في الوقت الذي كانت آلاف وسائل الإعلام تتابع أجندات ما قبل انطلاقة مونديال روسيا، حيث الإعدادات العامة المستمرة من كل الجوانب والتحضيرات وغير ذلك الكثير، وفيما كان ملايين المشاهدين عبر بقاع المعمورة ينتظرون ذلك الحدث (الاربعي) الأبرز في العالم كرويا حيث لا يمر إلا بعد مرور أربع سنوات ليقدم أفضل ما صنعت ملاعب كرة القدم. حدث ما لم يكن منتظر وليس ضمن منظور التوقعات حيث تفجر لغم يكاد ان يلتهم المنتخب الاسباني المرشح الكبير للفوز بكأس المونديال الروسي، وقد تتضاعف وتترى تداعيته لالتهام ملفات أخرى خارج النص. قبل الافتتاح بساعات كان الرئيس الروسي بوتين يلقي خطاب مقتضب بالمناسبة أمام وفود أكثر من 200 اتحاد وطني عضو بالفيفا، خلال اجتماع الجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) المنعقد في موسكو، حيث قال: «بلادنا مستعدة لاحتضان كأس العالم. الجميع يجب أن يشعر بحسن الضيافة والترحاب لبلادنا التي تحظى بثقافة وطبيعة فريدتين». واصفاً إنفانتينو بأنه «مقاتل» في الفترة العصيبة التي مر بها الفيفا، مشيدا بالتزامه. من جانبه، رد إنفانتينو «من أعماق قلوبنا، نتقدم بخالص الشكر لبوتين لأنه جعلنا نشعر بأننا جزء من فريق واحد». في خضم هذه الأجواء المثيرة للغالية والتي يتغلب عليها طابع الترقب والاستعداد النفسي الجميل لمتابعة مباريات كاس العالم في البيت الروسي. تفجرت قنبلة معنوية كبرى في البيت الاسباني برغم ان تشظيها قد يصيب آخرين، فقد أعلن رئيس الاتحاد الاسباني المخدوش بكبريائه عن اقالة مدرب المنتخب الاسباني لوبتيجي من منصبه على خلفية تفاوضه والتعاقد مع ريال مدريد دون علم الاتحاد الاسباني مما عد طعنة في الظهر وإهانة لا تغتفر «، الرد مدويا وقد ينسجم مع الفعل التلوبجي البيريزي ذاته. وبرغم صخابة الحدث وصعوبة المشهد على اساس ان المنتخب الاسباني على موعد لمواجهة ساخنة مع البرتغال، إلا ان روبياليس رفض الوساطات التي قادها الثلاثي إنيستا وسيلفا وراموس الذين يقال انهم ابلغوه (هذا ليس ناديك، لقد جئنا إلى هنا للعب والفوز بكأس العالم، اذا كنت مجروحاً اذهب وابتلع كبريائك). مما جعله يرد باقوى ويقلب الطاولة على رؤوس الجميع. المشهد مثير للغاية ولكن فيه تحد جميل، حيث رفض روباليس رئيس التعدي على حقوقه من قبل مدرب متعاقد معه وربما رئيس نادري الريال الأشهر بيريز الذي قد يكون له تاثير نسبي ما في الحدث وردات الفعل المتوترة وكانه صراع خفي بين الاتحاد الاسباني من جهة وريال مدريد من جهة أخرى، مما جعل الرئيس المجروح يرفض الوساطات ويعلن عن قراره بسرعة وبلا تردد وبجرأة ستسجل في سجلات الأكثر مفاجئة عالمياً. المنتخب الاسباني في وضع قد لا يحسد عليه فعلى عجل وبعد مدة طويلة من التعاطي مع المدرب لوبتجي أصبحوا ينتظرون تسمية مدرب جديد مهما يكن اسمه وحجمه وانجازه سوف لا يستطيع ترويض الثيران الاسبانية، قبل ساعات من موعد مواجهتهم المنتظرة الأولى أمام البرتغال. وهنا تكمن سخرية قدر ذلك الاسم الذي سيسوقه الحظ لقيادة الثيران في مواجهة قد تكون ناطحة فعلاً. حيث الشهرة والمفاجئة والقوة بفريق مهما ستتكسر بعض قرونه لكنه يمتلك من القوة والهيبة ما يكفي لان يبقى ضمن دائرة البطل.
مشاركة :