أحمد بن شعفار: تبريد المناطق محور مستقبل المدن الذكية

  • 6/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فانكوفر: جمال الدويري أكد أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، أن أنظمة تبريد المناطق أصبحت جزءاً أساسياً من التخطيط وتصميم المباني الحديثة، خاصة في المناطق ذات المناخ الدافئ. وقال خلال ورشة عمل ضمن فعاليات اليوم الأول من مؤتمر ومعرض الجمعية الدولية لتبريد المناطق (IDEA) المنعقد في مدينة فانكوفر الكندية، إن مستقبل المدن الذكية يكمن في تطبيق أنظمة تبريد المناطق التي تتميز بمنافع بيئية واقتصادية كبرى، وتعتبر الحل المثالي للمشاريع العقارية الجديدة. أكد أن أنظمة تبريد المناطق شهدت إقبالاً كبيراً من طرف المطورين العقاريين الذين أدركوا أهمية تبني خدمة تبريد المناطق لأنها تشكل تقدماً تقنياً هائلاً، صديقاً للبيئة يساهم في تقليل استهلاك المياه والطاقة بطريقة أكثر فعالية وموثوقية من سواها، حيث حققت «إمباور» ارتفاعاً في عدد المباني التي تستخدم خدمة تبريد المناطق، التي تقدمها، ليصل إلى 1000 مبنى في نهاية 2017.وقال ابن شعفار: «لدى دبي تجربة رائدة في تبني أنظمة تبريد المناطق، كبديل مفضل عن مُكيفات الهواء التقليدية، المتمثلة في استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة الذي يهدف إلى زيادة انتشار أنظمة تبريد المناطق إلى 40% في عام 2030 حيث تسعى إمارة دبي لترشيد استهلاك الطاقة وزيادة الكفاءة باعتبارهما عنصرين هامين يساهمان في تعزيز القدرة التنافسية، والاستدامة الاقتصادية للإمارة، لاسيما وأن أنظمة تبريد المناطق تستهلك 50 في المئة طاقة أقل من الأنظمة التقليدية، وهو ما يتماشى مع رؤية واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الهادفة لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة، والاقتصاد الأخضر، وتعزيز مكانتها لتصبح المدينة الأقل عالمياً في البصمة الكربونية». المناطق الدافئة وركزت ورشة العمل على مدن منطقة آسيا والمحيط الهادي الدافئة، منها الهند، والفليبين، وماليزيا، وسنغافورة، وكوريا، والصين، بدعم من الجمعية الدولية لتبريد المناطق (IDEA)، ورابطة الطاقة في آسيا والمحيط الهادئ (APUEA)، ومبادرة «تطوير تبريد المناطق في المدن الحديثة» التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.وأوضح ابن شعفار خلال جلسته النقاشية في ورشة العمل تحت عنوان: «وجهات النظر من الأسواق المتوسعة»: «تعتبر «إمباور» شريكاً رسمياً نشطاً لمبادرة «تطوير تبريد المناطق في المدن الحديثة» التي وضعها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتم إطلاقها لتعزيز حلول تبريد المناطق في المدن النامية حول العالم، ومنها قامت «إمباور» بخطوات ملموسة على أرض الواقع تمثلت في نقل تكنولوجيا وتقنيات صناعة تبريد المناطق ونشر سبل وحلول الاستدامة ونظم إدارة الطاقة للعديد من دول العالم».وأضاف: «نحن نلتزم باستراتيجية تهدف إلى تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون لنساهم في تنفيذ استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية وخطة دبي 2021. خاصة أن تقليص الانبعاثات الكربونية يسهم في تعزيز مكانة الدولة في المجالات الخضراء، ويساعد أيضاً في تخفيض التكاليف، الأمر الذي يساهم بدوره في زيادة الأرباح». التمويل والحوكمة كما شاركت «إمباور» في جلسة أخرى تحت عنوان «التمويل والحوكمة والعمليات»، حيث سلطت الضوء على تمويل المشاريع، والتخطيط المالي والإدارة المالية في القطاعين العام والخاص، وتخطيط المخاطر، واستراتيجية تحسين معدلات العائدات المالية، والخصخصة والأصول النقدية، كما تطرقت إلى موضوع اتفاقيات الامتياز وإعادة تمويل الأصول.وضمت ورشة العمل ممثلين ومتحدثين عالميين وباحثين بارزين من أصحاب الخبرة في مجال تبريد المناطق، والطاقة والمياه، وفي مجال التمويل والاستثمار، إضافة إلى متخصصين في مجال تغير المناخ، وهم؛ جيمي كو، المدير الإداري لشركة التبريد في سنغافورة، مايكل كينج، المدير الإداري والمستشار الاستراتيجي في مؤسسة Carbon Trust، ومايكل شاك، مدير الشبكات والتأسيس المشترك في ENGIE.وتعد «إمباور» أكبر مزود لخدمات تبريد المناطق في العالم، وقدرتها الإنتاجية تصل إلى أكثر من 1,34 مليون طن من التبريد، وتقدم الشركة خدمات تبريد مناطق صديقة للبيئة لعدد من المشاريع البارزة في إمارة دبي، مثل مجموعة جميرا، وجميرا بيتش ريزيدنس ومركز دبي المالي العالمي، والخليج التجاري، ومدينة دبي الطبية، وأبراج بحيرات جميرا، ونخلة جميرا، وديسكفري جاردنز، وابن بطوطة مول، وحي دبي للتصميم، والمنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي، وغيرها. أهمية النظام وتكمن أهمية نظام تبريد المناطق خاصة في المناطق الحارة في التوفير الكبير للطاقة، وتقليل الإزعاج، والانبعاثات الكربونية الناتجة عن كثرة وجود أجهزة تكييف لكل وحدة سكنية، ويسهم نظام تبريد المناطق في تعزيز الاقتصاد المستدام، خاصة في المجمعات ذات الكثافة السكانية العالية، والمواقع التي تتطلب خدمات تبريد كبيرة ومستمرة وبكفاءة عالية، مثل التجمعات السكنية الكبرى، والأبراج، والجامعات، والمراكز التجارية، والمطارات.ويقوم نظام تبريد المناطق بإنتاج وتوزيع المياه المبرّدة في محطة مركزية وضخها عبر شبكة أنابيب مصنعة خصيصاً لهذا العمل، ومعزولة، وتكون ممدة تحت الأرض، وبعد الاستفادة من المياه الباردة في تبريد المرافق الموصلة إليها تعود المياه إلى المحطة المركزية لإعادة تبريدها وضخها من جديد. ويخفض نظام تكييف المناطق التكاليف بشكل كبير، لجهة الكلف الناتجة عن ارتفاع قيم الفواتير، وثانياً في خفض استهلاك الطاقة مقارنة بالتكييف التقليدي، حيث يعتمد نظام تبريد المناطق على وحدات تبريد ضخمة (تشيلرز)، الأمر الذي يحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتخفيض التكلفة. مبادرة الأمم المتحدة وقّعت «إمباور» في يوليو/ تموز 2017 اتفاقية التعاون الدولية مع مبادرة «تطوير تبريد المناطق في المدن الحديثة» الخاص ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، خلال الدورة ال 108 للمؤتمر السنوي للجمعية الدولية لتبريد المناطق، التي عُقدت في مدينة سكوتسديل الأمريكية. وتعتبر الجمعية الدولية لتبريد المناطق (IDEA) هي جمعية عالمية غير ربحية، تستضيف المؤتمر والمعرض الدولي بشكل سنوي، بهدف عرض أحدث التقنيات والابتكارات في مجال الطاقة في المنطقة، بمشاركة المختصين والخبراء والمؤسسات والهيئات الحكومية المختصة في مجال الطاقة، فضلاً عن مشاركة مطوري وموردي أنظمة تبريد المناطق. سهولة استبدال الأنظمة التقليدية أكد المشاركون في المؤتمر أن استخدام أنظمة تبريد المناطق تجعل إدارات المدن قادرة على التحكم أكثر ببنية المدينة الحضارية وجميع مرافقها وتقليل الأعطال والحوادث، ويتطلعون إلى أن تكون أنظمة تبريد المناطق هي المقررة في التجمعات السكنية والخدمية والمرافق والمطارات التي تنشأ حديثاً، ويرون أنه من السهولة أيضاً استبدال أنظمة تبريد تقليدية مقامة حالياً بأنظمة تبريد المناطق الحديثة، لأنه حسب وصفهم أن تبدأ في تهيئة المبنى وإعادة هيكلته وفق النظام الحديث أفضل من البقاء حبيس أنظمة تقليدية تكبد مستخدميها تكاليف باهظة وتتطلب طاقة كهربائية عالية لإبقائها تعمل. استدامة المدن الحديثة يرى مشاركون في المؤتمر أن أنظمة تبريد المناطق التي تقدمها شركات ضخمة مثل «إمباور»، هي العمود الفقري لمستقبل استدامة المدن الحديثة، إذ من غير المعقول أن يبقى استخدام عملية تبريد المنازل والمجمعات السكنية وغيرها من المرافق يسير في طرقه التقليدية الحاصلة حالياً، كأن يقوم أصحاب المنشآت بتوصيل وحدات التبريد لكل وحدة سكنية أو مرفق، لأن هذا الأمر سيكبد الدول والشركات كلفاً عالية جدا لأجل توصيل وتمديد هذه الأجهزة، فضلاً عن حجم الإزعاج والتلوث الذي تحدثه، والمظهر غير الحضاري فوق أسطح البنايات والمرافق العامة. ويرون أن أنظمة التبريد الحديث، وفضلاً عن توفيرها للطاقة والكلف وانبعاث ثاني أكسيد الكربون إلا أنها توفر أيضاً لأصحاب المرافق والشركات فرصة استغلال أسطح البنايات والشركات بشكل حضاري وأكثر استدامة كزراعته أو إقامة المسابح والمرافق الخدمية عليه.

مشاركة :