استمرار السجال بين «الوطني الحر» و «التقدمي»

  • 6/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بقي التوتر في الوضع السياسي اللبناني في الواجهة على رغم عطلة عيد الفطر المبارك، على خلفية تغريدة لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قال فيها إن «مصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة». وأكد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال النائب مروان حمادة ردا على سؤال لـ «لبنان الحر» عن موعد توقف التراشق بين «اللقاء الديموقراطي» و «لبنان القوي» أنه «عندما يقتنع التيار الحر بأنه ليس أحادياً في البلد ولا يعيش خارج نطاق النظام البرلماني، فنحن لسنا في نظام رئاسي وعائلي وإذ ذاك لا مشكلة. ولكن إذا استمروا في التعدي الكلامي على كل البيئة الطيبة المتصالحة في الجبل والتي تأكدت في الانتخابات عبر تحالفنا مع القوات الذي لم يعجبهم طبعاً، إذا احترموا هذه الأمور فإن كل شي سيعود إلى ما يرام». وعما إذا كانت الجرة كسرت، قال: «الجرة التي يعتقد الشخص انه يحتكرها ومعبأة بآرائه وخياراته ومصالحه ولا مكان لفريق آخر، فالجواب ليس عندنا بل عند الناس»، متهماً «رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل بأنه خاطف لمعظم مفاصل الجمهورية». وأكد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور «أننا في الحزب التقدمي لم نكن نبحث عن أي سجال مع أي فريق سياسي في البلاد، وكنا نقول رأينا ونعبر عن قناعاتنا التي لا تزال هي هي ولم تتغير، ونحن لا نريد إلا أن نساعد الرئيس سعد الحريري في جهوده لتأليف الحكومة». ورأى أنهم «قالوا قولاً سياسياً وتم الرد عليه بسلسلة من الشتائم الذي لا تعبر عن مواقف سياسية بقدر ما تعبر عن أمور أخرى لا أعتقد أنها تسيء إلا إلى أصحابها وإلا لمن أطلقها». وقال: «بالنسبة لوليد جنبلاط قناعاته لا تزال هي هي، وموقفه هو هو، والأمر بالنسبة إلينا انتهى ولا مزيد لدينا من الوقت لإضاعته على هذا الموضوع». ولفت إلى «أننا في انتظار أجوبة المسؤولين عن نتائج التحقيقات في مرسوم التجنيس». ورد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب، على ما أسماها «الافتراءات التي صدرت عن بعض الأقوياء»، ببيان قال فيه: «أردنا إنقاذ الدولة فانتخبنا العماد ميشال عون رئيساً وإذا بنا في عهد الوزير جبران. يركب التحالفات واللوائح ويعقد الصفقات ويعين السفراء والقناصل ويمنح الجنسية، وإذا انتقدنا قامت الدنيا ولم تقعد». وأضاف: «قال وليد جنبلاط الجبل ومصالحته خط أحمر ومد يده، فذهبتم في الاتجاه المعاكس وعقدتم تحالفاً هجيناً، لكن الجبل قال كلمته. «ركب كتلة» لا تقوم «على قوس قزح». والكلام عما يدور من صفقات يملأ الصالونات». وقال: «لبعض من انتقد: تطاول الصغار على الكبير لا يصنع منهم حجماً، ولن يؤمن لهم موقعاً أو حقيبة، فقدر صغار النفوس أن يبقوا مكانهم. اللهم انقذ لبنان وحصّن هذا الوطن من هذا الأداء وسياسة من ليس معنا هو ضدنا». وأكد مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس لمحطة «أل بي سي» أن «موقفنا من العهد لا علاقة له بزيارة رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى السعودية»، لافتاً إلى أن «العلاقة مع المملكة تعود إلى أيام المعلم كمال جنبلاط مروراً بوليد جنبلاط وستستمر مع تيمور جنبلاط»، مؤكداً أن «المملكة تريد الاستقرار والتسريع في تأليف الحكومة». الصراف وتويني وحسين في المقابل، رد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف على جنبلاط، مؤكداً أن «رئيس الجمهورية هو رمز وحدة لبنان وأي كلام من أي مرجع ينافي مبدأ الوحدة الوطنية هو مرفوض ويعتبر قريبا من الخيانة». وسأل: «لماذا نشهد احتراماً وتقديراً لرئيس الجمهورية في كل دول العالم ما عدا في بلادنا؟ وما هي المصلحة أن نتهجم على علمنا وأملنا؟ بل ما هي المصلحة بأن نجلد أنفسنا؟». وغرد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، قائلاً: «رئيس الجمهورية، يبقى أمل الناس وأهل الخير والشرفاء. إن العهود السابقة منذ الاستقلال بغالبيتها أنتجت خنوعاً أمام العدو في ضعفها وإرادتها المكبلة وانجرافاً في حروب أهلية ناتجة عنها أو خارج إرادتها، وهذا مثبت لدى الجميع، فويلات حروبنا وقتل أنفسنا لن تعاد». وأضاف: «ليتنا اليوم نعيد الحق إلى أصحابه ونعيش مجدداً مرفوعي الرأس بإرادتنا الوطنية الحرة من دون شرذمة وتشكيك وهذا لا يخدم إلا العدو الذي لن يرحم بلدنا لو وجد فجوة يتسلل منها كما فعل مرات عديدة. ليتنا نتعلم!». واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب مصطفى حسين «أننا اعتدنا في لبنان طريقة الحكي بلا جمرك، ما خلق فوضى منظمة على الصعيد الاجتماعي العام وضياع المقاييس والمعايير في الخطاب، وهكذا حال البلاد التي غرقت في أزماتها الطويلة من زمن الـ75، واعتدنا أيضا طريقة التهجم بين الأفرقاء السياسيين لمصالح خاصة». وقال: «إن يتهجم سياسي عتيق خاض حروباً ومجازر، أنتجت فرزا طائفياً وقتلاً على الهوية وتعدياً على الحريات العامة وإحداث خلل أمني اجتماعي ما خلط أوراق الوطن بالمصائر المجهولة، ليخرج علينا اليوم ويحاضر بالإنسانية والعفة من جهة وينتقد العهد الإصلاحي بعبارة (العهد الفاشل). فليسمح لنا البيك جنبلاط، أن الفشل الذي أنتجته أيديكم عبر التاريخ ربما يحتاج وقتاً طويلاً لإصلاحه، لكنه من دون شك خطى في أولى مسيرته الإصلاحية وخير دليل خطابكم الهابط اليوم». الخازن وكرم وغرّد النائب فريد هيكل الخازن قائلاً: «وحدة لبنان من وحدة الجبل رجاءً لا تنسوا التاريخ. والوفاق ليس نفاقاً والعيش ليس طَيشاً. شيخ سعد عندك شغل كتير لا تتأخر، إصلاحات سيدر ناطرتك». وشدد أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم على «وجوب إيقاف هذه المواجهة السلبية لأنها لا تخدم العهد القوي ومسار الجمهورية». واعتبر أن «المشكلة مع مشروع حزب الله التوسّعي الذي تعتبره الدول الغربية مهدداً لسيادتها واستقرارها». ولفت إلى أن «نهج القوات وشجاعتها التي وضعت حداً لزمن «دولة المزرعة» كان صدمة لمن يعتبر الدولة مملكته». وقال: «القوات لم تشنّ حملة على أحد إنما عارضت ملفات ولم تعرقل بمعنى العرقلة، أما الحرب التي شنّت علينا فكانت معركة سياسية منظمة لتشويه صورتنا، لكن سلّتهم فارغة». ورأى أن «هناك فرق بين مهاجمة القوات والهدنة مع تيار المستقبل والسبب العودة إلى «الترويكا»، لكن الشعب اللبناني أسقط هذه العودة ووجودنا في الحكومة أدى إلى عدم تطبيقها»، لافتا إلى أن «ما يزعجهم أننا نعارض ونضع إصبعنا على الجرح ونواجه ما يجب مواجهته، فنحن أفرقاء العهد ومن يحاول أن يُحطّم صورة القوات يطلق اتهامات بأنها تتكلم في الخارج كلاماً معارضاً لما تقوله في الغرف المغلقة». وأشار إلى أن «هناك قناعة لدى التيار الوطني الحر تقول إن نجاح العهد مرتبط بوضع اليد على كل المراكز والمواقع وهذا كان السبب الأساس للمواجهة». شارك المقال

مشاركة :