واشنطن - (أ ف ب): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمائة على سلع صينية مستوردة بقيمة 50 مليار دولار، ما دفع الصين إلى الرد مباشرة لتصبح أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم على حافة حرب تجارية شاملة تخشاها الأسواق والصناعة. وتنفيذا لوعده بمعاقبة الصين التي يتهمها بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية، حذر ترامب في بيان من «رسوم اضافية، في حال ردت الصين بفرض رسوم على صادرات الولايات المتحدة من السلع والخدمات. ولكن على الاقل في البداية فإن الرسوم الجديدة لن تشمل كامل الخمسين مليار دولار من التجارة التي هدد بها البيت الابيض في مارس. وصرح الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر أمس الجمعة بأن الولايات المتحدة ستبدأ في تحصيل الرسوم على 818 سلعة صينية مستوردة بقيمة 34 مليار دولار ابتداء من 6 يوليو. وسيخضع الجزء الثاني المؤلف من 284 سلعة بقيمة 16 مليار دولار لعملية مراجعة اضافية، بحسب مكتب الممثل التجاري. وقال ترامب: «لا يمكن للولايات المتحدة السماح بعد الآن بخسارتنا للتكنولوجيا والملكية الفكرية من خلال ممارسات اقتصادية غير منصفة». وأضاف أن «هذه الرسوم ضرورية لمنع مزيد من النقل غير المنصف للتكنولوجيا والملكية الفكرية إلى الصين، وستحمي الوظائف الأمريكية». وردت الصين بسرعة وقالت انها فرضت رسوما «مساوية» على المنتجات الأمريكية. وقالت وزارة التجارة في بيان على موقعها الإلكتروني: «سنفرض على الفور رسوما مساوية وبنفس القوة»، داعية ايضا دولا اخرى إلى «القيام بتحرك جماعي (ضد) هذا السلوك الرجعي الذي عفا عليه الزمن». وأضافت ان «شن حرب تجارية لا يخدم المصالح العالمية.. والصين بكل تأكيد لا تريد حربا تجارية، ولكن في مواجهة السلوك الأمريكي البغيض والضار والقصير النظر، يجب على الصين فرض إجراءات مضادة قوية والدفاع بقوة عن مصالحها القومية ومصالح شعبها». يأتي الإعلان بعد أشهر من الدبلوماسية المكوكية بين بكين وواشنطن قدمت خلالها الصين عروضا لم تلق رضا ترامب بشأن خلل الميزان التجاري بين واشنطن وبكين. الا ان حملة ترامب هي واحدة فقط من مواجهاته التجارية التي فتحها على عدة جبهات مع جميع الشركاء التجاريين الكبار. وأثار ترامب غضب القادة الكنديين والمكسيكيين والأوروبيين الشهر الماضي بعد أن فرض رسوما عقابية على واردات الفولاذ والألمنيوم لحماية المنتجين الأمريكيين مما يصفه بالمنافسة غير المنصفة. ويقول مسؤولون أمريكيون ان بكين تسعى إلى الهيمنة الصناعية في التكنولوجيات الناشئة من خلال سرقة المعرفة الأمريكية من خلال النقل الاجباري للتكنولوجيا والقرصنة وغيرها من اشكال التجسس الصناعي. ويأتي الكشف عن قوائم السلع التي ستخضع للرسوم بعد مساعي شركات أمريكية تعتمد على صادرات معينة للحصول على اعفاء لبعض السلع، وهي العملية التي ستستمر عند بدء فرض الرسوم على الدفعة الثانية من السلع الصينية. وأقر مكتب الممثل التجاري بوجود مخاوف من ان يؤدي فرض الضرائب إلى زيادة الاسعار على المستهلكين. وقال المكتب ان «القائمة لا تشمل سلعًا يشتريها المستهلكون الأمريكيون بشكل كبير مثل الهواتف الخليوية أو اجهزة التلفزيون». وفي أبريل نُشرت لائحة أولية بنحو 1300 منتج صيني، وكان 70% من المواد المستهدفة من ثلاثة قطاعات، وخصوصا: مكونات مفاعلات نووية وأدوات كهربائية ومعدات بصرية. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على اللائحة النهائية مساء يوم الخميس بعد اجتماع في البيت الابيض مع مستشاريه التجاريين.
مشاركة :