تبدأ ألمانيا حملة الدفاع عن لقبها بطلة لكأس العالم اليوم الأحد، في لقاء ربما يكون الأصعب لها بتاريخ بدايتها للبطولة في دور المجموعات، عندما تواجه المنتخب المكسيكي الأكثرة قوةً وفتكاً في قارة الكونكاكاف، على ملعب لوزينكي في العاصمة الروسية موسكو. وسيطر منتخب الماكينات الألمانية بشكل خارق على منافسات دور المجموعات منذ بطولة عام 1994، إذ حقق رقما قياسياً من خلال الفوز في 13 مباراة والتعادل في 4 مباريات أخرى وخسارة وحيدة فقط، بينما يظهر المكسيكيون دائما في بطولات كأس العالم بمستوى لا يرتقي إلى طموحات المنتخبات العريقة، إذ تعد المكسيك البلد الأكثر مشاركة في المونديال لكن دون تحقيق اللقب. ويهدف المانشافت الألماني الى أن يكون أول منتخب يحافظ على لقبه بطلا لكأس العالم -بعد أن فعل ذلك البرازيليون عام 1962-، وسيطر أبناء المدرب يواكيم لوف بشكل مطلق على جميع المنتخبات في التصفيات المؤهلة لروسيا 2018، ولم تكن المباريات الودية الاستعدادية ما قبل البطولة بالمستوى المطلوب، إذ حقق الألمان فوزا واحدا من أصل ست مباريات جاء في المباراة الأخيرة أمام المملكة العربية السعودية والتعادل في ثلاث مباريات أخرى أمام انجلترا وفرنسا واسبانيا على التوالي والخسارة أمام راقصو السامبا أولا ثم السقوط غير المتوقع أمام النمسا. أما منتخب التري كولر «المكسيك» فيبدو كنظيره الألماني الأقوى والأفضل في التصفيات الخاصة بقارته، كما أظهر مستوى جيدا في المباريات الودية الاستعدادية لبطولة كأس العالم من خلال الفوز في آخر ثلاث مباريات من أصل ست جاءت على البوسنة والهرسك وآيسلندا وأسكلتندا، وتعادل وحيد أمام ويلز -المنتخب الذي لم يتأهل للمونديال الروسي- وخسارة أمام كرواتيا والدنمارك. ورغم اسبتعاد الألمان لعدد من أبرز اللاعبين عن هذه المونديال، لعل أبرزهم ماريو غوتزه -صاحب هدف الفوز على الأرجنتين الذي أهدى مونديال 2014 لألمانيا- وليروي ساني نجم مانشستر سيتي، إلا أن المنتخب يملك لاعبين يتمتعون بالمواهب التي لا حدود لها، القادرة على الدفاع عن لقبها والحفاظ عليه. أما المنتخب المكسيكي مع أنه يتمتع بالخبرة اللازمة للمشاركة في مثل هذه البطولة، إلا أن النحس الذي يلازمه منذ عقود عديدة لم يسمح له أبدا بالعبور الى الدور ربع النهائي، وقد يجد صعوبة أيضا في تخطي هذه المجموعة بوجود السويد التي أقصت ايطاليا من كأس العالم، وكذلك منتخب كوريا الجنوبية الذي يملك أحد أفضل اللاعبين في القارة الآسيوية. وفي مباراة ثانية، سوف يسعى راقصو السامبا البرازيليون الى استعادة الأمجاد الضائعة منذ بطولة عام 2002 وخطف اللقب السادس في تاريخه، ليثبت أنه زعيم العالم بلا منافس عندما يواجه المنتخب السويسري الذي أثبت أنه منافسة صعب، وذلك على أرضية استاد روستوف أرينا. وسيعمل نيمار ورفاقه على محو ذكريات بطولة 2014 الشهيرة بالسقوط المدوي المذل أمام مانشافت ألمانيا بسبعة أهداف دون رد، في أسوأ مستوى قدمته الكرة البرازيلية على مر تاريخها. وقدم المنتخب البرازيلي في التصفيات أقوى أداء له بقارة أمريكا الجنوبية، وقد تسهم عودة نيمار من الإصابة في قيادة راقصي السامبا نحو منصات التتويج من جديد، خصوصا في ظل سعي نجم باريس سان جيرمان الى تقديم مستوى خارق من أجل الفوز بجائزة الكرة الذهبية للاعب الأفضل في العالم وكسر هيمنة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي عليها منذ ما يقرب عشر سنوات. ويتطلع منتخب سويسرا الذي قدم أداء مميزا في التصفيات الى عبور دور المجموعات، وستكون المهمة صعبة في مجموعة تضم الى جانب البرازيل كلا من كوستاريكا وصربيا، وسيعتمد أبناء المدرب فلادمير بيتكوفيتش على موهبة كل من جرانيت تشاكا وشاكيري من أجل العبور إلى الدور ثمن النهائي، وسيعتمد هذا بشكل مطلق على عبور كوستاريكا وصربيا، في ظل صعوبة المهمة وربما استحالتها أمام البرازيل. محمد الفواز
مشاركة :