«التهاب التأمور» مرض حساس يمكن التعايش معه

  • 6/17/2018
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

هو مرض يصيب تأمور القلب، ويعرف تأمور القلب على أنه نوع من أنواع الغشاء النسيجي، أي أنه كيس رقيق الجدران يحيط بالقلب فيغلفه من الخارج، إضافة إلى قسم من الأوعية الدموية الكبيرة التي تدخل إلى القلب أو تخرج منه، ويحول هذا الغشاء دون احتكاك القلب مع ما يجاوره، وهو ما يمنع بدوره احتكاك طبقتي التأمور فيخفف بذلك الضرر الناجم عن الاحتكاك. يتألف التأمور من طبقتين رئيستين، تكون هذه الطبقتين متلاصقتين وتتخللهما كمية قليلة من السائل بحجم 15-50 ملم، تسمى الطبقة الأولى بالتأمور الليفي، وهي الطبقة الخارجية، وتتكون من نسيج ليفي يحمي القلب ويثبته في التجويف الصدري.تعرف الطبقة الثانية بالتأمور المصلي، والتي تنقسم بدورها لطبقتين أخريين، فعدا عن تثبيتها للقلب في القفص الصدري وحمايته من الاحتكاكات القاسية من الأعضاء المحيطة به، يعمل تأمور القلب على منع انتشار الأمراض التلوثية والأورام، كما أنه يقيد حركة القلب ويمنع الاندفاع الزائد في حال الانقباض القوي، ويمنع تحول القلب والأوعية الدموية من مكانهم الطبيعي. وعلى الرغم من وظائف التأمور الرئيسية، إلا أن بعض الدراسات أظهرت إمكانية العيش بدونه، نظراً لوجود حالات تمتاز فيها عيوب خلقية، فيولدون بدون تأمور القلب ويعيشون حياتهم بصورة طبيعية. أعراض التهاب التأمور تتمثل أولى أعراض التهاب التأمور في ألم حاد وسط القفص الصدري أو في الجهة اليسرى منه، وغالباً ما تزداد وتيرة الألم عند الاستلقاء أو الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف، وقد يزداد الألم مع النفس العميق، وذلك نتيجة تحرك القلب داخل الغشاء الملتهب، وقد يمتد الألم إلى الظهر أو الرقبة. وتتمثل الأعراض الأخرى لتأمور القلب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يصاب المريض بقشعريرة وضيق في التنفس، وقد يعاني صعوبة في البلع والتعرق المفرط وسعال غالباً ما يوصف بالجاف، كما يصاحب هذه الأعراض الشعور بالتعب.تظهر الأعراض بشكل تدريجي إذا ما كان التهاب تأمور القلب مزمناً لدى المريض. وفي حال كانت ناتجة عن عدوى فيروسية، فإنها تظهر بصورة فجائية وحادة، وغالباً ما تظهر على شكل أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا قبل 7 - 10 أيام من ظهور أعراض التهاب التأمور. أسباب التهاب تأمور القلب هنالك العديد من العوامل والمسببات التي ينتج عنها التهاب الغشاء النسيجي الذي يحيط بالقلب، وقد تتمثل تلك المسببات بعدوى أو تلوثات فيروسية، والتي غالباً ما تكون السبب الأبرز في معظم الحالات، أو قد تكون نتيجة الإصابة بمرض السل أو مرض متلازمة الأيض كالسمنة والوزن الزائد أو قد يكون نتيجة احتشاء عضلة القلب أو الفشل الكلوي، وقد تكون الأمراض المناعية الذاتية هي المسبب الرئيسي. وقد يتمثل العامل الرئيسي للالتهاب الإصابة بفيروس العوز المناعي المكتسب أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء.وقد يكون تصلب الجلد هو السبب الأبرز، أو التهاب الفقار المقسط أو التهاب الأمعاء أو قصور الغدة الدرقية أو إصابات الصدر المختلفة. وتتمثل المسببات كذلك في بعض الأورام والأمراض الوراثية خاصة التهاب الأغشية المصلية الدوري، كما يمكن أن يظهر التهاب التأمور كجانب عرضي للعلاج بالأشعة أو كآثار جانبية لبعض الأدوية، خاصة تلك التي تعمل على تثبيط المناعة. وفي بعض حالات التهاب غشاء القلب النسيجي يكون السبب غير معروف، فتدرج هذه الحالات تحت الأمراض مجهولة المنشأ أو السبب. تشخيص الالتهاب تتمثل أولى الخطوات التشخيصية بالفحص السريري، حيث يعتمد الطبيب المختص على سماع صوت الاحتكاك التأموري فتؤخد كدلالة قوية على وجود التهاب تأمور القلب، ويمكن تشخيص التهاب الغشاء النسيجي للقلب عن طريق تصوير القفص الصدري، ويتم اعتماد هذه الأجزاء عند تراكم كميات كبيرة من السوائل، فتتخطى بذلك حجمها الطبيعي لتصل لأكثر من 250 سم مكعب، وقد يخضع المريض لتخطيط كهربية القلب والتصوير بالأشعة السينية، وذلك للكشف عن وجود أي احتمال لتضخم القلب، ويمكن أن يخضع المريض للتصوير بالموجات فوق الصوتية، حيث إنها تعتبر الوسيلة الأكثر دقة في الكشف عن وجود التهاب تأمور القلب. ومن الإجراءات التشخيصية الأخرى الخضوع لتخطيط صدى القلب وفحص بزل التأمور، وهو فحص ينطوي على إدخال إبرة معقمة في الغشاء بغرض استخراج بعض السوائل الموجودة في التجويف بغرض الفحص الدقيق بدقة، ويمكن تكرار فحص التأمور كلما تطلب الأمر ذلك.تؤدي متابعة حجم السائل في التجويف على نحو مكثف إلى اكتشاف حجم المخاطر الذي قد يتعرض لها المريض، كما يمكن اعتماد فحوص الدم المخبرية التي من شأنها الكشف عن وظائف القلب، واحتمالات التعرض لنوبة قلبية، كما أنها تفيد في الكشف عن وجود التهاب تأمور القلب، وذلك من خلال الكشف عن ارتفاع معدل ترسبات كريات الدم الحمراء وارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن فحص الدم المخبري يفيد في حالات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. العلاج يعتمد علاج التهاب تأمور القلب على مسبب المرض في المقام الأول، لذلك فإن أولى خطوات العلاج تتمثل في تحدد العامل المسبب، فعلى سبيل المثال، إذا ما تم الكشف عن وجود ورم في تأمور القلب، يتعين على الطبيب المعالج أن يحدد المنشأ الأولي للمرض، وفي حال كان السبب في ذلك داء السل، فعندها يتم إعطاء علاج مضاد للسل للسيطرة على الأعراض الناجمة عنه. وقد تستخدم أدوية مضادة للالتهاب، حيث إنها تعتبر الأكثر فاعلية في علاج مشاكل الالتهاب على اختلافها، وهو ما يفسر أن معظم مرضى التهاب تأمر القلب يستجيبون بشكل جيد لعلاج مضاد التهاب، خصوصاً أولئك المصابين بالالتهاب الفيروسي أو الالتهاب مجهول السبب، ويأتي الأسبيرين على رأس القائمة، ويتبعه بعد ذلك أدوية أخرى كنابروكسين وايبوبروفين، وقد يعتمد الطبيب المعالج الكولوشيسن أو قد يعتمد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.كذلك قد يتم وصف أدوية من نوع الستيرويدات في بعض الحالات، حيث يوصى باستخدام الستيرويدات فقط للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية المضادة للالتهاب أو المرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة الحمراء. أما إذا كانت العدوى البكتيرية هي العامل المسبب للمرض، فقد يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية.وأخيراً، قد يلجأ الطبيب إلى استخراج سائل تأمور القلب، وذلك إذا ما أظهر فحص الصدى عن وجود كميات متوسطة أو كبيرة من السائل، فيتم استخراج السائل بغرض التشخيص والعلاج، فيتم التخلص من السوائل الزائدة والمتراكمة عن طريق القسطرة وذلك كإجراء علاجي. أو قد يرسل الطبيب المعالج السائل إلى المختبر لتحديد معادلة خلايا الدم وتركيز البروتينات وداء السل وبعض الفحوص المجهرية، وذلك كإجراء تشخيصي. وفي حال تراكم السائل من جديد على نحو متكرر، خصوصاً في حالات الأورام، فيمكن عندها حقن أدوية إلى جوف تأمور القلب، وهي الأدوية التي تؤدي إلى ما يعرف بالاستبدال الجزئي لتأمور القلب، وهو ما يمنع تراكم السوائل المتكرر.ما هي مضاعفات التهاب تأمور القلب في حال إهمال علاجه؟تتمثل المضاعفات التي قد تنتج عن التهاب تأمور القلب باندحاس التأمور، وهي حالة تحدث عندما تزداد كمية السائل في تأمور القلب بشكل كبير وبوتيرة سريعة، فتحيط بكافة تجاويف القلب مما يصعب عملية امتلاء القلب، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة أدائه بشكل سليم، فينتج عن ذلك انخفاض حاد في ضغط الدم، ويصاحب هذا الانخفاض ضيق في التنفس وتعرق مفرط. وقد تستدعي تلك الحالة إجراءً علاجياً طارئاً يتمثل في إدخال إبرة معقمة في الحد السفلي من عظمة القفص الصدري.وقد تتمثل المضاعفات الأخرى في التهاب التأمور المضيق، وهي حالة طبية مرضية تتميز بتشكل زائد للنسيج الليفي وزيادة في سمكه، مما يضعف عمل القلب ويقلل من قدرته على العمل بشكل طبيعي، وتتجلى أبرز أعراضه في التعب والإرهاق، وقد يشعر المريض بالضعف العام، مع الشكوى المستمرة من انتفاخ البطن وصعوبة في التنفس وتورم الساقين.

مشاركة :