حركة نزوح من شمال موزمبيق هربا من عنف متطرفين اسلاميين

  • 6/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

Macomia (موزمبيق) (أ ف ب) - من اجل حماية ابنائها لم يكن امام فاطمة وايدي من حل سوى الفرار، وهي تنتظر مركبا لينقلها بعيدا عن رعب الاسلاميين في اقصى شمال موزمبيق. قالت المزارعة التي كانت تقف ورجلاها في الماء، "اتوجه الى جزيرة ماتيمو". وكانت غادرت قبل ايام على عجل قرية ناتوكو التي استهدفها "الشباب" وهم شبان اسلاميون متطرفون يكثفون هجماتهم الدامية في مقاطعة كابو ديلغادو. وقالت فاطمة "تركت كل شيء ورائي (..) انه موسم جني الارز وساخسر كل شيء. سنجوع بالتأكيد لكن من الافضل المغادرة لانقاذ الاطفال". وعلى غرار فاطمة غادر الالاف هربا من عنف الاسلاميين. وحصيلة موجة العنف الاخيرة للاسلاميين في هذه المنطقة مخيفة. فقد قتل اكثر من ثلاثين مدنيا وقطعت رؤوس بعضهم، اضافة الى العديد من الجرحى ومئات المنازل المنهوبة والمحروقة. وتملك الذعر السكان وهجروا باعداد كبيرة قرى المنطقة. وقصد بعضهم الساحل للتوجه الى جزر ارخبيل كيرمباس الذي يقصده عادة السياح الميسورون. ولجأ البعض الاخر الى ماكوميا كبرى مدن الاقليم الذي يحمل الاسم ذاته حيث ينتشر الجيش بقوة. وفضل آخرون الفرار باتجاه بيمبا عاصمة المقاطعة التي تقع على بعد 200 كلم جنوبا. -ايام صعبة- وقال اتاناسيو نصير مدير المدرسة العامة في نوندي التي تعرضت لهجوم الاسبوع الماضي "فضلت مغادرة القرية لاسباب امنية (..) اخترنا ركوب البحر لحين تحسن الوضع". وفعل اكثر من نصف سكان القرية البالغ عددهم 2300 نسمة الشيء نفسه وسط فوضى عارمة. واوضح الاب لويس فيرناندو ليسبوا وهو من ابرشية بيمبا الكاثوليكية "نعيش اياما صعبة بسبب الهجمات الوحشية التي زعزعت استقرار المنطقة واوقعت العديد من القتلى والنازحين، ففرغت القرى من سكانها". ووجد العديد من سكان اقليم ماكوميا انفسهم فجأة في وضع بالغ الهشاشة بدون منزل وغذاء وماء صالح للشرب. وقال رئيس قرية نوندي موريسيو ميراندا "ما نحتاجه جميعا خيام لايواء الناس الذين احرقت منازلهم" مضيفا "ان العديد من الاسر اجبرت على النوم في العراء تحت الاشجار. لم نتلق حتى الان اية مساعدة". كما ان ظروف عيش النازحين الذين تمكنوا من الوصول الى جزيرتي ماتيمو وايبو صعبة ايضا. وقالت وكالة اسفار محلية "ان بعض الاسر تؤوي اكثر من عشرة اشخاص (..) الوضع كارثي تماما ولا يحصل النازحون على اية مساعدة". -"القضاء على هذه الافة"- وتؤكد السلطات المحلية والمركزية التي تتعرض للانتقاد لبطء تحركها، انها اتخذت الاجراءات التي يتطلبها الوضع. ووصلت الاربعاء اولى الشاحنات الى نوندي التي دمرها الاسلاميون ليل 4 الى 5 حزيران/يونيو. وبمساعدة العسكريين نقلت الشاحنات اغذية وملابس ومياها وادوات ومعدات لاعادة اعمار المنازل. وقالت رئيسة اقليم ماكوميا جواكينا نور الدين "ان هذا الدعم يترجم تضامن الحكومة واهالي مقاطعة كابو ديلغادو" مضيفة "بعد هذه المأساة ندعو الجميع الى التقدم واستعادة حياة طبيعية باسرع ما يمكن". غير ان هذه المساعدة ليست لوجه الله. ففي المقابل تامل السلطات في تعاون افضل من السكان في ملاحقة الاسلاميين. وقالت رئيسة الاقليم بوضوح "ندعو السكان الى مساعدة الحكومة في محاربة هذه الافة والقضاء عليها تماما". بيد ان وصول اولى المساعدات لم ينه الانتقادات. وقال الاب لويس فيرناندو ليسبوا "للاسف لم تجد هذه الاحداث الرهيبة الرد المناسب من الحكومة المركزية". ولاحظ ان الوكالة الوطنية لادارة الحالات الطارئة لم تتم تعبئتها لنجدة ضحايا هجمات الاسلاميين. وهي تنتظر ان تعلن الحكومة حالة الطوارىء.يواكيم ناميري © 2018 AFP

مشاركة :