في السادسة من مساء اليوم بتوقيت السعودية، ستتجه الأنظار إلى ملعب "لوجنيكي" في موسكو لمتابعة المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم "روسيا 2018"، بين المنتخب الروسي صاحب الضيافة، ومنتخب السعودية. وعلى الرغم من أن المواجهة بين المنتخبين هي مجرد انطلاق لمنافسات المجموعة الأولى للنسخة الحادية والعشرين من بطولات كأس العالم، إلا أنها تبدو مصيرية للفريقين اللذين تنتظر كل منهما مواجهتين غاية في الصعوبة أمام منتخب أوروجواي عملاق أمريكا الجنوبية، الفائز باللقب مرتين، ومصر مع نجمها محمد صلاح. المنتخب الروسي الذي يحتل المركز الـ70 في التصنيف العالمي متأخرًا عن السعودية بثلاثة مراكز، يدخل المباراة الافتتاحية تحت ضغط، لأنه مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية على أرضه وبين جمهوره للتأهل إلى دور الـ16 للمرة الأولى منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي. وستسعى روسيا إلى إثبات حضورها الكروي واستغلال استضافتها للمونديال للعبور الى الدور الثاني، وتفادي ملاقاة مصير جنوب إفريقيا عام 2010، البلد المضيف الوحيد الذي لم يعبر الدور الأول في تاريخ كأس العالم. لكن المؤشرات ليست مشجعة، إذ لم يفز منتخب المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف سوى مرة واحدة في مبارياته العشر الأخيرة منذ مباراته الأولى له في كأس القارات صيف 2017. وكان التعادل ضد تركيا (1-1) الأسبوع الماضي في موسكو تاريخيًا بالمعنى السلبي للكلمة؛ إذ أصبح تشيرتشيسوف أول مدرب روسي أو سوفييتي يفشل في تحقيق أي فوز في سبع مباريات متتالية. وأنفقت روسيا 13 مليار دولار لاستضافة الحدث العالمي على أرضها، وبالتالي يأمل الجمهور أن يذهب منتخبه الوطني بعيدًا في النهائيات. لكن الفارق شاسع بين الأمل والواقع، حتى إن الرئيس فلاديمير بوتين نفسه بدا متشائمًا بقوله: "فيما يتعلق بالفريق، للأسف يجب الاعتراف بواقع بأن فريقنا لم يحقق نتائج مهمة مؤخرًا"، وأضاف: "يتوقع جميع مشجعي ومحبي كرة القدم في روسيا أن يقدم كرة قدم حديثة ومثيرة للاهتمام، وأن يقاتل حتى النهاية". ولا شكَّ في أن المنتخب الروسي سيسعى بكل قوته لتجنب الهزيمة في المباراة الافتتاحية التي من المنتظر أن تشهد حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استاد "لوجينيكي". ومع ذلك، يحظى المنتخب الروسي بمؤشرات إيجابية قبل المونديال، منها الدعم الجماهيري الكبير للفريق رغم عدم تحقيق انتصارات في الفترة الأخيرة. على الجانب الآخر، يشارك المنتخب السعودي للمرة الخامسة له في نهائيات كأس العالم، علمًا بأنه غاب عن البطولتين الماضيتين، ويحظى بثقة عالية تحت قيادة مديره الفني خوان أنطونيو بيتزي. وكان بيتزي حاضرًا في كأس القارات 2017 بروسيا، على رأس الجهاز الفني للمنتخب التشيلي، لكنه استقال في أكتوبر الماضي بعد أن أخفق في قيادة بطل أمريكا الجنوبية إلى التأهل للمونديال، وبعد أكثر من شهر بقليل، تولى منصب المدير الفني للمنتخب السعودي، حيث حل مكان مواطنه الأرجنتيني إدجاردو باوزا. ويأمل بيتزي في أن يقود المنتخب السعودي إلى ثمن النهائي على الأقل، وهي أفضل نتيجة حققها في تاريخ مشاركاته في كأس العالم (1994). ويحظى المنتخب السعودي بطموح كبير في المونديال رغم عدم تحقيق النتائج المرجوة في مبارياته الودية الأخيرة، علمًا بأنه كان قريبًا من التعادل مع المنتخب الألماني حامل لقب كأس العالم في المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا 2 / 1.
مشاركة :