بدأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى محاكمة شاب بحريني، قتل آسيويين بمطرقة لسرقتهما وحاول دهس شخص ثالث، وقد اعترف المتهم (25 سنة) خلال التحقيقات أنه ارتكب جرائمه بقصد السرقة رغم أن مجموع ما حصل عليه من الجريمتين، 41 دينارا فقط..!! وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة 5 سبتمبر المقبل للاطلاع، والتصريح بنسخة من أوراق الدعوى للدفاع مع استمرار حبس المتهم الذي حضر الجلسة وكانت المفاجأة أنه اعترف بالجرائم التي ارتكبها دون أن تهتز له شعرة. كان بلاغ قد ورد في فبراير 2018 يفيد بالعثور على جثة آسيوي في جبلة حبشي في وقت متأخر من الليل، فانتقلت الشرطة إلى مكان البلاغ فورا، وكان الاعتقاد السائد بأنه حادث مروري حيث كان جثمان المجني عليه ملقى بجوار دراجته الهوائية، ولكن معاينة الجثة كشفت أن الرأس تسيل منه قطرات من الدم، بينما الجسم سليم تماما وخال من أي إصابات أو كدمات، كما أن الدراجة سليمة والجثة كانت ملقاة على وجهها بجوارها تماما، أي أنها لم تتعرض لصدمة سيارة وهو ما ينفي أن تكون الوفاة نتيجة حادث سير، ولذلك ساد الاعتقاد أن تكون الوفاة نتيجة اعتداء على المجني عليه بعد انتهاء عمله في أحد المطاعم. وقام الطبيب الشرعي بمعاينة الجثة وجاء تقريره المبدئي ليؤكد الشبهة الجنائية، لأن هناك كسورا قوية في خلفية الجمجمة لا تحدث إلا نتيجة الضرب بجسم صلب، ويرجح أن يكون المجني عليه قد تلقى عدة ضربات وليس ضربة واحدة. وفي بداية رحلة البحث عن المتهم، قادت التحريات إلى أن هناك حادثا مشابها وقع منذ حوالي أسبوع حيث عثر على جثة آسيوي في منطقة توبلي القريبة، في وقت متأخر من الليل، وقيدت مبدئيا كحادث مروري، لكن تقرير الطب الشرعي أكد أيضا أن المجني عليه تعرض لكسر في مؤخرة الجمجمة نتيجة الضرب بجسم صلب عدة مرات.. كما أكدت التحريات أنه وقعت قبل الحادث الأول بأيام محاولة دهس لشخص آسيوي بسيارة، أسرعت بالهروب لكن الآسيوي لم يمت. وهنا تزايدت الشكوك في أن يكون هناك متهم واحد وراء جريمتي القتل ومحاولة الدهس، وأن يكون هذا المتهم من قاطني المنطقة المحيطة بجبلة حبشي أو توبلي. كشفت التحريات أن المجني عليه الأول كان يعمل في أحد المطاعم، بينما كان الثاني يجمع الكوارتين وعلب المياه الغازية الفارغة لبيعها، وقادت التحريات إلى سيارة مشتبه بها اقتربت من كلا المجني عليهما قبيل وفاتهما أو قتلهما. ومن خلال مواصفات السيارة وبالتحديد ماركتها ولونها بدأت رحلة بحث لم تكن سهلة، خاصة وأن الأرقام لم تكن ظاهرة، وتم الرجوع إلى وكالة السيارة وحصر كافة السيارات من نفس الماركة ونفس اللون، وأخيرا انحصرت الشبهات في شخص يسكن في منطقة جبلة حبشي أي قرب موقع الجريمتين. تم تكثيف التحريات حول المشتبه به وتبين أنه شاب عمره 25 سنة، وقد ترك عمله في إحدى الشركات مؤخرا لسبب غير مفهوم، وبعد استصدار إذن من النيابة بتفتيش شخصه ومسكنه، توجهت الشرطة إلى بيته، وكشف له رجال الشرطة عن شخصيتهم وعن سبب سؤالهم له وتمت مواجهته وبالتحريات لديهم، فلم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة اعترف بعدها بأنه مرتكب الحوادث الثلاثة. اعترف المتهم بأن الدافع الأول لكل جرائمه هو السرقة للحصول على ما يحتفظ به الضحايا من مبالغ نقدية أو هواتف، وأنه في البداية صدم آسيويا فأوقعه على الأرض وحاول سرقته، وفي المرة الثانية نزل من السيارة وبيده مطرقة، وقام بضرب المجني عليه الذي رفع يده لتفادي وصول المطرقة إلى رأسه فأصيب ظهر يده، وبعدها ضربه مرة أخرى فسقط على الأرض فأخذ ما لديه من مال، ثم أكمل ضربه حتى تأكد من وفاته، ثم ارتكب الجريمة الثانية التي أدت إلى وفاة المجني عليه الثاني بعد ضربه عدة مرات بمطرقة. واعترف أمام الشرطة بأن كان يقتل ضحاياه خوفا من أن يقوموا بالإبلاغ عنه، وأرشد رجال الشرطة عن مكان المطرقة التي كان بعد انتهاء جريمته يقوم بتنظيفها، ووضعها بكيس ثم الاحتفاظ بها داخل صندوق السيارة، وقد أثبت فحص الطب الشرعي وجود خلايا بشرية هي عبارة عن بقايا قليلة لدماء المجني عليهما اللذين قتلا في جبلة حبشي وتوبلي. اعترافات أمام النيابة وفي تحقيقات النيابة العامة قرر المتهم أنه يسكن في منزل بمنطقة جبلة حبشي مع والدته وأشقائه، ووالده متوفي منذ عام 2000, وكان يعمل في أكثر من وظيفة قبل أن يفصل منها، وبعدها قرر سرقة آسيويين لأن أحدا لن يسأل عنهم، وبالفعل قام بتنفيذ جريمة سرقة في فبراير 2018, على ساحل البحر بمنطقة كرباباد، حيث توجه لأحد العمال الآسيويين الذين يقومون بجمع القمامة على الساحل، وطلب منه بطاقة هويته، وعندما أخرج المحفظة قام بسحبها منه وفر هاربا بسيارته، وعثر بداخلها على 16 دينارا. وفي جريمة أخرى التي حدثت بتاريخ 28 مارس توجه المتهم الى منطقة القفول لأن بها الكثير من الأجانب وترصد لأحد المارة، وعندما تجاوز سيارته، قام بالتحرك بالسيارة واصطدم به وحشره بين سيارته وسيارة أخرى، ثم ترجل وتوجه إليه وطلب منه محفظته، لكن المجني عليه كان يتألم ويشير إلى سكنه، فعثر معه على حقيبة قماشية أخذها، وتحرك بالسيارة تاركا المجني عليه يتألم، وفي المنزل لم يعثر في الحقيبة على أي نقود. وقرر المتهم بعد ذلك تنفيذ جرائم قتل لآسيويين وسرقتهم، فترصد لأحد العمال الذين يقومون بجمع الكوارتين، في منطقة توبلي، وشاهد المجني عليه يجمع الكوارتين، فأخرج المطرقة التي أحضرها معه من المنزل وقام بضربه عدة ضربات على رأسه من الخلف بكل قوة ما أدى لتهشم جمجمته وخروج كمية كبيرة من الدم، حتى تيقن أنه فارق الحياة، فقام بتحريك الجثة وسرقة محفظة عثر بداخلها على 25 دينارا. وفي جريمة القتل الثانية، كان المتهم قد بدأ في تلقي اتصالات من مركز شرطة النعيم، إلا أنه تجاهلها وظلت الاتصالات ترد إليه منذ صباح يوم 29 مارس وحتى 9 أبريل، وفي فجر يوم 13 أبريل، شاهد آسيويا يقود دراجة هوائية، فقرر قتله، وجلب المطرقة ثم تحرك بسيارته إلى أن تجاوز المجني عليه وانتظره يمر بدراجته فانقض عليه وقام بضربه بالمطرقة من الخلف على رأسه، وسمع حشرجة تخرج منه أثناء تلقيه الضربات القاتلة، ثم شاهد الدماء تنزف من جمجمته بغزارة، والتي لطخت ثوب المتهم، فقام بتحريك الجثة وبحث عن محفظة نقوده، وعندما عثر عليها لم يجد فيها أي نقود. أسندت النيابة العامة إلى المتهم أنه في غضون شهري مارس وأبريل 2018 ليلا، أولا: ارتكب جناية القتل عمدا مع سبق الإصرار وذلك تسهيلا لارتكاب جريمة أخرى بأن: 1- قتل عمدا المجني عليه الأول مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله وأعد لذلك أداة الجريمة «مطرقة» وتوجه إليه وقام بضربه 7 إلى 8 ضربات بواسطة المطرقة تجاه رأسه قاصدا من ذلك إزهاق روحه، وبلغ مقصده بأن أحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته، وقد ارتكبت هذه الجناية تسهيلا لارتكاب جريمة سرقة وذلك بأنه في ذات المكان والزمان سرق المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه. 2- قتل عمدا المجني عليه الثاني مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله وأعد لذلك أداة الجريمة «مطرقة» وتوجه إليه وقام بضربه 8 ضربات بواسطة المطرقة تجاه رأسه قاصدا من ذلك إزهاق روحه، وبلغ مقصده بأن أحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته، وقد ارتكبت هذه الجناية تسهيلا لارتكاب جنحة سرقة وذلك بأنه في ذات المكان والزمان سرق المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه. ثانيا: سرق المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه الثالث بطريق الإكراه الواقع عليه بأن اصطدم به بسيارته فاندفع المجني عليه محاصرا بين تلك السيارة وأخرى مشلول الحركة والمقاومة مما مكن المتهم من سرقة المنقولات والفرار بها. ثالثا: حاز وأحرز البلطة «فأس معدني» المبينة بالأوراق.
مشاركة :