جدد وزير الداخلية الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني موقف بلاده الرافض لاستقبال سفن إنقاذ تابعة لمنظمات خيرية عاملة في البحر المتوسط. فقبل ستة أيام رفض سالفيني منح سفينة خيرية تحمل مهاجرين تم إنقاذهم حق الرسو في موانئ بلاده. تعهد وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الايطالي اليميني المتشدد، ماتيو سالفيني اليوم السبت (16 حزيران، يونيو 2018) بمنع سفن تابعة لجمعيتين خيريتين أخريين لإنقاذ المهاجرين من الرسو في موانئ بلاده. وكتب سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتشدد المناهض للهجرة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن الحظر ينطبق على جمعيتي "سي-آي" و"لايفلاين" الخيريتين الألمانيتين. وأضاف "يتعين أن يعرف هؤلاء الاشخاص أن إيطاليا لم تعد تريد التشجيع على عمليات الهجرة غير الشرعية، لذلك سيتعين عليهم إيجاد موانئ أخرى (غير إيطالية) للتوجه إليها". وتابع سالفيني أن المنظمتين غير الحكوميتين كانتا قد نشرتا سفنهما، قبالة الساحل الليبي، لانتشال "مجموعة من البشر، تخلى عنهم مهربون (في البحر)". وغردت جمعية "لايفلاين" على تصريح الوزير الايطالي بتعليق ساخر قائلة "عندما يمنحنا الفاشيون دعاية..". وكانت المنظمة غير الحكومية قد أشارت أمس الجمعة في تغريدة لها على موقع (تويتر) إلى أن قاربها يتمركز قبالة الساحل الليبي وشارك في إنقاذ 118 شخصا. وكان المهاجرون، من بينهم 14 امرأة وأربعة أطفال ورضيع، على متن قارب مطاطي يواجه محنة وساعدتهم جمعية "لايفلاين" على الانتقال إلى سفينة الشحن السنغافورية، "فيكينغ أمبر". وكانت سفينة تابعة للبحرية الامريكية موجودة أيضا في الموقع، لكن طبقا لجمعية "لايفلاين" الخيرية، أمر خفر السواحل الايطالي بوضع المهاجرين على متن سفينة الشحن، المتجهة إلى ميناء مصراتة الليبي. وقال اليكس ستير من جمعية "لايفلاين" في بيان عبر البريد الإلكتروني "إننا قلقون للغاية بأن يتم إعادة المهاجرين إلى ليبيا، بعد إنقاذهم من خلال السفينة فيكينغ أمبر". وقبل ستة أيام، رفضت إيطاليا منح سفينة "أكواريوس" حقوق الرسو في موانئها، وتلك السفينة تشغلها المنظمتان الخيريتان "إس.أو.إس ميديتيراني" الفرنسية الالمانية الإيطالية و "أطباء بلا حدود". وبعد أن طردت مالطا أيضا السفينة، تم السماح للسفينة بالرسو في إسبانيا واضطرت لأن تقطع رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر إلى مدينة فالينسيا، حيث من المتوقع أن ترسو يوم الأحد المقبل. وكشفت قضية السفينة "أكواريوس" عن انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، حول سياسات الهجرة وأحيت دعوات لإصلاح قواعد الاتحاد الاوروبي الخاصة بالهجرة واللجوء، على ضوء قمة للاتحاد الأوروبي من المقرر أن تعقد أواخر حزيران/يونيو الجاري. على صعيد آخر، اعلنت أجهزة الإنقاذ الإسبانية وفاة أربعة مهاجرين وإنقاذ قرابة 700 آخرين أمس الجمعة قبالة سواحل جنوب إاسبانيا قبل يومين من وصول سفينة "اكواريوس" إلى فالنسيا كما هو مقرر. وقال المتحدث باسم الأجهزة إن هؤلاء المهاجرين كانوا في منطقة مضيق جبل طارق وبحر البوران بين المغرب وإسبانيا، حيث "كانت الرؤية سيئة للغاية". وتم إنقاذ ما مجموعه 682 مهاجرا على متن 62 زورقا كما عثر على أربعة لقوا حتفهم خلال هذه العمليات. يشار إلى أنه ومنذ بداية العام، وصل أكثر من 9300 مهاجر إلى شواطئ إاسبانيا، البوابة الثالثة إلى أوروبا بحراً بعد إيطاليا واليونان، وفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة. وتضاعف هذا الرقم مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تضاعف عدد الوفيات خلال العبور أربع مرات: 244 حالة وفاة حتى 10 حزيران/يونيو، مقابل 61 العام الماضي خلال نفس الفترة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.أ/أ.ف.ب)
مشاركة :