قال تعالى: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين، وكان الله بكل شيء عليما» (الأحزاب 40)، رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول الخلق وخاتم النبيين. عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إن الله عز وجل – كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء». ومن جملة ما كتب في الذكر وهو أم الكتاب – ان محمدا خاتم النبيين. أخرجه مسلم. وفي رواية الترمذي.. كنت اول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث، ومما يدلك على هذا .. أن الله تعالى: أخذ له الميثاق على الأنبياء فقال عز وجل: «وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه» (آل عمران 81) فجعل الانبياء كأتباع له وألهمهم الانقياد، فلو أدركوه لوجب عليهم اتباعه. وقد قال عليه الصلاة والسلام «لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي» وقدم ذكره على الانبياء فقال عز وجل: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده» (النساء– 163).. وفضله الله تعالى بالشفاعة والمقام المحمود. قال الله تعالى «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا» (الاسراء 79). وعسى من الله في حقه واجب. أي تحقق الوقوع، وتقرير هذا المعنى كما في البخاري من حديث ابن عمر قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة وفيه عنه. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الناس يصيرون يوم القيامة جثى أي جماعات كل أمة تتبع نبيها يقولون يافلان اشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة إليّ فذلك المقام المحمود». قال الله تعالى: «وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق. إنا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون» (سورة الجاثية 28 و29) جاثية باركة على الرقب، تنتظر أمر الله فيكون الشفيع لجميع الخلائق هو خاتم النبيين صلوات ربي وسلامه على جميع الأنبياء والمرسلين. وقال (صلى الله عليه وسلم) «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وارجو أن اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة، اللهم ارزقنا شفاعته.
مشاركة :