معركة الحديدة تقرّب طي صفحة الحرب في اليمن

  • 6/14/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحديدة (اليمن) - يجمع مراقبون على أن معركة الحديدة التي دخلت مرحلتها الفاصلة تشكل منعطفا أخيرا نحو طي صفحة التمرّد الحوثي في اليمن ووضع حدّ لما وراءه من نفوذ إيراني، ما سيدخل البلد في مرحلة سلام وإعادة إعمار. وقال محللون سياسيون في تصريحات لـ”العرب” إنّ حسم هذه المعركة لن يكون من دون نتائج ذات طبيعة استراتيجية مؤثرة في المشهد اليمني على المدى الطويل. واعتبر الصحافي والناشط السياسي اليمني علي حميد الأهدل في تصريح لـ”العرب” أن معركة تحرير مدينة الحديدة هي المعركة الفاصلة والحاسمة والقاسمة لظهر الحوثي وميليشياته. وعن الظروف التي أحاطت بالمعركة وفرص نجاحها في تحقيق أهدافها يقول الأهدل “تسير المعركة وفق خطة مدروسة محكمة ومعد لها جيدا حيث جاء ذلك بقرار حاسم وحازم من قيادة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية وأشقائنا الإماراتيين بعد أن تم إعداد الكتائب التي نراها الآن تجتاح المناطق التهامية الواحدة تلو الأخرى، والمتمثلة بكتائب العمالقة الجنوبية وكذلك المقاومة التهامية إلى جانب المقاومة الوطنية التي انضمت إلى هذه القوات المشتركة وتخوض هذه المعركة الآن بشراسة بعد أن تهيأت الظروف بالإضافة إلى مساندة أبناء تهامة من الداخل الذين عملوا على تسهيل تقدم القوات بشكل متسارع في الكثير من المناطق التهامية”. خسارة الحوثيين بسقوط الحديدة ستكون كبيرة جدا وستلقي بظلالها على وضع الجماعة في بقية المحافظات اليمنية من جهته يرى كمال السلامي الصحافي اليمني ورئيس تحرير موقع اليمن الجمهوري أن معركة الحديدة معركة مفصلية ومنعطف حاسم في الصراع الدائر بين الحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبين ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. ويقول السلامي في تصريح لـ”العرب” “إنّ خسارة الحوثيين بسقوط الحديدة ستكون كبيرة جدا وستلقي بظلالها على وضع الجماعة في بقية المحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها. ويؤكّد أنّ “إيران ستجد صعوبة في الوصول إلى حلفائها ودعمهم، وبالتالي فمن المرجح أن تضغط عليهم لإجبارهم على تقديم تنازلات جوهرية، تتضمن الانسحاب من المدن وتسليم سلاح الدولة، والقبول بالمرجعيات الثلاث”. علي عبدالله الأهدل، طبيب وناشط سياسي يمني من أبناء محافظة الحديدة، قال في تصريح لـ”العرب” إن معركة تحرير مدينة الحديدة تكتسب أهميتها الكبيرة من خلال موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وكثافتها السكانية التي تصل إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين نسمة، كما أن ميناءها يستقبل ما يغطي حاجة 80 بالمئة من سكان اليمن من الإعانات والمواد الإغاثية والاستيراد التجاري باعتباره الميناء الرئيسي الذي تعتمد عليه المنظمات الدولية الإنسانية. وعن سيناريو حسم المعركة يشير الأهدل إلى أن العتاد العسكري الضخم الذي رصد للمعركة والتغطية الجوية المكثفة والاستعدادات العسكرية واللوجستية الكبيرة من قبل قوات التحالف في جبهة الساحل الغربي، مكنت القوات المتحالفة من القوات التهامية والحرس الجمهوري وألوية العمالقة من التقدم على عدة جبهات، بعد فشل المفاوضات مع الطرف الانقلابي وانتهاء المهلة التي منحت له للانسحاب من الحديدة.

مشاركة :