«دراسات» يتبنى طرح مبادرة وطنية وحوار مجتمعي حول التطرف والإرهاب

  • 6/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف رئيس مجلس امناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الدولية، د. الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، عن ان مركز «دراسات» سيتبنى طرح مبادرة وطنية خلال الفترة القادمة تعمل من خلال مجموعة بحثية تمثل جميع المؤسسات المعنية والهيئات الشرعية والامنية ومراكز الدراسات والجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة والمجتمع المدني بالمملكة؛ لتشخيص التطرف الفكري وطرح الحلول وسبل العلاج، مشيرًا إلى أن نسبة 49% من سكان البحرين في سن الشباب أقل من سن 29 عامًا.وحدد د.الشيخ عبدالله بن احمد اربعة محاور لمعالجة ومواجهة التطرف تتمثل في بث أفكار الاعتدال والوسطية واحتواء الشخص المتطرف وإجراء حوار معه ومناقشته في افكاره، وأن يلعب الإعلام والاتصال الدور المنوط به للتصدي لما تبثه ماكينات الاعلام الارهابية لتجنيد الشباب واستقطابهم، ومكافحة التمويل وتجفيف منابعه؛ لأن استمرارية التطرف والارهاب مرتبطة بالتمويل والدعم، ورابعا العمليات العسكرية المستمرة في سوريا والعراق واتخاذ الاجراءات الامنية الداخلية.وقال ان الديانات السماوية جاءت لتأصيل السماحة والتعايش والاعتدال والاقرار بالتنوع، مشددا ان الخطورة تكمن في استغلال بعض الافكار بتكريس نزعات فئوية بعيدا عن الوسطية، لافتا الى ان الدول العربية تتركز فيها قضية التطرف الفكري على الرغم من انها الارض التي شهدت بزوغ الديانات السماوية، واستمرار الصراع في الدول العربية سيستمر التطرف الفكري ما لم يتم مواجهة الارهاب واجتثاثه من جذوره.واوضح ان مفهوم التطرف ينبع من الوقوف على الطرف بطبيعة الحال، لكن هذا بعيد عن الوسطية والاعتدال، مبينا ان هناك أنواعا من التطرف السياسي والديني والفكري، مثمنا ما أقدمت عليه المملكة العربية السعودية بمعالجة التطرف الفكري بما يسمى «مبادرة المناصحة»، إذ يُعالج افراد جاؤوا من ساحات العنف والقتال الى برامج المناصحة.جاء ذلك خلال الحلقة الاخيرة من برنامج «مجالس الشباب» مساء امس الاول الاثنين، في نسخته الثالثة بإذاعة البحرين التي تقدمه الاعلامية سبيكة الشجي تحت إشراف مدير الاذاعة يونس سلمان، إذ استضاف البرنامج في حلقته المذاعة مساء الاثنين في العاشرة والنصف مساء على اثير اذاعة البحرين، كلا من وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الدولية رئيس مجلس امناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة د.الشيخ عبدالله بن احمد، ومدير الادارة العامة للاعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية العميد محمد بن دينة، وشارك بالحضور حشد من ممثلي بعض الجهات المعنية والمجتمع المدني، ورئيس الجامعة الخليجية د.مهند المشهداني، والكاتب الشيخ صلاح الجودر، وراعي الكنيسة الانجيلية القس هاني عزيز، وآخرون.وأكد د. الشيخ عبدالله بن احمد ان هناك تطرفا في البحرين في بعض المؤسسات الدينية في عدد من الحوزات والمنابر الدينية، ولا بد أن نعترف بذلك وان تكون هناك جرأة حتى تكون المعالجة سليمة، وان هناك تغريرا لبعض الشباب عبر المنابر من خلال التحريض الذي يتحول الى اعمال ارهابية، وهو مايطلق عليه بـ«ارهاب الشارع»، مشيرا الى جهود وزارة العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية. كما اعتبر د. الشيخ عبدالله بن احمد ايران الراعي الاول للاصولية المتشددة في المنطقة، مشددا على ان البحرين عانت الكثير من جراء تدخل ايران في شؤونها الداخلية وتمويلها واحتضانها وتدريبها ودعمها للجماعات والتنظيمات الارهابية، واستهدافها الابرياء الآمنين ورجال الامن والممتلكات، موضحا ان الفكر المتطرف يبدا فكرا ثم يتطور بوجود انواع من الدعم، سواء فكريا او تمويلا او اعلاميا وغيره.من جانبه، اشار مدير الادارة العامة للاعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية العميد محمد بن دينة الى ان وزارة الداخلية انشات المركز المشترك لمكافحة الارهاب عام 2004، وان هناك تعاونا مع المراكز النظيرة على مستوى العالم، كاشفا عن ان الوزارة ستطرح عدة مبادرات خلال الفترة المقبلة، منها مبادرة «المناصحة» بالتعاون مع السعودية لتعزيز الانتماء. كما دعا الى أن يبدأ تحصين الشباب من مرحلة رياص الاطفال، خاصة ان هناك دور حضانة سيئة تبث افكارا للاطفال تنمو بداخلهم معهم، علاوة على قيام الوالدين في المنزل بمراقبة سلوكيات أبنائهم من حيث التحدث مع من، وتعاطيهم مع وسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتهم للانترنت الىى جانب المدرسة، مشددا على ان قناة الجزيرة منصة اعلامية اساءت للاسلام لارتباطها بالتنظيمات الارهابية مثل القاعدة وداعش، ناصحا الشباب بالايمان بنفسه ووطنه وقيادته.وطالب بن دينة بمراقبة الحوزات الدينية في بعض المناطق حيث لا توجد رقابة رسمية من الجهات المختصة، لافتا الى ان تنشئة التطرف مسؤولية مجتمعية الى جانب المؤسسات الرسمية، موضحا ان اغلب حالات ونماذج التطرف انخرطت في العمل الارهابي نتيجة التفكك الاسري وفراغ الشباب، ومن هنا يتجه الشباب الى الحوزات الدينية ويتم شحنهم فكريا لتهيئتهم للقيام باعمال ارهابية. وتابع: ليست كل المساجد بؤر ارهابية، بل ان هناك نسبة كبيرة ملتزمون وهناك رقابة من الشؤون الاسلامية موجودة، وانه في بعض مناطق البحرين يوجد تطرف وليس كل البحرين.ويرى د. الشيخ عبدالله بن احمد ان الفكر المتطرف يدور في دائرة الفكر، لكن عندما يتحول الى انماط من السلوك والاعتداء على حرية الغير وتشكيل تنظيمات مسلحة يدخل التطرف بذلك في دائرة الارهاب والتطرف الفكري، ومن خلال التحريض هناك الكثير من مثيري الفكر المتطرف، مشددًا على ان التطرف والارهاب وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصلهما عن بعضهما بعضًا.

مشاركة :