أبوظبي: أحمد السيد مع انطلاق سباق كأس العالم تتوق الجماهير العربية إلى أي إنجاز يكتب باسم أي من ممثليها الأربعة السعودية ومصر والمغرب وتونس، فانصهرت جميع الجنسيات والأشقاء العرب لدعم ممثلينا، وجاءت الأصداء رائعة ومثيرة في مقاهي العاصمة أبوظبي مختلطة بشعور الحزن لخسارة المنتخب السعودي من نظيره الروسي بخماسية نظيفة في الافتتاح، ورصد «الخليج الرياضي» ردود أفعال المشجعين من مختلف الدول التي أكدت على أن الجميع يدعم الأخضر في مهمته التي توقع الجميع صعوبتها، وأجرى بعض الجماهير تنافس وتحد فيما بينهم في أحد المقاهي بكتابة توقعات لنتائج مباريات كأس العالم، فالكل كان يمني النفس ببداية موفقة للكرة العربية، غير أن التوقعات لمختلف المشجعين تخلت عن العاطفة وجاءت بخسارة السعودية، وأحدهم يدعى توني توقع فوز المنتخب السعودي بهدف دون رد، ولم ينجح أي مشجع من مرتادي المقهى من التوقع الصحيح للنتيجة النهائية بخسارة الأخضر السعودي بخماسية نظيفة، وهو ما يؤكد حالة الدهشة التي كانت سائدة على مرتادي المقاهي بعد الخسارة بخمسة أهداف نظيفة.وجاءت البداية من مقهى جنة في منطقة الخالدية بقلب العاصمة أبوظبي واستوقفنا مجموعة من الأصدقاء، حيث يعدون من معتادي مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية من المقاهي برفقة بعضهم بعضاً، وبالتقرب والحديث معهم تبين أن جميعهم من لبنان، وتمنوا التوفيق للمنتخبات العربية، كما أكدوا أن تواجد منتخب بلادهم في المونديال حلم صعب المنال، ولكن ليس مستحيلاً تحققه في المستقبل، كما أشاروا إلى أن المنتخبات العربية تتمتع بجودة مميزة من اللاعبين، متمنين أن يتأهل فريق واحد على أقل تقدير إلى دور الستة عشر.وأعرب توني باروق مالك شركة مقاولات خاصة، عن خيبة الأمل التي انتابته جراء النتيجة القاسية التي مني بها المنتخب السعودي في المباراة الأولى، مشيراً إلى أنه الوحيد من توقع بفوز الأخضر بهدف نظيف.وقال: «تفاصيل ما قمنا به قبل انطلاق البطولة بأن راودتنا فكرة ما بأن يكتب كل شخص من الأصدقاء توقعاته لنتائج جميع المباريات سواء المنتخبات العربية أو غيرها من مباريات البطولة ككل، لتمثل بمثابة تحد فيما بيننا، لنرى من سيصيب ويتوقع النتائج بصورة صحيحة ما يضفي على أجواء متابعة المباريات معاً متعةً وإثارة، وتتحول إلى تجربة مميزة، كما تدفعنا للتفاعل بصورة أكبر مع المباريات ما يحقق لنا المتعة التي نبتغيها من المحفل الكروي الأكبر على مستوى العالم».وأضاف: «الجميع توقع خسارة السعودية برباعية نظيفة أو أقل، وأنا الوحيد الذي توقعت فوز السعودية، إلا أن كل التنبؤات جاءت خاطئة بالنهاية، والجميع حزين بتلك النتيجة المؤلمة في بداية المشوار، وننتظر ما يفرحنا في الجولات المقبلة، وألا تخيب المنتخبات العربية ظننا وآمالنا بتحقيق نتائج جيدة تعكس مدى تطورها».وأشار باروق إلى أن توقعات مرتادي المقهى من الأصدقاء ويأتي هو في مقدمتهم تضع آمالاً كبيرة على المنتخب المصري وقدرته على استكمال مشواره إلى دور الستة عشر، موضحاً أن ما يجمعه مع رفقائه بالمقهى دائماً ما يكون مشاهدة مباريات كرة القدم التي يعشقها الجميع إلى حد الجنون، وأكد أن رهبة المباراة الافتتاحية أمام منتخب البلد المستضيف لا تشفع للمنتخب السعودي الخسارة بخماسية نظيفة لما يمتلكه الأخضر من إمكانات تؤهله لتقديم مستوى أفضل.وكشف باروق أن توقعه لفوز السعودية نابع من عاطفته التي انحازت للمنتخب العربي الذي يمثل الجميع، وقال: «توقعاتي وآرائي تفيد بأن تفوز جميع المنتخبات العربية في جميع المباريات، ونتمنى أن يتحقق ذلك على أرض الواقع، ونحن مؤازرون وداعمون للمنتخبات العربية بعض النظر عن النتائج وهوية الرابح والخاسر».وتمنى جميع الأصدقاء المتواجدين في مقهى جنة أن تحظى بلدهم لبنان بفرصة المشاركة في المحفل العالمي عما قريب، في ظل صعوبة التأهل وبلوغ نهائيات كأس العالم في الوقت الحالي عطفاً على الأداء الفني للمنتخب الذي لا يصل به بعيداً.من جانبه وصف رامي عبد النبي مدير ومالك مقهى جنة، الحضور من مرتادي المقهى بالمقبول في المباراة الافتتاحية للمنتخب السعودي، متوقعاً أن يستقبل المقهى أعداداً أكبر خلال الأيام المقبلة من البطولة ليصل إلى معدلات مميزة خاصة في المباريات التي يكون طرفها المنتخبات العربية.وقال: «المباراة الافتتاحية كانت في نهاية شهر رمضان المبارك الذي يفضل الجميع قضاءه في المنازل والإقبال يكون قليلاً للذهاب للمقاهي، غير أن الفترة الحالية التي تشهد حلول عيد الفطر وما بعده ستشهد تزايداً متوقعاً في الأعداد التي ستتوافد على المقهى الذي يقع في منطقة حيوية ومكتظة بالجماهير العربية من مختلف الجنسيات». وتمنى عبد النبي أن يحالف المنتخبات العربية التوفيق والتقدم وبلوغ الأدوار التالية ومحو الصورة المرسومة في الأذهان عن المشاركات الخجولة السابقة في المونديال، مضيفاً: «منتخب مصر بلدي أنتظر منه الكثير بتحقيق نتائج مشرفة للبلد ورفع رأس الكرة العربية في المحفل الأكبر على مستوى العالم».واتجه «الخليج الرياضي» بعدها إلى مقهى دي ماريا في منطقة الخالدية بالعاصمة أبوظبي لرصد ردود الأفعال التي اتسمت بالهدوء نوعاً ما، اتضح من التفاعل الضعيف مع أجواء المباراة واختلطت المشاعر بين الصدمة من الخسارة التاريخية للمنتخب السعودي، والآمال الكبيرة المعقودة في التعويض بالجولتين المتبقيتين، وتأهل أحد المنتخبين مصر والسعودية إلى دور الستة عشر.وأعرب المهندس نادر ظاهر من فلسطين الذي قضى فترة كبيرة من حياته في مصر وارتبط بها كثيراً، أن أمنياته بأن تقدم المنتخبات العربية صورة أفضل في المباريات المتبقية في دور المجموعات لتحقيق نتائج إيجابية لا سيما وأن التأهل إلى دور الستة عشر لا يتطلب الفوز بجميع المباريات.وقال ظاهر: «أطراف مجموعة مصر والسعودية ليست بالقوة التي تجعلنا كمشجعين عرب نخاف على حظوظ أحد المنتخبين بالتأهل على أقل تقدير، خصوصاً أن المنتخب المصري يمتلك توليفة من اللاعبين القادرين على تقديم الأفضل، ويشهد أداء الفراعنة تطوراً بصفة مستمرة، وآمل أن يقدموا الصورة المتوقعة والتي ينتظرها كل المشجعين العرب».وأكمل: «أعتقد بعيداً عن العاطفة أن حظوظ المنتخب السعودي تضاءلت بعد الأداء المخيب أمام روسيا، والواضح من مستوى الأداء أنه لا يبشر بالتطور في المباراتين المتبقيتين، ولكن أرى بأن الأمور ما زالت في الميدان، وتعتمد على تغيير استراتيجية اللعب للمنتخب السعودي ونتائج المباريات الأخرى، ولكن في حالة عدم محالفة السعودية التوفيق نتمنى أن تتأهل مصر لأن السعودية ومصر شعب واحد والكل سيقف خلف من يتأهل لدعمه».ورأى أحمد بالخير من الإمارات أن خسارة المنتخب السعودي على الرغم من أنها قاسية إلا أنها لم تخرجه من حسابات المجموعة.وأضاف: «ننتظر تحسن الصورة في المباراتين المتبقيتين بعيداً عن حسابات التأهل وآمالنا التي نعقدها على تأهل أحد المنتخبين إلى دور ال16 لحساب المجموعة الأولى، والفرصة مواتية أمام مصر والسعودية لحصد إحدى البطاقتين المؤهلتين للدور التالي».الجماهير: «الأربعة» يحملون لواء تشريف الكرة العربيةإقبال ضعيف في اليوم الأولشهدت مقاهي أبوظبي بصفة عامة إقبالاً ضعيفاً في اليوم الأول لكأس العالم وأشارت جميع التوقعات التي رصدتها «الخليج الرياضي» تزايد الأعداد، لا سيما مع حلول عيد الفطر الذي يعد مناسبة أمام الجميع للتمتع بأجواء مباريات المونديال وسط أجواء العائلة بإحدى المقاهي الهادئة التي تنتشر في مختلف أنحاء مدينة العاصمة أبوظبي.ووفقاً لحالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة فتميل الجماهير الراغبة في متابعة مباريات البطولة إلى المناطق المغلقة والمقاهي وتجنب الجلسات الخارجية، كما أكد العديد من المتابعين بأن الإجازة الحالية تمثل فرصة أمامهم للذهاب لمشاهدة المباريات بصحبة الأهل والأصدقاء.«أولياء أمور دبا الحصن» يفتح أبوابه لمحبي المونديالفي مبادرة مجتمعية من مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بدبا الحصن قرر المجلس فتح النادي الاجتماعي في المجلس لمحبي مشاهدة كأس العالم لأولياء الأمور، وتم تجهيز النادي بكافة الاحتياجات والمستلزمات لمشاهدة المباريات.وأكد محمد راشد رشود رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في مدينة دبا الحصن أن المجلس بادر بإتاحة الفرصة لكافة عشاق الرياضة ومشجعي المنتخبات العربية والأجنبية لحضور مباريات كأس العالم المشوقة من خلال الشاشات التي تم توفيرها في مقر المجلس في شارع العقد الفريد بمدينة دبا الحصن.ولفت رشود إلى أن المبادرة تتواكب مع رؤية المجلس الرياضية والاجتماعية في تعزيز العلاقات مع الأسر والأهالي والتربويين وكافة الطلبة للحضور إلى مقر المجلس ومتابعة المباريات في بيئة اجتماعية.وأوضح رشود أن المجلس هيأ كافة مستلزمات المتابعة لرواد المجلس والاستمتاع بمشاهدة المباريات طوال اليوم فضلا عن خدمات الضيافة ليواصل مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في دبا الحصن دوره كمؤسسة تربوية شاملة لها دورها الرياضي بجانب دورها التعليمي والثقافي والأسري.
مشاركة :