كشف برلماني وناشط مصري، عن تحركات سرية للجمعيات الإخوانية في أوروبا وطرق تمويلها وخططها المرحلية والاستراتيجية، كما كشف عن مفاجآت خاصة بتمويل قطر لنشاطات تلك الجمعيات واختراقها لعدد من العواصم الأوروبية عبر شركات عابرة للقارات.وقال النائب عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، ورئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة «البوابة نيوز»،خلال محاضرة له، أمس الثلاثاء، أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج، إن جماعة الإخوان الإرهابية استخدمت لغة الموسيقى في التحفيز على القتل ونشر الفوضى. وتساءل علي: هل من المعقول الإتيان بطفل صغير في سن السادسة وإدخاله في مدارس تعلمه أن «الجهاد» هو عصب الدين الإسلامي، وأن الجهاد هو قتل غير المسلم، هل ليس لذلك عقاب قانوني في دول الدساتير والقوانين لمنع هذ اللغط الذي ينشئ إرهابيين منذ الصغر. وتحدث علي عن خطر انتشار الإخوان في أوروبا ومخاطر تمويل الإرهاب. وقال «جئت إلى هنا تسكنني قناعات عديدة، شكلتها سنوات طويلة من الخبرة والمعايشة لتيارات الإسلام الحركي في بلادي.وقال علي: «أولى تلك القناعات: وأهمها، أن أوروبا تعيش مرحلة خطر حقيقي، يتمثل في زحف قيم تيار الإسلام الحركي وفي القلب منه الجمعيات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، التي وصل عددها إلى خمسمئة جمعية وهيئة في أوروبا، على القيم الغربية في محاولة لإذابتها أو ابتلاعها وتمكين قيم مختلفة عوضا عنها، وفق مراحل مدروسة ومخطط لها سلفاً ومجربة في مناطق عديدة من العالم».وأضاف: «ثاني تلك القناعات أن الإرهاب الذي تعاني منه دول العالم والذي زحف بقوة على بلدان الاتحاد الأوروبي بدأ فكراً في بلادنا، وإن مرحلة التفجيرات لم تكن سوى نهايات الخيط الذي تضمن الحشد والتعبئة والتجنيد والتلقين وفق مفاهيم بنيت على كراهية الآخر المختلف دينياً، . تلك المفاهيم التي لم تجد من يتصدى لها في حينها حتى باتت جزءاً من تفكير العامة من المسلمين إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا اليه، وهو أيضاً مرشح للتكرار هنا في بلادكم إذا تركتم الوضع كما هو عليه دون مواجهة حاسمة، وأن محاصرة البدايات لازمة وضرورية لمنع الوصول إلى النهايات، وبالتالي إذا لم نحاصر الفكر ونواجهه ونردعه بقوة القانون ، سيقودنا حتما الى الفعل الإرهابي مهما كانت خبراتنا وإمكاناتنا الأمنية».وأوضح علي أن: «ثالث تلك القناعات أنه لا بد لأي نجاح في مواجهة تلك التيارات أن يبدأ بدراسة واعية ومتعمقة لتجربة بلدان المنشأ، دراسة صعود وهبوط منحنى التطور ومسارات التوغل في المجتمعات التي نشأت فيها تلك الحركات، وصولا لذروة تحققها، إبان ثورات الربيع العربي، هذا إذا أردنا مجابهة حقيقية وجادة وجذرية لما يواجه أوروبا من مشكلات تتعلق بالإرهاب وانتشار الفكر المتطرف». وأشار إلى أن رابع تلك القناعات تتمثل في أن التعامل الغربي مع تلك الظاهرة، ظاهرة الإسلام الحركي جانبه الصواب في كل مراحله بدءاً من قبول الاختلاف على أرضية القانون والدساتير بحجة مراعاة الخصوصية وانتهاء بمداعبة تلك الحشود لأغراض انتخابية، مروراً بالتعامل مع فريق منهم بدعوى بعده عن الإتيان بالفعل العنيف، أو التورط في العمليات الإرهابية التي حدثت ومازالت تحدث في مدن وعواصم أوروبا. وأشار إلى أن الإخوان عشية الربيع العربي لها وجود في 81 دولة وقوامها 12 مليون عضو حول العالم، وتملك تنظيمان التنظيم الدولي وتنظيم الرابطة، وتمتلك 60 مليار دولار، ووحدات عسكرية عبر العالم، تم استخدامها في اقتحام السجون المصرية ، في يناير 2011.وقال «وتكتمل المأساة إذا أضفنا إلى كل ذلك الاتحاد القائم بين تلك الحركات المتطرفة وفي مقدمتها الإخوان وبين قطر وإيواءها عدداً لا بأس به من المطلوبين أمنياً على خلفية تمويل الإرهاب وإدارتها لعدد لا بأس به من المنظمات هنا في الغرب».
مشاركة :