الكويت: الحسيني البجلاتي تقاربت آراء النقاد وعينة الجمهور التي استطلعت أراءهم «الخليج» لاختيار الأفضل والأسوأ، ورصد النقاد العديد من الملاحظات التي ميزت دراما رمضان، وفي مقدمتها تقدم المسلسلات الاجتماعية والتاريخية مثل «العاصوف» و«هارون الرشيد» و«ليالي أوجيني»، وتراجع الكبار والكوميديا، ولاحظوا إسرافاً في المسلسلات التي ترصد بطولات وتضحيات ضباط الشرطة والتي كانت فيها الدعاية على حساب الدراما.أفرزت نتائج الاستطلاع فوز «العاصوف» بلقب أفضل مسلسل بنسبة 38%، نظراً لرصده واقع المجتمع السعودي في فترة السبعينات والعلاقات الاجتماعية في تلك المرحلة، يليه «ليالي أوجيني» بنسبة 22%، ثم «مع حصة قلم» 20% لرصده حالة إنسانية وواقعية لسيدة مسنة، تلاه «أبو عمر المصري» 13% ثم «هارون الرشيد» 7%.وجاءت الفنانة حياة الفهد كأفضل ممثلة (مع حصة قلم) بنسبة 29%، تلتها حنان مطاوع (ضد مجهول) 24% رغم خلو المسلسل نفسه من قائمة الأفضل، ثم أمينة خليل (ليالي أوجيني) 22 %، وكندة حنا (هارون الرشيد) 18%، وأخيراً نور في المسلسل البحريني «الخطايا العشر» 7%.ابتعد الكبار عادل إمام ويحيى الفخراني ومحمد المنصور عن المنافسة، وفاز بلقب أفضل ممثل ناصر القصبي (العاصوف) بنسبة 25%، يليه أحمد عز (أبو عمر المصري) 24%، ظافر عابدين (ليالي أوجيني) 21%، وقصي خولي (هارون الرشيد) 20%، مصطفى شعبان (أيوب) 10%.وتقدم أحمد خالد موسى قائمة أفضل مخرج عن «أبو عمر المصري» بنسبة 24%، يليه هاني خليفة (ليالي أوجيني) 22%، ثم تساوى عبد الباري أبو الخير (هارون الرشيد) ومناف عبدال (مع حصة قلم)، وعمرو سلامة (طايع) بنسبة 18% لكل منهم.تقدمت قناة «MBC» قائمة الأفضل بنسبة 28%، تلتها قناة «on دراما» 23%، وقناة «دبي» 19%، ثم «الحياة» 16%، وأخيراً «cbc دراما» 14%.احتلت مريم نعوم قائمة «أفضل كاتب» عن سيناريو «أبو عمر المصري» بنسبة 26%، ثم عبد الرحمن الوابلي (العاصوف) 23%، عثمان جحا (هارون الرشيد) 18%، إنجي القاسم وسماء أحمد عبد الخالق (ليالي أوجيني) 14%.وهنا آراء وملاحظات بعض النقاد، حيث يضع رئيس قسم الفنون بجريدة القبس الناقد عبد المحسن الشمري، يده على بعض سلبيات موسم رمضان، وأهمها «ظاهرة الإعلانات التي أصبحت منتشرة بطريقة لا معقولة أو منطقية، وتسببت في فقدان قيمة الفن، لأن المسلسلات أصبحت تقدم من أجل الإعلانات فقط، وصناعها يتحكمون بالسوق واختيار الأبطال المشاركين، وتسببوا في انحدار بتقديم موضوعات لا تهم الأسرة، ويجهلون ما يريد الجمهور مشاهدته، كما أرفض بشدة الألفاظ الخارجة التي تحتويها بعض الأعمال والتي تتسبب في انحدار الذوق العام».أوضح الناقد محبوب العبد الله، أن «دراما هذا العام بها انتشار النجوم الكبار، الشباب وممثلي الصفين الثاني والثالث، ونحن أمام صناعة ضخمة لها مردود مالي تؤكد أن هناك أموالاً كثيرة وضخمة تم صرفها، علماً بأن بعض الموضوعات مكرر وحوادث القتل كثيرة، إضافة إلى انحدار لغة الحوار واستخدام ألفاظ نابية في معظم المسلسلات باستثناء «ليالي أوجيني» الذي استخدم لغة الأربعينات بكل عذوبتها ورقتها».ولفت الناقد فهد المطيري إلى ظاهرة المط والتطويل التي سببها الالتزام بتقديم 30 حلقة مما أفقد الدراما تشويقها، كما لفت إلى خطورة تقديم معظم أبطال المسلسل خاصة المصرية إعلانات تجارية عشرات المرات، ما يخلق انفصالاً عند المتفرج بين شخصية العمل الدرامي وشخصية الممثل الحقيقية.قال الكاتب والمخرج بدر محارب: «من الصعب متابعة كل الأعمال المعروضة بسبب كثرتها، وإن كنت أرى أن دراما هذا العام لم تتغير كثيراً عن السنوات السابقة، من حيث التشابه في المعالجة الدرامية وأداء الممثلين وأساليب الإخراج والأفكار، بحيث يسهل على المتلقي توقع الحدث، إضافة إلى وجود عوامل التكرار والمط في الأحداث، فحتى الآن لا يوجد عمل درامي يعطينا شكلاً مختلفاً أو يحمل بصمة أو يحدث ثورة في الدراما».ولفت الناقد عماد جمعة إلى مجموعة من الظواهر أولها تراجع مسلسلات «الأكشن» مثل «رحيم» و«فوق السحاب» و«كلبش» و«نسر الصعيد».. مقابل تقدم الأعمال الاجتماعية مثل «مع حصة قلم» و«العاصوف» و«ليالي أوجيني»، مع شبه غياب للدراما الدينية والتاريخية باستثناء «هارون الرشيد». ثانياً: ترجل جيل الكبار عن صهوة جواد التفوق بسبب إصرارهم على تجاهل تغيرات الزمن فجاء أداؤهم باهتاً مثل عادل إمام ويحيى الفخراني. ثالثاً: تراجع المسلسلات التي تعتمد على النجم الأوحد مثل «نسر الصعيد» لمحمد رمضان، و«كلبش 2» لأمير كراره، و«أرض النفاق» لمحمد هنيدي، مقابل تقدم مسلسلات اعتمدت على البطولة الجماعية.أشار الناقد صالح الغريب إلى تراجع الدراما الدينية والتاريخية بشكلها التقليدي إلى حد الاختفاء، لعدم قدرتها على المنافسة مع الدراما الاجتماعية، وهذا العام لم نشاهد سوى مسلسل «هارون الرشيد»، الذي أبدع صناعه في تقديمه من كافة الجوانب الفنية.الناقد الفني عبد الستار ناجي لفت إلى افتقاد طرح بعض الكاتبات اللواتي تناولن قضايا المرأة للنضج، والدوران في «الثيمات» المكررة، ووقوع مريم نعوم في «أبو عمر المصري» في خطأ عندما حولت شخصية سمير العبد الذي دمر حياة فخر الدين من ضابط شرطة فاسد إلى رجل أعمال فاسد، مقابل تميز كاتبتي «ليالي أوجيني» إنجي القاسم وسماء عبد الخالق.وأشار الناقد محمد عبد الله، إلى أن الدراما الكويتية تشهد زخماً من ناحية كم الأعمال خاصة بعد تأثر الدراما السورية إنتاجياً بسبب الأحداث، ما أتاح الفرصة لانتشار الدراما الكويتية بشكل أكبر، مؤكداً أن العديد من المسلسلات تشابهت وتحولت إلى استنساخ لأعمال سابقة، وأن الفنانة القديرة حياة الفهد تفوقت على نفسها في «مع حصة قلم».
مشاركة :