في مثل هذا اليوم، استشهد القديس الجليل أقلوديوس بن أبطلماوس أخي الملك نوماريوس ابن ذوماريوس. كان محبوبا من جميع أهل أنطاكية لحسن صورته وشجاعته ولمحبتهم له عملوا له صورة وعلقوها علي باب مدينة أنطاكية ولما كفر دقلديانوس وأثار الاضطهاد على المسيحيين اتفق هذا القديس مع القديس بقطر بن رومانوس على الاستشهاد من أجل اسم المسيح فظهر لهما الشيطان في شبه شيخ وقال لهما: يا ولدي أنتما في سن الشباب بعد، ومن أولاده الأكابر وأخاف عليكما من هذا الملك الكافر.فان قال لكما اسجدا للأوثان فوافقاه وفي منزلكما يمكنكما أن تعبدا المسيح خفية ففطن الاثنان إلى أنه شيطان في زي شيخ وقالا له يا ممتلئا من كل شر اذهب عنا وللوقت تبدل شخصه وصار كعبد أسود، وقال لهما: هوذا أنا أسبقكما إلى الملك وأحرضه على سفك دمكما.واستحضر الملك القديس أقلوديوس وعرض عليه عبادة الأوثان ووعده أن يجعله مكان أبيه فلم يلتفت إلى وعوده وخاطبه بكل جرأة موبخا إياه علي عبادته الأوثان فلم يجسر الملك على أن يمسه بأذى لمحبة الأنطاكيين له فأشار عليه رومانس الوزير والد القديس بقطر بإرساله إلى مصر ليقتل هناك فأرسله مصحوبا بكتاب إلى والي أنصنا يقول له فيه إن أقلوديوس لم يخضع لأمرنا ولا أذعن لقولنا فلاطفه بكل جهدك أولا فان لم يرجع عن رأيه فاقطع رأسه.فلما علم القديس بذلك استدعي صدريخس زوج أخته وأوصاه على ماله ثم ودعه ومضي مع الجند إلى مصر. ولما وصل إلى أريانا والي أنصنا استقبله واقفا وقبل يديه قائلا: يا سيدي أقلوديوس لا تخالف أمر الملك فأجابه القديس لم أرسل إليك لتطغيني بكلامك، بل لتتم ما أمرك به الملك. وظل الاثنان بين أخذ ورد إلى أن اغتاظ أريانا من أجوبة القديس وطعنه بحربه فاسلم الروح ونال إكليل الشهادة، وأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه ووضعوه مع جسد القديس بقطر الذي كان قد استشهد قبل ذلك بقليل حتى انقضى الاضطهاد فأتت أم بقطر وأخذتهما إلى أنطاكية.
مشاركة :