في الوقت الذي تسعى فيه حكومات الدول لمحاربة ظاهرة السمنة التي باتت منتشرة في كثير من المجتمعات وتصيب مختلف الأعمار، حذّرت دراسة بريطانية حديثة، من أن إصابة الأطفال بالسمنة، تزيد خطر إصابتهم بالتهاب المفاصل العظمي، بمنطقتي الورك والركبة. ولفتت الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة أوكسفورد البريطانية، وعرضوا نتائجها، أمام المؤتمر الأوروبي السنوي لأمراض الروماتيزم، في العاصمة الهولندية أمستردام، إلى أن السمنة والتهاب المفاصل العظمي، هما مشكلتان متلازمتان تؤثران على نسبة كبيرة من السكان البالغين في جميع أنحاء العالم، ولكن دراسة العلاقة السببية بين هذا الارتباط أمر صعب بسبب عوامل مربكة. كشف تغيرات الجين راجع الباحثون بيانات 337 ألف شخص من الأطفال والبالغين، عبر قياس مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة لإجراء فحوصات على مفاصل الورك والركبة والمتغيرات الجينية لدى المشاركين. ووجد الباحثون أنه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم وتقدير كمية الدهون، يرتفع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي في منطقة الورك والركبة لدى الأطفال والكبار، فيما لم تجد الدراسة علاقة بين السمنة والتهاب المفاصل العظمي في منطقة اليد. علاقة سلبية قال قائد فريق البحث، البروفيسور بريتو-هامبرا، «إن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن مؤشر كتلة الجسم عند البالغين يؤثر على الركبتين، في حين أن مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة قد يؤثر على كل من مخاطر الركبة والورك بشكل مماثل». وكانت دراسة سابقة ذكرت أن إصابة الأطفال بالسمنة في عمر مبكرة تعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء، وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية. ووفقا لمراكز أميركية، فإن إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة، تعد مصدر قلق كبير على الصحة العامة ؛ حيث تصيب نحو 17 % من الأطفال والمراهقين «بين عامين و19 عامًا»، ما يعرضهم لزيادة خطر إصابتهم بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.