أكد المؤلف والمخرج خالد يوسف، أن فيلم «كارما» يتناول حياة شخصين «أدهم المصرى ووطنى مينا»، وهما مختلفان تماما فى الانتماء الديني والاجتماعى والطبقى، ومتباعدان تماما فى الأفكار والثقافة والوعى.وتنطلق دراما الفيلم، من تبديل أحدهما مكان الآخر، لنقل تقمص كل منهما لشخصية الآخر لتطرح العديد من التساؤلات الكاشفة، ما السعادة، وأين مصدرها، وهل سيصبح من الممكن أن نكون أسعد بتبديل حياتنا محل الآخرين، أم أننا سنصبح أكثر شقاء، ومن وضع فروق اللون والدين والعرق والمستوى الاجتماعى، ومن المسئول عن التعصب الدينى والعرقى، الذى تحول لعنف ودماء غير مسبوقين.ومن المسئول عن التفاوت الطبقى الرهيب الذى يتزايد بشكل ملحوظ، وهل نستطيع أن نقول إنه بسبب تزايد ثروات الطبقة الغنية، أم هو ذكاؤهم وقدراتهم، واجتهادهم، أم النصب والنهب واستغلال الفرص ولو على جثث العباد، وهل الطبقات التى تزداد فقرا يعود هذا لكسلهم وغبائهم، أم أن الفقراء هم ضحايا الأغنياء وجشعهم، وإلى أى مدى يتحقق قانون كارما «كما تدين تدان».وكشف «يوسف» أن تبديل الشخصيتين لعوالم بعضهما، قد أعطى فرصة لطرح إشكاليات إنسانية واجتماعية وسياسية هائلة وشائكة ومثيرة للجدل الفكرى، وسوف يختلف المتلقى لهذا الفيلم- كل على حسب أفكاره ومعتقداته- فى إنصاف أو إدانة طرف، بل الأكثر، سيختلف المتلقى على أصل الحدوتة نفسها، هل هى حلم الغنى أم كابوس الفقير.وأكد «يوسف» أن الحديث عن افتعال أزمة الفيلم مؤخرا مع «الرقابة» للترويج له وزيادة إيراداته، هو أمر غير منطقى، وغير معقول بالمرة، بقوله: «كيف لى أن أسخر كل تلك الأجهزة لعمل دعاية للفيلم أو العمل لصالحى».وأضاف بناء عليه بدأت فى التصرف والتعامل مع الأزمة، ولجأت لعدة جهات سيادية فى الدولة، وطلبت تفسيرا لما حدث معى، وتناقشنا فيما وصلت إليه الأمور، إلا أنهم أكدوا وبشدة أن حرية الرأى والإبداع شىء مقدس، لأننا كلنا أقسمنا على احترام الدستور، وأكدوا أنهم يعملون على كفلها وتشجيعها.وقال يوسف، يبدو أن أحد المسئولين عند مشاهدة «التريلر» الرسمى للفيلم، شعر بأنه سوف يحدث أزمة، بسبب تحدثه عن الغنى والفقر واختلاف الأديان، واستنتج أنه مفاجأة من خالد يوسف وسيكون قنبلة تنفجر فى وجه المجتمع، إلا أن الدولة المصرية تدخلت ونصفت حرية الإبداع فى النهاية. متابعا: «لم أذهب إلى البرلمان، عند وقوع المشكلة، حتى لا يتم النظر إليها بشكل شخصى، إلا أن أصدقائى بالبرلمان ورئيس مجلس النواب، ساعدونى فى تجاوز تلك المشكلة، إيمانا منهم بحرية الرأى والإبداع».وأكد «يوسف» شكره وامتنانه للدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وغيرها من الجهات بالدولة، التى سارعت وبادرت بحل أزمة الفيلم.
مشاركة :