أعلنت أبرز نقابات السكك الحديد في فرنسا تمديد إضرابات «ماراثونية» بدأت في نيسان (أبريل) الماضي، حتى تموز (يوليو) المقبل. وقال لوران بران، رئيس نقابة «سي جي تي شيمينو»، إن أعضاءها سيواصلون إضرابهم شهراً إضافياً، بعد موعد حددته النقابات لوقف الإضرابات في 28 الشهر الجاري. وأضاف: «سنواصل (الإضراب) في تموز. إلى متى وكيف؟ سنرى. لا مجال للتوقف وفق الخطة، ما دامت الحكومة حاولت فرض طرقها بالقوة». لكنه لفت إلى سعي نقابته الى إيجاد وسيلة تخفف أعباء الإضرابات، علماً أنه يستعد لاجتماع مع الحكومة والإدارة المعنية، لمناقشة اتفاقية عمل جديدة مع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد (أس أن سي أف). وأقرّ البرلمان الفرنسي الخميس خطة الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح الشركة المثقلة بالديون، ما حقق للرئيس نصراً في أزمة قارنها مراقبون بمعركة رئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر مع نقابات عمال مناجم الفحم، في ثمانينات القرن العشرين. كما فشلت النقابات في كسب تعاطف الرأي العام، إضافة إلى تراجع مشاركة عمال السكك الحديد، لتصل إلى 12,8 في المئة في الإضراب الأخير الأربعاء الماضي. وكانت نقابة «سي جي تي شيمينو» ونقابات أخرى بدأت حركة إضرابات متقطعة، منذ مطلع نيسان، احتجاجاً على خطة ماكرون، ما أثر سلباً في التنقل اليومي لـ4,5 مليون فرنسي. وتعترض النقابات على تجريد الموظفين الجدد من امتياز ضمان الوظيفة مدى الحياة والتقاعد المبكر، وعلى تحويل الشركة الوطنية إلى شركة مساهمة، ما تعتبره خطوة أولى نحو الخصخصة، على رغم نفي الحكومة. وفي سياق متصل، احتشد آلاف من المتقاعدين في باريس الخميس، للمرة الثالثة منذ انتخاب ماكرون، ونظموا مسيرة احتجاج على زيادات نسبتها 1.7 في المئة على ضريبة الدخل المستخدم لتمويل مدفوعات الرعاية الاجتماعية، يرون أنها تؤدي إلى تضرر القيمة الحقيقية لمداخيلهم. شارك المقال
مشاركة :