تعيش أسرة تقطن مدينة الرياض حالاً من الضياع والشتات وفقدان الهوية بعد رحيل رب الأسرة، مخلفاً وراءه قضية «حقوقية» مازالت تدور رحاها في وكالة الأحوال المدنية في مدينة الرياض منذ 28 عاماً، ما تسبب في حرمان 22 فرداً من الأسرة من حق التعليم والصحة والحصول على فرص وظيفية، فيما تؤكد وكالة الأحوال المدنية أن والد الأسرة حصل على الهوية بطريقة غير شرعية. وأوضح المتحدث الرسمي للأحوال المدنية محمد الجاسر في تصريح إلى «الحياة»، أن هوية رب الأسرة سحبت منه قبل 30 عاماً بسبب شكوك في صحة الجنسية، مؤكداً أن المذكور حصل على الحفيظة بطريقة غير مشروعة. وبدوره أكد أحد أفراد الأسرة أن والده سعودي الأصل ومن مواليد جازان جنوب السعودية، وكان والده يحمل أول إثبات سعودي (حفيظة نفوس) قبل أن يتمكن فيما بعد من استخراج بطاقة الهوية الوطنية في شكلها الحالي. وتعود تفاصيل القضية، بحسب فواز البيشي أحد أفراد الأسرة أثناء حديثه إلى «الحياة»، إلى ما قبل ثلاثة عقود من الزمن بعد قيام رب الأسرة بإضافة ابن زوجته الأجنبية إلى دفتر العائلة الخاص به، قبل أن تكتشف الأحوال المدنية الخطأ الذي وقع فيه عائل الأسرة، وبعد إحالته إلى التحقيق من الأحوال المدنية انتهى به الأمر إلى السجن مدة عام، وتغريمه 100 ريال، إضافة إلى تعطيل هويته الوطنية، وبعد خروجه من السجن لم يمض طويلاً حتى توفي، ليعيش أبناؤه من بعده في رحلة إثبات الذات والبحث عن الهوية التي أخذت من حياتهم حتى الآن أكثر من 28 عاماً. وأوضح البيشي أنه بعد وفاة والده ومراجعتهم وكالة الأحوال المدنية في مدينة الرياض، وإشعارها بأن والدهم توفي، مطالبين بحل قضيتهم ليتمكنوا من استخراج إثبات الهوية، باءت محاولاتهم بالفشل. ولفت البيشي إلى أنهم منذ ذلك الحين لم يتمكنوا من إنهاء معاناتهم التي قضت على نصف حياتهم وتسببت في حرمانهم من أبسط الحقوق والواجبات، ومن أبرزها حق التعليم والصحة والزواج. وقال: «في كل مرة نراجع وكالة الأحوال للنظر في القضية يتم إعطاؤنا موعداً جديداً للمراجعة، وحين ينتهي الموعد المحدد نفاجأ بموعد آخر حتى مضت كل هذه المدة دون أية نتيجة». وبيّن العائل الوحيد لأسرته فواز البيشي أنه حاول جاهداً متابعة المعاملة لدى وزارة الداخلية وديوان المظالم، إلا أنه لم يسمح له بالدخول كونه لا يملك ما يثبت هويته ليدخل بموجبها، موضحاً أنهم لجؤوا إلى العمل حراس أمن برواتب متدنية جداً لتوفير ما يلزم للحياة.
مشاركة :