تعد الكليتان من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، تساعد الكلية على تنقية الدم وتخليص الجسم من السموم، والتحكم في ضغط الدم والسوائل فيه، وعندما تتعطل وظائف الكلى تتجمع المخلفات والسوائل في الجسم، مما يؤدي إلى تورم القدمين والتقيؤ والضعف العام والأرق وضيق التنفس، ومع تطور المرض وعدم العلاج قد تتوقف الكليتان عن العمل تماما، وهذا من الخطورة بمكان، حيث يمكن أن يهدد الحياة.من أهم وظائف الكلى المحافظة على توازن الماء والأملاح في جسم الإنسان، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والفسفور في الدم، والتخلص من مخلفات الهضم والنشاطات العضلية والسموم وبعض الأدوية والعقاقير. كما تقوم الكلى بإنتاج إنزيم الرينين، والذي يعمل على المساعدة في التحكم بضغط الدم، كما أنها تنتج مادة كيميائية تسمى الاريثروبويتينو التي تعمل كمولد للدم، وهي المادة التي تساهم في تصنيع كريات الدم الحمراء، إضافة إلى أنها تصنع الشكل النشط من فيتامين«د» والذي يساهم في صحة العظام. الفشل الكلوي الحاد عندما تتوقف الكلية عن العمل فجأة، فإن تلك الحالة تسمى علمياً بالفشل الكلوي الحاد، ومن أسبابها الرئيسية عدم وصول كمية كافية من الدم للكليتين، ويحدث ذلك في حالات الإصابة الشديدة والنزيف، حيث يفقد المصاب كميات كبيرة من الدم، وبالتالي تقل كمية الدم في الجسم، ولا يصل بكميات كافية إلى الكلى، كما يحدث ذلك في حالات فقدان السوائل الشديدة. ومن أسباب فشل الكلى الحاد الضرر المباشر الذي يلحق بهما نتيجة النشاط العضلي المفرط وعدم شرب الماء، وبالتالي تزيد كميات البروتين الناتج من العضلات في الدورة الدموية ويترسب في الكليتين، مسببا فشل الوظائف، كذلك الالتهابات الحادة التي تسبب تسمم الدم، وبالتالي تؤثر على وظائف الكلى، وتناول الأدوية والعقاقير الطبية بصورة مفرطة، ومضاعفات الحمل والولادة مثل تسمم الولادة وارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل. ويمكن أن يحدث الفشل الكلوي الحاد نتيجة احتباس البول بسبب حصوات الحالب أو تضخم البروستاتا وأمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم الكليتين. الأمراض المزمنة عندما تتوقف الكليتان عن العمل بصورة جيدة لمدة 3 أشهر أو أكثر، يسمى ذلك بمرض الكلى المزمن، وقد لا تظهر أية أعراض في المراحل الأولى للمرض، ويعتبر داء السكري بنوعيه الأول والثاني، وارتفاع ضغط الدم من عوامل الخطورة الشائعة، فمع مرور الوقت قد تؤذي مستويات السكر المرتفعة أنسجة الكلى، كما يؤذي ضغط الدم المرتفع الأوعية الدموية بما في ذلك الأوعية المغذية للكليتين. ومن الأسباب الأخرى لأمراض الكلى المزمنة، الالتهابات الفيروسية المزمنة، مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي «ب» و«ج» والأمراض المناعية المزمنة مثل الذئبة الحمراء، كما تسبب التهابات المسالك البولية والتهابات الكلى المتكررة الضرر بأنسجتها بسبب الندبات التي تبقى بالكلية حتى بعد شفاء الالتهاب، ويمكن أيضاً أن يؤدي تكيس الكلى الوراثي إلى أمراض الكلى المزمنة، حيث توجد أكياس مليئة بالسوائل في الكليتين مما يؤثر سلباً على وظائفها.يولد بعض الأطفال بتشوهات خلقية في الجهاز البولي، ومن أكثرها شيوعاً خلل وظائف الصمام الذي ينظم عمل المثانة، وهو ما يسبب احتباس البول وإرجاعه مرة أخرى للكل، مؤدياً إلى الضرر بوظائفها، بيد أنه يمكن إصلاح هذه التشوهات عن طريق العمليات الجراحية، كما يمكن التعرف عليها أثناء وجود الجنين داخل بطن الأم. ويسبب التناول المفرط للأدوية لفترات طويلة وخاصة مضادات الالتهاب ومسكنات الألم مثل الايبوبروفين وغيرها من العقاقير المشابهة أمراض الكلى المزمنة، إضافة إلى أسباب أخرى تتمثل في التعرض للسموم والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق وإدمان المخدرات، والذي يعد من الأسباب الشائعة. الأعراض والعلاج قد لا تظهر في بداية المرض أية أعراض، ولكن مع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التقيؤ وزيادة عدد مرات قضاء الحاجة أو قلتها، وتورم القدمين والوجه، خاصة المنطقة المحيطة بالعينين، كذلك قد يشعر المريض بالإعياء وضيق التنفس وفقدان الشهية والأرق وفقدان الوزن وجفاف الجلد والحكة، ويعاني الطفل المصاب بمرض الكلى المزمن فقدان الشهية والخمول وعدم النمو. يهدف علاج الحالات المزمنة خاصة إلى إبطاء المرض وتقليل تلف أنسجة الكلى، وبالتالي ضمان وظيفتها لأطول فترة ممكنة، ففي البداية يجب معرفة السبب وراء مرض الكلى، ومن ثم تتم المعالجة بناء على ذلك، حيث توجد العديد من الخيارات العلاجية ابتداء بالأدوية وتعديل النظام الغذائي وأسلوب الحياة، انتهاء بغسيل الكلى، وفي مراحل متقدمة تكون زراعة الكلى هي الملاذ الأخير. وتستخدم الأدوية المدرة للبول بأنواعها مثل الليزينوبريل ولوزارتان، فلها دور فاعل في التحكم بضغط الدم، وتمنع نزول البروتين إلى الكلى، مما يحافظ على أنسجة الكلى ووظائفها، وقد يحتاج المريض إلى تناول بعض الأدوية المحتوية على الأريثروبويتين لعلاج الأنيميا.ينصح الخبراء بتجنب بعض مسكنات الألم مثل الأسبرين والايبوبروفين وغيرها، إضافة إلى مضادات الحموضة بأنواعها المختلفة، كما يجب إخطار الطبيب بنوع الأعشاب أو المكملات الغذائية إن وجدت. ويعتبر النظام الغذائي من العوامل المهمة في العلاج، حيث يجب التقليل من الملح والبروتين والبوتاسيوم والفوسفيت، وفي بعض الحالات قد ينصح الطبيب بتقليل كمية الماء، وقد يحتاج بعض المرضى في بعض الحالات إلى تناول بعض أنواع المكملات الغذائية والفيتامينات، مثل فيتامين «د» والكالسيوم.وإذا كان المريض يعاني ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري إضافة إلى أمراض الكلى، فعندئذ يجب تغيير النظام الغذائي بناء على ذلك، ففي حالة السكري يجب اختيار نوعية وكمية الغذاء المناسبة لجعل مستويات سكر الدم مستقرة على مدار اليوم، ويجب أيضا تقليل كمية ملح الطعام في حالة ارتفاع ضغط الدم المزمن، وعندما تعجز الكلى عن القيام بوظائفها حتى مع النظام الغذائي والعقاقير، عندئذ يصبح غسل الكلى ضروريا، حيث يعتبر الغسيل الدموي أحد الخيارات الشائعة، وتستخدم آلة بها العديد من الفلاتر لتصفية الدم ومن ثم إرجاعه مرة أخرى للجسم، ويمكن أن تتم هذه العملية بمراكز غسل الكلى أو حتى بالمنزل، وذلك بعد تدريب المريض أو مقدم الرعاية. كما يوجد نوع آخر يسمى الغسيل البريتوني، ويستخدم الغشاء البريتوني والذي يبطن تجويف البطن لتصفية الدم، مع العلم أن كلا النوعين ينطوي على إيجابيات وسلبيات ومضاعفات مثل العدوى وغيرها، فيجب على المريض والطبيب مناقشة النوع الأفضل بناء على الحالة الصحية.تعد زراعة الكلى من الخيارات المتاحة خاصة في الحالات المتقدمة من المرض ويمكن لأفراد العائلة التبرع للمريض بالكلى، ولكن يجب أن تتطابق الأنسجة لضمان نجاح العملية، كما يمكن أخذها من أحد المتبرعين بالأعضاء بعد وفاته. كما يعتمد نجاح الزراعة كذلك على العمر والحالة الصحية للمريض.
مشاركة :