تحتفل الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك، في كافة أنحاء العالم، وتختلف طريقة الاحتفال من بلد إلى بلد، ومن مدينة إلى مدنية، ويعرف بعدة مسميات، تبعًا للعادات والتقاليد والطقوس السائدة في تلك المجتمعات، ويسمى في البادية بصحراء مصر الغربية في محافظة مطروح باسم «عيد العيش»، حيث يستهل أبناء القبائل البدوية من أولاد على الأبيض والأحمر، أول أيام العيد بالعيش المقطع، وهو شبيه للمكرونة الاسباجيتى أو المخروطة التي يتم إعدادها في صعيد مصر، ولكن حجمه أكبر.ويعد هذا العيش، الوجبة الرئيسية لإفطار غالبية بدو مطروح وهى عادة قديمة تتوارثها الأجيال عبر الزمان، ويتكون من دقيق معجون بماء وملح ثم يقطع ويفرد ويطبق، ويوضع بين كل طبقة والأخرى كثير من الدقيق، ثم يقطع بالسكين، ويتم طهيه على النار مخلوطا باللبن، ويقدم معه طبقين صغيرين من العسل الأسود والسمن أو الرب، ويتم إعداده في البيت وهو عبارة عن تمر مطبوخ، وقد اعتاد كل بيت في العائلة البدوية بعمل العيش المقطع في «قصعة»، وهى إناء معدني أو خشبي مفلطح، وكل عائلة صغيرة ترسل جصعة للعائلة الكبيرة، ويتجمعون ويأكلون مع بعض عند البيت الكبير، وبعد ذلك يقوم رجل البيت باصطحاب زوجته وأولاده ويذهب لأهلها لكى يقدمون التهاني لهم.ويبدأ الإعداد للاحتفال بعيد الفطر في آخر يوم من أيام شهر رمضان، وهناك من يسهر حتى آذان الفجر، ويرتدون ملابسهم الجديدة، وتخرج الأُسرة لتصلى حتى النساء يسمح لهم الرجال بالصلاة خارج المنزل، ويؤدون الصلاة فى شادر تخصص مؤخرته للنساء فقط، وبعد عودتهم يكونون قد أعدوا ما يسمى فى اللهجة البدوية بـ«سنتنا» أى عاداتنا، وهى عبارة عن كعك وبيتفور وترمس وويك وحلوى وسودانى، ومجهزين شاى الزردة، وينتظرون الضيوف الذين يأتوا لتقديم التهنئة بالعيد، ويقدمون لهم حلوى العيد.وعندما يأتى وقت وجبة الغذاء، يتم إعداده على حسب الظروف المعيشية والاقتصادية لكل عائلة، فهناك من يطهو المكرونة الجارية التى تتكون من مكرونة عقل أو اسباجتى وطماطم وملح وفلفل وزيت ولحمه خاصة الضأن وصلصة ومياه، ويقوم البعض بطهى الكسكاس ويتكون من كسكاس مبوخ أى يتم تسويته على البخار والصلصة بتاعه بتكون عبارة عن طماطم وملح وفلفل وزيت، ويتم إعدادها على كرش البقرة أو ماعز أو غلام، طبعا وخضر كثيرة مثل البطاطس والكوسة والبصل والفلفل والجزر والقرع والبقدونس، وبعض الأسر تطهى الأرز الأحمر أو الأصفر بالبازار أو الكوركوم على لحمه ضانى.وعقب صلاة العصر يتم إعداد وجبة يقدمون فيها «العصيدة»، وتعد من أبرز المظاهر لبدو صحراء مصر الغربية، ويتم تجهيزها بعد طحن الشعير أو الدقيق بالرحى وغربلته، وتأتى سيدة المنزل بإناء كبير الحجم خاص بعمل العصيدة ويسمى «القدرة»، وتضع فيها قليل من الماء على النار حتى يغلى، ثم تضيف بعض الملح وقليل من الطحين، وتبدأ بعجن الدقيق مع الماء بواسطة «المنشاز» وهو عبارة عن خشبة طويلة تستخدم فى عجن العصيدة، وطول المنشاز ضروري كي يقي ربة المنزل من النار، ثم تضيف الطحين تدريجيا مع العجن المستمر فوق النار حتى تنضج العصيدة، ثم تقلب في «قصعة»، وعند التقديم يضاف إليها «الحسا» أو «الرُّب» أو «الرغيده» وهى عبارة عن حليب مطبوخ مع قليل من الطحين، كما يقدم البعض المكسرات المتنوعة التي ترش فوقها ويتم تقديمها ساخنة.ومن أبرز طقوس الاحتفال بعيد الفطر لدى أبناء قبائل أولاد على وبدو الصحراء، «المفروكة» وتتكون عن «المجردق» وهو عبارة عن عيش يتم تسويته على نار الحطب، ويتم تقطيعه إلى قطع صغيرة، ويتم خلط التمر بالعيش مع إضافة رشة سكر وسمنة، وفركهم مع بعضهم البعض حتى يمتزجان سويًا، وتوضع المفروكة فى طبق ويقدم معها اللبن، وهناك بعض النساء البدويات اللآتى تعد اللبن الذى يقدم مع المفروكة فى البيت من الماعز أو الأغنام.
مشاركة :