البشــت.. زينـة الرجـال في الأعـراس والمناســبات

  • 6/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا: يُعدّ البشت زينة الرجل القطري والخليجي على حد سواء في المناسبات الرسميّة والوطنيّة، ورفيق الدبلوماسيين داخل البلد وخارجه، حيث تفنن الصانع التقليدي في حياكته بألوان مختلفة منها الأبيض والأسود والأحمر والبني والرمادي والسكري، وهو من ألبسة البدن الخارجية، ويلبس فوق الثوب، يكون رفيعاً وخفيف الوزن ويستخدم في الصيف، أما الغليظ، فعادة ما يكون ثقيلاً ويلبس في فصل الشتاء. استطاع هذا اللباس التقليدي أن يقاوم رياح العولمة والتغريب في اللباس، وأن يجد له مكاناً محترماً لدى القطريين، ومن يهتم به من الصنّاع التقليديين المهرة. وأشهر أنواع البشوت، «البشت الممشط»، وهو أحد أنواع البشوت الفاخرة ويمتاز بدقة الصنع وجمال التطريز، وسمي بذلك لاحتوائه على بعض الخيوط الشبيهة بالمشط، موشاة بالذهب والفضة، والبشت النجفي ويسمى أيضاً ببشت الشمال ثم بشت البرقة وكان استخدامه شائعاً في الماضي، إذ أنه رغم التطور والتغير اللذين حصلا في حياتنا اليومية وانقراض العديد من الحرف والمهن والصناعات الشعبية، إلا أن البشت لا يزال يحافظ على أصالته وعليه إقبال متزايد من أبناء قطر ومنطقة الخليج. وذكر بعض الكتاب أن كلمة بشت كلمة فارسية استخدمت في الخليج والعراق على نطاق واسع جداً وأصبحت محل الكلمة العربية الفصحى وهي «العباءة»، والبشت يسميه الإيرانيون «بوشت» ومعناها بالفارسية خلف ومعناه ما يلفّ على الخلف أي ما يلبس على الظهر. مركز الحرفوقال السيد سامي عبدالمحسن الحواج، مدير ومؤسس مركز الحواج للبشوت في مركز الحرف بسوق واقف، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «‏قنا»: «ارتباطي بالبشوت منذ الصغر، وهي مهنة والدي وأجدادي، وما شجعني على الاستمرار في هذه المهنة أن جدي عام 1950 كان يشتغل في هذا المجال وهو ما شجعني على ذلك، إذ كنت أشاهد تردد الوجهاء والأعيان لطلب خياطته وحياكته». موروثوأضاف الحواج إن الجانب المادي ليس هو الأساس في حبه لصناعة البشوت، بل التعامل معها كموروث، ويرجع الفضل في استمرارية هذه الحرفة إلى دعم الدولة من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وإقامة هذه الصناعة في حاضنة الحرف التقليدية بمركز الحرف في سوق واقف الأثري، وإلا لاندثرت كما اندثر غيرها من الحرف نتيجة للحداثة ومزاحمة الملابس الجاهزة، مشدداً على المحافظة على هذا اللباس التقليدي. وأشار الحواج إلى أنه لم تكن هناك مكائن خياطة قديماً كما هو الحال اليوم ولذلك فقد كان البشت يعدّ كاملاً من البداية حتى النهاية يدوياً، وتقوم بخياطته أيدٍ ماهرة، موضحاً أن البشت يتكوّن من قطعتين رئيسيتين أفقيتين متصلتين ببعضهما وما إن يطلب الشخص نوع البشت فإنه يفصل حينذاك على حسب مقاسه، إلا أن التطريز الذي يكون على الجوانب يستغرق فترة غير قصيرة وهو أهم ما في البشت. التطريزويطرز البشت بمادة تسمى الزري وتوجد ثلاث طرق رئيسية لخياطة (تطريز) البشت، منها الزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية والزري الفضي وهي الخيوط الفضية، كما أن الخياطة بالبريسم، وفي هذه الطريقة لا يحتوي البشت على أي نوع من أنواع الزري إذ توضع عليه خيوط البريسم بطرق متعددة وهذه الخيوط هي خيوط حريرية. وفي جوابه على سؤال حول كيفية الاعتناء بالبشت، أوضح الحواج أن البشت يحتاج إلى اهتمام خاص من أجل الحفاظ عليه خصوصاً في الأزمنة السابقة، حيث إنه كان رداء كل شخص من الرجال والأولاد وقد كان البشت غالياً، ولذلك يتم الاحتفاظ به لمدة زمنية طويلة قد تصل إلى 30 عاماً بل أكثر من ذلك. العناية بالبشتوطرق العناية بالبشت تتمثل في الصقل، حيث يتعرّض الزري الذي فوق البشت إلى تغيّر لونه بعد فترة طويلة من الزمان وذلك يحتاج إلى صقل وتسمى عملية الصقل «برداخ» والذي يقوم بهذا الصقل هم أنفسهم الخياطون والمختصون، حيث يدقّ الزري بطريقة خاصّة وينظف ومن ثم يعود لونه من جديد، وقد لا يعود كما كان أول مرة ولكنه يبدو براقاً، كما أن طي البشت له طريقة خاصة من أجل العناية به حيث لا يطوى بأي شكل من الأشكال بل يتم من خلال طريقة طيه الحفاظ عليه وعلى الزري الذي يزينه، كما ينصح لابسو البشوت بتعليقه دائماً.

مشاركة :