كشف رئيس قسم جراحة العظام بالمستشفى الجامعي بالخبر والحاصل على زمالة الكلية الملكية الكندية لجراحة العظام الدكتور عبدالله العمران، أنه تم قبول بحث أجراه مع الدكتور وليد البكر رئيس قسم الباطنة وزميل الكلية الملكية للأطباء بكندا والحاصل على الزمالة الأمريكية في الغدد الصماء، وذلك لقياس نسبة فيتامين (د) عند التوائم المتطابقين، وذلك بإرسال عينة للجهاز الحديث وأخرى للجهاز القديم، ثم قياس نسبة التطابق في النتائج بين العينتين لكلا التوأمين في الجهازين، وذلك بعمليات إحصائية علمية، وكانت النتيجة وجود فرق كبير في درجة الموثوقية ودرجة الاعتمادية على النتائج بين الجهاز ذي التقنية الحديثة والأجهزة ذات التقنيات القديمة، فبينما أظهرت الأجهزة ذات التقنيات القديمة تباينا كبيرا بين كل توأمين، أظهرت الأجهزة الحديثة تقاربا في النتائج بين كل توأمين، وهذا يدل على مصداقية الثانية، وذلك بسبب أن نسبة فيتامين (د) تحددها الوراثة بنسبة 85%. وقد أجريت الدراسة على مائة توأم متطابق (المجموع مائتان) تم الاتصال بهم حسب البيانات التاريخية الموجودة لدى المستشفى، ثم أُخذت عينتان من كل واحد وإرسال العينات للجهازين، ثم تم أخذ النتائج وإدخالها ببرنامج إحصائي، والذي أظهر تقاربا في النتائج بين كل توأمين في العينات التي تم فحصها بالجهاز ذي التقنية الحديثة، بينما أظهرت العينات التي أرسلت للأجهزة ذات التقنيات القديمة تباعدا كبيرا في النتيجة بين كل توأمين، وللعلم، فإن العينات التي فحصت بالجهاز ذي التقنية الحديثة أظهرت بالمتوسط نتائج أعلى من تلك ذات التقنيات القديمة، وذلك يؤكد -وبشكل علمي إحصائي قطعي- أن الأجهزة ذات التقنيات القديمة تشخص نقص فيتامين «د» لدى أشخاص طبيعيين، مما يتلوه علاجات لهم تكون مضرة على المدى الطويل. وقد حذر د. وليد البكر رئيس قسم الباطنة، ود.العمران رئيس قسم العظام بالمستشفى الجامعي المجتمع من وجود إفراط في تشخيص نقص فيتامين (د) وعزوا ذلك إلى استخدام الأجهزة ذات التقنية القديمة (التقييم المناعي الشبهي والإشعاعي، والربط البروتيني التنافسي، والتقييم الكيميائي الضوئي)، ولذلك كانت جامعة الدمام صاحبة السبق في كونها أول جهة في المملكة (بعد مختبرات السميات بوزارة الصحة) تجهز مركز البحوث بالجهاز ذي التقنية الحديثة، والذي بالرغم من ارتفاع تكلفته إلا أن جدواه الصحية أكبر بكثير، وذلك أن صحة المواطن لا تنازلات فيها. وقال د.العمران: إن التشخيص المبني على درجة الفيتامين بالدم هو مربط الفرس، فالجهاز الخاطئ يؤدي للتشخيص الخاطئ مما يؤدي للعلاج الخاطئ. وجاءت الدراسة التي قام بها العمران والبكر لأهمية موضوع فيتامين (د) في المملكة وانتشار تداول معلومات خاطئة ومضرة بين المجتمع، بل إن ممارسات بعض الأطباء غير صحيحة؛ كون بعضهم غير ذوي اختصاص وكون بعض الأجهزة غير دقيقة. وقال د.العمران: صحيح أن فيتامين "د" مهم لبناء العظم، وأن نقصه يؤدي إلى هشاشة العظام وضعف بعض العضلات، ولكن زيادته كذلك مضرة؛ كونه إذا أُخذ بجرعة عالية فإنه يترسب في الكبد ولا يستطيع الجسم التخلص منه بسرعة ويؤدي لارتفاع الكالسيوم بالدم وتصلب الشرايين وحتى تكلس عضلة القلب. وأضاف د.البكر: إن النقص الشديد يؤدي لنقص في المناعة ولمرض السكر عند الأطفال، بينما لم تثبت علاقته بأمراض البروستات والقولون وليس له علاقة بالحالة النفسية أو تساقط الشعر أو تأخر الحمل أو غيره من عشرات الأمراض التي ترتبط بنقص فيتامين (د)، وذلك بمجرد تزامن وجودها مع وجود نزول في مستوى فيتامين «د» لدى المريض، وناشد الأطباء إلى تحري الدقة في المعلومات التي تنقل للمريض. من جانبه، قال الدكتور وليد البكر استشاري باطنية وغدد صمّاء: إن أسباب نقص فيتامين (د) في المجتمع السعودي هي قلة التعرض للشمس والاستخدام المفرط لواقي الشمس عند السيدات وقلة أكل مشتقات الحليب والأجبان والبيض وانتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسمنة؛ لأنها تقلل من امتصاص الفيتامين من الجلد. وأوضح أن طرق علاج نقص فيتامين (د) انه من الفيتامينات التي تتجمع في الجسم عند زيادتها ولا يستطيع الجسم إخراجها بسهولة على عكس فيتامين (ب) بأنواعه وفيتامين (ج)، لهذا فالتشخيص الدقيق أساس العلاج، والذي يجب أن يكون بيد استشاريين متخصصين ذوي دراية وإلمام تام بالموضوع علميا وإكلينيكيا. وأشار الدكتور البكر إلى أن تصحيح فيتامين (د) عن طريق قطرات 45،000 وحدة أسبوعيا لمدة 8 أسابيع ثم يعاد التقييم أو حبوب 50،000 وحدة أسبوعيا لمدة 8 أسابيع ثم يعاد التقييم أو الحقن 300،000 وحدة حقنة واحدة ويعاد التقييم بعد 3 أشهر، ولا يفضل استخدام الحقنة إلا في حالات تحوير مسار المعدة ومشاكل الامتصاص، مؤكدا أنه بعد تصحيح فيتامين (د) بالجرعات العلاجية يتم إعطاء المريض جرعة وقائية بين 1000 - 1500 وحدة عالمية من فيتامين «د» وبعد الستين يحتاج 2000- 2500 وحدة عالمية. ووجه الطبيبان عبد الله العمران ووليد البكر رسالة إلى المجتمع تقول: "لا تقم بفحص فيتامين (د) إلا إذا كانت لديك أعراض، ثم لا تنسب الأعراض التي لديك إلى نقص الفيتامين إلا ما ثبت منها علميا، ويجب أن يكون الفحص والجهاز دقيقين، ولا يؤخذ فيتامين (د) دون إثبات النقص؛ لأن زيادته وتراكمه مضران، وعند التشخيص فيتم تعويضه بصورة دقيقة من قبل مختصين والتي تتم على مرحلتين: التعويض ثم الوقاية". وبنهاية الدراسة، أشار الدكتور العمران والدكتور البكر إلى أنهما قد قاما بالاطلاع على الدراسات العلمية والمحكمة بهذا الخصوص، ولتحري الدقة العلمية تم الرجوع لاجتماعات وتوجيهات الجمعية الأمريكية للغدد الصماء والجمعية الأمريكية لجراحي العظام والمعهد الوطني للصحة (الولايات المتحدة الأمريكية) والبحوث العلمية المحكمة والمنشورة لأصحاب الاختصاص في 2011 - 2014 وتم اعتمادها كمرجعية موثوقة، مثمنين جهود مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش على اهتمامه شخصياً والدعم اللا محدود لكل ما يهم مصلحة المرضى.
مشاركة :