تعيش تونس هذه الأيام على وقع المعلومات المثيرة للجدل التي نشرها موقع "موند أفريك" الفرنسي حول مؤامرة "مزعومة" لتنفيذ انقلاب ضد الرئيس باجي قائد السبسي، خطط لها وزير الداخلية المقال لطفي براهم، بالتعاون مع الإمارات. وأكدت الداخلية التونسية أنها تحقق في كل المعلومات المتعلقة بالموضوع، فيما تظاهر عشرات المواطنين ضد أبوظبي ودعوا لطرد سفيرها. اعتبر الصحافي الفرنسي نيكولا لوبو في مقال نشره في موقع موند أفريك، أن مرد إقالة الحكومة التونسية لوزير الداخلية لطفي براهم الأربعاء الماضي، ليس مقتل عشرات المهاجرين غالبيتهم تونسيون مطلع حزيران/يونيو، بل مشاركته في محاولة انقلاب "مزعومة" فاشلة خطط لها مع أطراف خارجية مشيرا إلى الإمارات. ووصف لوبو الوزير المقال بالرجل الذي كان يحلم بلعب دور رئيسي في المشهد السياسي لبلاده مستفيدا من دعم "أصدقائه الإماراتيين". وأكد لوبو أن الفضل في إفشال المخطط الانقلابي "المزعوم" ضد الرئيس التونسي باجي قائد السبسي، يرجع إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، الألمانية، والجزائرية، لكن دون تقديم معلومات تفصيلية تكشف الدور الذي لعبته كل دولة والمعلومات الكاملة التي قدمتها للسلطات التونسية. الحساب الرسمي للصحفي الفرنسي نيكولا لوبو على تويتر Tunisie, l’alliance ratée des Emiratis avec Lotfi Brahem https://t.co/gQ4WwAKkz1 via @mondafrique Nicolas Beau (@NicolasBeau) 12 juin 2018 وأشار لوبو إلى لقاء سري جمع وزير الداخلية المقال ورئيس الاستخبارات الإماراتية في جزيرة جربة التونسية، تم خلاله وضع "البنود العريضة لخارطة طريق هدفها إحداث تغييرات في رأس السلطة بتونس، وهو سيناريو مشابه لما حدث للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة على يد الجنرال بن علي آنذاك". الذي نفذ انقلابا "طبيا" ضده في السابع تشرين الثاني/نوفمبر 1987. وأضاف لوبو في مقاله "تقرب لطفي براهم من عدد من الشخصيات السياسية التونسية، بينهم رضا بلحاج أحد مؤسسي نداء تونس (...) وكان الطرفان إلى جانب عدد من الشخصيات الأخرى الممولة من الإمارات يسعون إلى إعادة بناء المشهد السياسي التونسي، حتى أنهم سعوا في الفترة الأخيرة إلى بناء تحالف مع نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي". ووصف لوبو، براهم، برجل الظل الذي يملك طموحا كبيرا منذ مدة تعود إلى فترة شغله منصب قائد الحرس الوطني في بلاده، كما أشار إلى اطلاع موقعه لوموند أفريك على "وثيقة سرية مسربة تصور براهم كمركز القوة في شبكة أمنية شابة وجريئة تحن إلى فترة الحكم السابق تحت النظام الدكتاتوري". كما أشار مقال موند أفريك إلى "خطة أعدها الوزير المقال ترمي إلى إبعاد إسلاميي حركة النهضة بشكل نهائي من المشهد السياسي التونسي، برغم كونهم جاؤوا على رأس نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة (6 أيار/مايو 2018) وبرغم توصلهم إلى اتفاق مع الرئيس التونسي بعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2014". في نفس الموضوع، أكد وزير الداخلية التونسي بالنيابة غازي الجريبي بحسب ما نقلته القناة التونسية نسمة تي في، أن "الوزارة لا تتفاعل بصفة متسرعة مع كل ما يتم تداوله في الإعلام"، وأضاف أن "المعلومات التي ترد يتم تحليلها والتعامل معها قضائيا، إن لزم الأمر.. نحن لا نهمل أي معلومة بل نقوم بتحليلها لتبين مدى صحتها، وإن توفرت القرائن والعناصر المتضافرة والجدية نحيل الأمر إلى القضاء". تداول ناشطون على تويتر صورا وفيديوهات لمظاهرات في تونس نددت بالإمارات #تونس مظاهرة من امام المسرح البلدي بالعاصمة تطالب بطرد السفير الاماراتي بتونس بعد التقرير الفرنسي الذي اشار الى محاولة #الامارات الفاشلة في دعم انقلاب عسكري بتونس .. https://t.co/OGsSbNAkRz منيرة حجلاوي (@MannouHajlaoui) 13 juin 2018 وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، صورا وفيديوهات لعشرات التونسيين الذين يتظاهرون ضد الإمارات ويدعون إلى طرد سفيرها من البلاد، على خلفية تدخلها "المحتمل" في الشؤون الداخلية لتونس. أمين زرواطي نشرت في : 14/06/2018
مشاركة :