نعى محمود عبدالغفار، أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة، رحيل الدكتور سيد البحراوي، حيث قال خسرنا أستاذًا صاحب منهج مختلف في التدريس، وإنسانًا استثنائيًا فكان مطّلعًا بشكل كبير على الكتابات الأدبية لجميع الكُتاب والمؤلفين، وكان محبًّا للقراءة حتى في آخِر لحظات حياته وكان متابعًا جيدًا، خاصة للكتاب الشباب، وخصص البحراوي السنوات الأخيرة في الكتابة عن سيرته الذاتية والأشخاص الذين عرفهم". وأضاف عبدالغفار، وهو أحد تلامذة الدكتور سيد البحراوي، في تصريحات خاصة، لـ"البوابة"، "أن الدكتور كان يرى أن الجامعة لا يمكن أن ترتقي إلا بوجود أساتذة مخلصين، وأن تكون مواقفهم واضحة، وهدفهم الأساسي هو العلم وصالح الطلاب، ولهذا لم يدخل البحراوي أي صراع خاص بالمناصب الإدارية أو يتم ترشيحه كعميد أو وكيل أو يذهب لأي منصب آخر باستثناء رئاسة القسم فقط، فكان لا يشتبك مع أحد ولا يحب التنافس حتى لا يتم تعطيله عن مشروعه الأدبي والعلمي، وهذا ما جعل بعض الكُتاب والأساتذة في المغرب العربي وشمال أفريقيا ينشطون لكتابة مؤلف نقدي عن مؤلفات الدكتور سيد البحراوي وإسهاماته العلمية والأدبية قبل عدة سنوات". وتابع: "وأن الدكتور سيد البحراوي له مبدأ آخر وواضح فكان لا يحب تقديم أي من مؤلفاته للحصول على جائزة في المسابقات المختلفة أو التنافس على الجوائز، حيث كان يرى أن التحكيم يدخله جوانب أخرى غير العلمية، وأن الدخول في مثل هذه المنافسات يقوم بتعطيل الأديب أو المثقف عن استكمال مسيرته وتتسبب في انشغال تفكيره حول الجائزة والتنافس، وهذا ما تعلمته منه حينما قمت بالدخول في إحدى الجوائز العلمية وخسرت، وكانت نصيحة الدكتور سيد وقتها وأنا مقرر عدم الدخول في هذه الدائرة مرة أخرى". وعن علاقته بطلابه قال: "الدكتور سيد البحراوي كان صاحب مدرسة جديدة في التدريس فكان يقوم بمشاركة الطلاب في المحاضرة، وهو أول من سمح بدخول الأدباء والمثقفين للجامعة لمناقشة أعمالها، فكان يترك كرسيه لطلابه حتى يعرضوا ما قاموا بتحضيره وهو يقوم بالتعليق على ما قدموه، فأتذكر وأنا طالب بالسنة الرابعة عام 95 فقام الدكتور سيد البحراوي بإحضار الدكتورة لطيفة الزيات لمناقشة رواية الباب المفتوح، والتي أبهرت بالمستوى النقدى للطلبة وقتها حيث قالت إنها رأت أشياء في الرواية لم تكن تراها من قبل، وهذا ما يتبعه معظم تلامذة الدكتور سيد الآن، فنحن ندين للدكتور سيد بالكثير، سواءً على المستوى العلمي أو الإنساني فمواقفه الإنسانية مع طلابه لا تُنسى فكان بمثابة الأب لكل تلامذته". واختتم بأن أساتذة قسم اللغة العربية يدرسون بعض المقترحات بخصوص الدكتور سيد البحراوي، ومنها أن يكون الدكتور سيد البحراوي محورًا للمؤتمر السنوى للقسم أو يتم إطلاق اسمه على إحدى قاعات التدريس؛ وذلك لقيمته الأدبية والنقدية".
مشاركة :