سياتل (الولايات المتحدة) – كثفت شركة أمازون جهودها لتعزيز موقعها في خارطة البث التلفزيوني عبر الانترنت من خلال طرح جهاز جديد لتقديم خدماتها أطلقت عليه “فاير تي.في كيوب” الذي سيجمع وظائف جهاز “فاير تي.في” وجهاز “أكو”. وأوضحت الشركة الأميركية أن الجهاز الجديد يدعم مساعد أمازون الرقمي أليكسا وأنه مزود، ليتم التحكم به عن طريق الأوامر الصوتية، إضافة إلى تزويده بمستشعر الأشعة تحت الحمراء. ويرى محللون أن سهولة استخدام الجهاز الجديد وقدرته على التحكم في تجهيزات المنزل الذكية المرتبطة بالمساعد الرقمي، يمكن أن يعزز القدرة التنافسية لشركة أمازن في سوق الترفيه وبث البرامج التلفزيونية لردم الفجوة الكبيرة بينها وبين هيمنة نتفليكس. ورغم أن البيانات الحالية تستبعد إمكانية لحاق أمازون بشركة نتفليكس إلا أنها تؤكد أنها أقرب منافسيها في سوق الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. وتركز أمازون حتى الآن على إيصال البرامج والمحتوى إلى قاعدة مستخدميها الواسعة لكنها تتخلف كثيرا عن نتفليكس في إنتاج المحتوى. ويمكن لتفوق مساعد أمازون الرقمي على المساعدات الرقمية المنافسة في دقة خاصية التعرف على الأوامر الصوتية في جذب المستخدمين، إضافة إلى قاعدة زبائن إمبراطوريتها الواسعة للتسوق عبر الإنترنت. شركة أمازون: جهاز "فاير تي.في كيوب" سيجمع وظائف جهازي "فاير تي.في" و"أكو" شركة أمازون: جهاز "فاير تي.في كيوب" سيجمع وظائف جهازي "فاير تي.في" و"أكو" وتتضمن مرفقات جهاز أمازون “فاير تي.في كيوب” على ريموت كونترول للتحكم عن بعد، إذا لم يرغب المستخدم في التحكم بالجهاز عن طريق الأوامر الصوتية، إضافة إلى محوّل “إيثرنت” يمكن اللجوء إليه في حال حدوث مشكلات مع اتصال شبكة “والان” اللاسلكية. ويدعم الجهاز الجديد تقنية “أتش.دي.آر 10” أو “الترا أتش.دي 4” وتقنية صوت دولبي أتموس. ويصدر إشارات تحت حمراء في كافة الاتجاهات، مع إمكانية التحكم في الأجهزة المتوافقة مع الأشعة تحت الحمراء مثل سماعات ساوند بار أو أجهزة تشغيل أسطوانات دي.في.دي. وقامت الشركة الأميركية بتزويد جهازها “فاير تي.في كيوب” بثمانية ميكروفونات، لتسهيل التعرف على جميع الأوامر الصوتية. وأعلنت أنها ستطرح الجهاز في الأسواق الأميركية اعتبارا من 21 يونيو الجاري بسعر يبلغ نحو 120 دولارا. ورغم جهود أمازون والمنافسين الآخرين مثل سكاي وديزني إلا أن المحللين يرجحون اتساع الفجوة بين هيمنة نتفليكس وأقرب منافسيها بسبب النمو السريع لباقة برامجها وتزايد أعداد المشتركين في أنحاء العالم. ولا يقتصر تأثير نتفليكس على قطاع البث التلفزيوني بل يمتد إلى قطاعات إنتاج الأفلام والبرامج وشركات التوزيع السينمائي وصالات العرض، بعد أن أصبحت تنتج أفلاما ومسلسلات تعرضها حصرا لزبائنها وبمـوازنات تفـوق ما يتـم إنتاجه في هوليوود. ويتضافر ذلك مع تطور أجهزة التلفزيونات والشاشات الفائقة الوضوح الذي أدّى إلى تراجع الإقبال على دور العرض السينمائي. ويشير محللون إلى أن نتفليكس يمكن أن تحوّل معظم منتجي الأفلام والمسلسلات لتوفير المحتوى لشبكتها العالمية المهيمنة. ويتضح ذلك في إعلان نتفليكس في بداية العام الحالي أنها تعتزم إنفاق نحو 8 مليارات دولار هذا العام وهي تسعى لاستثمار نصف ذلك المبلغ في إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات بنفسها. وحددت نتفليكس نحو 80 منتجا جديدا لإطلاقه العام الجاري. ويكشف ذلك اتساع الفجوة مع المنافسين عن الإشارة إلى أن مجموعة ديزني الأميركية أطلقت في العام الماضي 13 فيلما في حين أطلقت سوني بيكتشرز نحو 38 فيلما. جينيفر سالكي: رسالة أمازون لهوليوود: لقد رتبنا جميع أوراقنا. تعالوا وانضموا إلينا جينيفر سالكي: رسالة أمازون لهوليوود: لقد رتبنا جميع أوراقنا. تعالوا وانضموا إلينا وتتضح هيمنة نتفليكس في ارتفاع قيمتها السوقية بنسبة 139 بالمئة خلال الاثني عشر شهرا الماضية مسجلة أسرع نمو بين أكبر الشركات العالمية المسجلة في أسواق الأسهم. لكن ذلك لا يبدو أنه يؤثر في خطط أمازون التي عينت في فبراير الماضي إدارة جديدة لمشاريعها التلفزيونية بقيادة جينيفر سالكي، التي أكدت أن أمازون لديها خطط كبيرة لاقتحام صناعة المحتوى التلفزيوني. وقالت سالكي التي كانت تشغل منصب رئيس قطاع الترفيه في شبكة أن.بي.سي “إنني أقرع جميع الطبول لاستقطاب أبرز صانعي البرامج” وأكدت أن رسالة أمازون إلى هوليوود “لقد رتبنا جميع أوراقنا. تعالوا وانضموا إلينا. نحن نملك جميع الموارد اللازمة لذلك”. ويتضح حجم المنافسة في تحركات الشركات الأخرى حيث أعلنت مجموعة ديزني للترفيه والإعلام عزمها إطلاق خدمة البث المباشر للأفلام والعروض عبر الإنترنت وإنهاء شراكتها مع خدمة نتفليكس وإيقاف تقديم أي أعمال جديدة لها اعتبارا من بداية عام 2019 . ولا تزال ديزني تخوض معركة للاستحواذ على شركة “فوكس القرن العشرين” التي تملك حصة كبيرة في سكاي، لكن الصفقة تواجه عقبات من الجهات التنظيمية لمكافحة الاحتكار. كما كشفت شركة سكاي في يناير الماضي عن خطوة كبيرة للمنافسة في صناعة البث التلفزيوني عبر الإنترنت من خلال إطلاق خدمة مشابهة لخدمات نتفليكس توفر إمكانية مشاهدة أفلامها وبرامجها التلفزيونية والبث المباشر للمباريات الرياضية.
مشاركة :