يواجه رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس موجة معارضة إثر اتفاق توصل إليه الثلاثاء الماضي مع نظيره المقدوني حول تسمية "مقدونيا الشمالية"، ينهي نزاعا استمر منذ استقلالها في 1991. وأودعت المعارضة اليمينية مذكرة حجب للثقة ضد تسيبراس لدى البرلمان، لكنها لم تحضى بمصادقة الأغلبية. نجت الحكومة اليونانية التي يقودها اليساريون السبت من مذكرة لحجب الثقة تقدمت بها المعارضة اليمينية احتجاجا على اتفاق يضع حدا لخلاف استمر لمدة27 عاما بين أثينا وسكوبيي على اسم مقدونيا، فيما تظاهر المئات خارج البرلمان رفضا للاتفاق الذي يوقع الأحد. وصرح رئيس البرلمان اليوناني يورغيس فاريمينوس "من أصل280 نائبا حضروا، صوت153 ضد المذكرة"، وذلك ساعات قبيل لقاء وزيري خارجية البلدين صباح الأحد على الحدود، لتوقيع الاتفاق الذي يقضي بأن يتغير اسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة"إلى "مقدونيا الشمالية". وتشهد الأجواء السياسية توترا شديدا في البلدين، منذ الإعلان الثلاثاء عن الاتفاق. وأعلن رئيس وزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، الذي يحظى بأغلبية 154صوتاً من أصل300 في البرلمان، دقائق قبل التصويت "هذا أفضل اتفاق توصلت إليه البلاد في السنوات الأخيرة". وتساءل "هل من مصلحتنا أن نبقي جبهة غير ضرورية في سياستنا الخارجية مفتوحة؟". اتفاق تاريخي واحتشد مئات المتظاهرين الرافضين للاتفاق والذين رشقوا الشرطة بالحجارة والألعاب النارية وخارج مقر البرلمان، لترد قوات مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع لإبقائهم بعيدا من المبنى. ووصف تسيبراس مساء الجمعة الاتفاق بأنه "انتصار تاريخي مهم لليونان".وقال أيضا "أثبتنا أنه عندما تتوفر الإرادة، يمكن تسوية نزاع قديم عمره عقود، بشكل متوازن". ودعت "لجنة النضال من أجل الهوية اليونانية لمقدونيا" إلى مظاهرة مساء السبت. وصرح ميخاليس باتسيكاس المتحدث باسم المنظمين "وحدهم اليونانيون يصح تسميتهم مقدونيين". لكن التعبئة التي بدأت صباح الجمعة لم تجمع سوى بضع مئات بينهم نواب من حزب النازيين الجدد "الفجر الذهبي". ويلاحق أحد هؤلاء النواب وهو قسطنطين بارباروسيس قضائيا بعدما صرح أمام البرلمان أن على الجيش اعتقال كبار مسؤولي الدولة الذين يتهمهم "بالخيانة". مذكرة حجب الثقة وقدمت مذكرة حجب الثقة من طرف حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الذي يعتبر أن التسوية التي تم التوصل إليها تشكل "تراجعا وطنيا". وقال زعيمه كيرياكوس ميتسوتاكيس في البرلمان "لن نقسم اليونانيين من أجل توحيد"المقدونيين. ويرى محللون أن ميتسوتاكيس الذي يتقدم على تسيبراس في استطلاعات الرأي، أراد الاستفادة من غضب الناخبين القوميين. أما تسيبراس فقد رأى في ذلك فرصة "لتوضيح مسؤولية كل شخص حيال التاريخ"، مدافعا عن الطابع "الوطني" للاتفاق الذي تم التوصل إليه. والاتفاق هدفه تكريس تخلي مقدونيا عن أي مطامع بالإقليم اليوناني الذي يحمل الاسم نفسه، وكذلك عن استيلائها على جزء من الإرث التاريخي لمقدونيا القديمة التي يجسدها الإسكندر الأكبر. ماذا بعد تغيير التسمية؟ ويعرقل هذا النزاع السياسي المزمن القائم منذ استقلال الدولة الصغيرة في1991 انضمامها إلى حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي. ومن المزمع أن يعرض النص للمصادقة عليه في اليونان في نهاية2018 ;عندما يمكن لتسيبراس الاعتماد على دعم الوسط. من جهته، تعهد الجانب المقدوني المصادقة على الاتفاق وتفعيله بعد مراجعة دستورية. ولمباشرة كافة الإجراءات، يفترض أن يتم توقيع الاتفاق صباح الأحد في مراسم تجمع الحكومتين على ضفاف بحيرة بريسبيس الحدودية .وتعول وسائل الإعلام اليونانية على حضور مسؤولين أوروبيين. وفي الجانب المقدوني تبدو تسوية القضية نهائيا بعيدة إذ أن اليمين القومي الذي يعارض الاتفاق أكد تصميمه على إفشاله. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 17/06/2018
مشاركة :