«جبران القرن الحادي والعشرين: رسالة لبنان إلى العالم»، محور المؤتمر العالمي الذي استضافه «المركز الأكاديمي» التابع للجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت في مانهاتن - نيويورك من تنظيم «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأميركية، بالتعاون مع قنصلية لبنان العامة في نيويورك، وهو المؤتمر الدولي الثالث الذي تنظمه الجامعة حول الفيلسوف اللبناني. أدار مداخلات المؤتمر الذي انعقد أخيراً في نيويورك حول عولمة جبران خليل جبران، مدير دائرة الخريجين والأَنشطة في «المركز الأكاديمي» التابع للجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت في مانهاتن - نيويورك إدوارد شاينر، مشيراً في كلمته إلى أن جبران هو خلاصة الاختلاط الفكري بين الثقافتين العربية والأميركية. وألقى كلمة «مركز التراث اللبناني» مديره في بيروت الشاعر هنري زغيب، مركزاً على رسالة الجامعة بإحياء التراث اللبناني على أرضه وفي العالم، واصفاً جبران بأنه مفكر مقاوم وثائر، ومؤكداً أن «المقاومة الفكرية أكثر مرونة من المقاومة العسكرية». أما خطيب المؤتمر الدكتور فيليب سالم فركَّز في كلمته على العولمة الجبرانية في مفاهيم العالم الواحد والإنسان الواحد انطلاقاً من مبادئ القيم والسلام وختم بالقول: «الكراهية تجعلك أصغر والحب يجعلك أكبر». مديرة كرسي جبران في جامعة ميريلاند الشاعرة اللبنانية الأَميركية مي الريحاني ألقت كلمة في المؤتمر توقفت فيها عند التأثيرات الرئيسة في حياة جبران وأدبه من عاطفية وسياسية واجتماعية وغيرها... واختتم الجلسات المستشرق الأميركي البروفسور رودجر آلن في مداخلة حول جبران طليعة رواد القصة القصيرة في الأدب العربي - مرتا الباني نموذجاً. أديب وفيلسوف كوني جبران خليل جبران (6 يناير 1883 10 أبريل 1931 ) أديب، وناقد، وفنان، وفيلسوف، ومفكر اجتماعي، ولد في قرية بشمال لبنان تدعى بشرّي وهاجر مع عائلته وهو طفل إلى نيويورك حيث عاش ومات. تتميز كتاباته باتجاهين: ثورة على التقاليد ودعوة إلى التحرر من العادات والمفاهيم الخاطئة المتوارثة، ونظرة فلسفية إلى الحياة والزواج والعلاقات الاجتماعية. وقد خاطب جبران في مجمل أدبه الإنسانية والنفس البشرية في نزاعاتها وأهوائها، ونادى بالإصلاح الاجتماعي. توزّعت مؤلفاته بين اللغتين العربية والإنكليزية. من مؤلفاته باللغة العربية: «دمعة وابتسامة»: مجموعة تأملات في الحياة والوجود ونظرة فلسفية لما يدور في خلجات نفسه. «العواصف» (رواية): تتمحورر حول الحياة والموت والحب، ويرسم من خلالها صورة للشرق في أوائل القرن العشرين واصفاً إياه بأنه مريض اعتاد السَّقمَ وأَلِفَ الألم، وداعياً إلى التمرد والتحلي بروح الفرادة بدل الانسياق وراء التقاليد بشكل أعمى. «الأجنحة المتكسرة» (رواية): يتأرجح فيها جبران بين الثنائية الرومانسية المعهودة (الروح/المادة)، فيقدِّس الروح ويجعل منها مخرجاً لتجاوز الجسد. «الأرواح المتمردة»: مجموعة قصصية صدرت عام 1908، تعكس ثورة جبران على الزواج القهري والاستبداد الإقطاعي. «البدائع والطرائف» (1923): مقالات وقصائد ورسوم لبعض مفكري العرب، وضع جبران أكثرها يوم كان طالباً في مدرسة الحكمة في بيروت، ندد فيها بالكذب الذي يحتجب وراءه السياسيون. «عرائس المروج»: مجموعة أقاصيص يغلب عليها الطابع القصصي الشعري. «الموسيقى»: كتيب حول فن الموسيقى وأشكاله وأنواعه وآلاته. «المواكب»: قصائد قصيرة اعتمد فيها الشكل الكلاسيكي، فضلاً عن قصيدة «المواكب» وهي الوحيدة التي نظمها جبران على بحور الشعر التقليدية تتألف من 203 أبيات مبنية على نظام المقاطع. تجارب وتأملات تتسم مؤلفات جبران بالإنكليزية بأنها تنحو باتجاه الفلسفة والماورائيات من أبرزها: «المجنون»: أول كتب جبران خليل جبران الإنكليزية ويضمّ 35 حكاية رمزية وقصيدة نثرية، تتمحور حول مشكلة الذات في علاقتها بنفسها وبالآخرين، بالكون وبالله. «النبي»: يتضمن 26 قصيدة شعرية وترجم إلى ما يزيد على 50 لغة، مضمونه اجتماعي تأملي فلسفي، يحتوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والعقل والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والحياة والموت واللذة والألم والجمال والكرم والشرائع وغيرها... «رمل وزبد»: يتضمن أقوالاً حول وحدة الوجود، والحب، والمساواة والعدالة، والخير والشر، والعطاء، والألم، والمعرفة، والجمال، والفن، والشعر. «يسوع ابن الإنسان»: ابتدع فيه جبران منهجاً جديداً في تحليل شخصية يسوع المسيح فأضفى عليها صفة الفرح والمحبة والقوة والصلابة، والثورة والتمرد، والصبر والعمل. «حديقة النبي»: يتمحور حول علاقة الإنسان بالطبيعة. «آلهة الأرض»: آخر ما كتب جبران وتوفي قبل صدوره، والكتاب ينبض بالصراع الذي تضطرم به النفس الإنسانية. أدب الرسائل يعتبر كتاب «الشعلة الزرقاء» أحد أبرز أدب الرسائل، إذ يضمّ 38 رسالة من جبران خليل جبران إلى مي زيادة، تلقي أضواءً جديدة على حياة هذين الكاتبين المبدعين، وعلى فكرهما ومؤلفاتهما، وعلى العلاقة العاطفية التي نشأت بينهما عبر المراسلة في الثلث الأول من القرن العشرين. كذلك يتضمّن الكتاب برقية مطبوعة أرسلها جبران من نيويورك إلى مي في القاهرة مطلع عام 1931 للتهنئة بالسنة الجديدة، معتذراً عن الكتابة إليها «بيد مريضة». وكان آخر ما تسلمته منه رسماً لكف مفتوحة، تتقد منها شعلة زرقاء مرسومة بريشته، وكتب بخطه إلى جانبها: «من جبران إلى ماري» وذلك في 26 مارس 1931، أي قبل وفاته بأسبوعين.
مشاركة :