مصر: إعادة تشكيل «بيت العائلة» لتعزيز دوره في التصدي للتطرف

  • 6/14/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة عدها مراقبون «مهمة للتصدي لفتن الجماعات الإرهابية التي تحاول الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين من وقت لآخر»، تمت إعادة تشكيل مجلس أمناء «بيت العائلة المصرية»، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.و«بيت العائلة المصرية» هيئة وطنية مستقلة، تعمل على نشر ثقافة التعايش السلمي والمحبة في المجتمع المصري، وتم تدشينه عقب حادث تفجيرات كنيسة القديسين في الإسكندرية مطلع عام 2011، قبل ثورة «25 يناير (كانون الثاني)»، التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك.وقال مصدر في مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «بيت العائلة» يهدف إلى الحفاظ على النسيج الوطني للأمة المصرية، والتصدي لكل محاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن، وذلك من خلال العمل على ترسيخ قيم المواطنة والتسامح، والتعايش المشترك بين أبناء الوطن في الداخل والخارج.ويضم التشكيل الجديد لمجلس الأمناء في عضويته: الدكتور حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار بالأزهر عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي، والأنبا إسحق إبراهيم بطريرك الأقباط الكاثوليك، والقس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية في مصر وشمال أفريقيا. كما يضم مجلس أمناء «بيت العائلة المصرية» في تشكيله الجديد أيضاً، إبراهيم محلب مساعد الرئيس المصري للمشروعات القومية والاستراتيجية، ووزراء: الأوقاف، والثقافة، والشباب والرياضة، والهجرة، وشؤون المصريين في الخارج، فضلاً عن الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، ومفيد شهاب وزير الشؤون القانونية الأسبق وأستاذ القانون الدولي، ومحمد عبد السلام المستشار القانوني والتشريعي لشيخ الأزهر عضو مركز الحوار بالأزهر، والأنبا يوحنا قلته النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك، وعدد من الشخصيات الكنسية الأخرى.ويقول مراقبون إن «التشكيل الجديد لبيت العائلة يأتي في ظل الجهود المصرية الرامية لمواجهة الإرهاب، الذي يحاول دائماً إثارة الفتن بين أبناء الشعب المصري، خاصة في المناسبات الدينية». ومن هذا المنطلق يقوم «بيت العائلة» بدور توعوي باستخدام القوة الناعمة لمواجهة التطرف والإرهاب عن طريق تصويب الفكر.ويؤكد المصدر في المشيخة أن «أبناء مصر نسيج واحد؛ لكن للأسف فإن بعض النفوس المغرضة لبعض الجماعات المتشددة تحاول بث الفرقة، وإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد من حين لآخر، عبر الآراء والفتاوى المتشددة».في غضون ذلك، قال شوقي علام، مفتي مصر، إن «مصطلح الجهاد الحقيقي تمت سرقته على يد الجماعات الإرهابية بإساءة فهمه واستخدامه... فالجهاد مصطلح إسلامي له مفهومه الواسع، وهو يطلق على مجاهدة النفس والهوى والشيطان، ويطلق على قتال العدو الذي يراد به دفع العدوان وردع الطغيان، كما يطلق على الحج، وعلى قول الحق في موضعه وفق الضوابط الشرعية».وأضاف علام في تصريحات له أمس، أن جماعات التطرف والعنف اختزلت مفهوم الجهاد في القتال، واعتبرت أنه مقصود في نفسه، مع ترسيخهم المشبوه بأن الأصل في المعاملة بين المسلمين وغير المسلمين هي الحرب والقتل، مرددين جملة من الدعاوى المرجفة التي يخدعون بها الناس لتمويه أهدافهم الخبيثة؛ كقولهم: «الجهاد الآن فريضة معطلة أو غائبة»، وترويجهم بأن «ما يقومون به من تفجيرات وأعمال انتحارية هو بمنزلة إحياء لفرض الجهاد الإسلامي، وقد غفلوا عن أن الجهاد مُفعل دوماً، وعلى مر العصور وغير مُعطل؛ بل تناسوا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سمى القتال جهاداً أصغر، وجعل مجاهدة الهوى والنفس هو الجهاد الأكبر.وأوضح علام أن الادعاء بأن مفهوم الجهاد في الإسلام مقصور على الحرب والقتال فقط: «هو ادعاء مخالف للحقيقة، وهذا الادعاء هو المطية التي يركبها المرجفون والمتطرفون في سوء فهمهم للإسلام، مع أن منهج الإسلام بعيد عن أفعالهم المنكرة، وإفسادهم في الأرض الذي يريدون إلصاقه بالجهاد، والجهاد منه بريء»، مشدداً على أن هذه الأفعال التي يرتكبها المتطرفون باسم الجهاد والدعوة إليه تعد من كبائر الذنوب؛ لأنها سفك للدم الحرام وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين، وغير المسلمين التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق.وأكد مفتي مصر أن الجهاد في معناه الحقيقي هو «طريق لتحقيق السلم والعمران، وليس القتال والعنف، كما يتصور بعض ضعاف العقول، وبالغوص في معانيه فإنه ينبئ عن حقيقة الإسلام ذاتها، التي تقوم على أسس ثابتة وهي الإيمان والأخلاق والعمل، التي هي المعاني الحقيقية للجهاد... معاني نستطيع أن نجاهد من خلالها لنصل إلى العمران، ثم إلى السلام، فالجهاد فقه للحياة بمفهومه الشامل».

مشاركة :