع العالم بمستواه مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2010، وقع سامي خضيرة عقداً مع ريال مدريد لخمس سنوات، وحقق معه 7 بطولات .وتوالت إنجازات خضيرة مع منتخب ألمانيا، فتوج بكأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، وفي صيف 2015، انتقل من ريال مدريد إلى يوفنتوس الإيطالي، وحقق معه الدوري الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا مرتين.