مِمَّا لا ريبَ فيه أنَّ قرار القيادة الأعلى في الدَّولة بفصلِ الرِّباط السِّياميُّ المُتلازِم بين كيانين حَضاريين عَالميين وُجودِيين ليُعَدُّ القرارَ الأنفعَ الأنجعَ من بين حزمة أوامر أجاد بها الوالد القائد على بلاده الكريمة... إذ إن الحُلُمُ الأزهى لعددٍ من مُثقفي البلد؛ ومُفكريها.. والذي طال انتظاره.. ولطالما ترقبوهُ مع رؤية التَّمكين؛ وتعزيز الوجوديَّة النَّهضوية الفاعلة.. لغدٍ مُضيءٍ بإشعاعاتِ الفكر الرُّؤيوي المُستقبلِي الوثّاب! وقيادة وزيرٍ شابٍّ مُؤتمنٍ على ثقافةِ بلد؛ وحضارة أمَّة؛ ومواكبة عالميَّة أثر؛ ودُوليّة تأثير... وأظنَّنا بل على يقينٍ جازمٍ أنَّنا في مسارنا الأقوَم! وطريقنا القويم الذي لطالما حلمنا به وطرنا فيه آمالاً وأفكارا، وما تخصيصُ الدَّولة لمعقلٍ من معاقلها الحصينة؛ وباسم الثَّقافة إلاَّ دِلالةٌ بائِنةٌ؛ واشارةٌ مُستبانةٌ على ما تنتهجه القيادة من خصخصة الشُّؤون؛ وتمحيص الوظائف الديناميكية لأجهزتها بتباين توجهاتها.. واختلاف مشاربها، وآنَ أوانُ الفكرِ الوطنيِّ الفاعل أن يتناغم... ورغائب القيادة؛ وأن يتَّحدَ مُساهِماً واستراتيجيَّة الرؤية المُستندة على التَّعزيز والتَّمكين والفحص والتَّمحيص وإثبات الدور المُشترك بين الفرد والجماعة والقواسم المشتركة بينهما في الانتاجية والعطاء. وكلٌّنا أملٌ في أن تتأهبَ الوزارة الفتِيّة لاستقطابِ مثقفي الوطن الحقيقيين وإسنادهم للدور الابتكاري الاستكشافي لمعالم الفكر التّنويري النَّاهض وتضاريس النَّشأ! وتقاسيم الثَّبات؛ وألا تستند في خُططها وآليَّة تنفيذها على المُستقطبين الإداريين؛ وأشباهِ المُثقَّفين وما أكثرهم بيننا وادهاهم. إنَّ الفِعلَ الوجودي والأثر الديناميكي هو المدارُ الأبقة وعليه المُرتكز، وفيه ومنه وإليهِ تدار البوصلة؛ وتتجهُ الجِهاتُ وتتقاربُ الإتفاقيات وتتحققُ الرؤى، وتتكاملُ الخطَّةُ ويتَّضحُ المآلُ... وإنِ اختلفتِ الاتجاهاتُ وتعدَّدتِ الانتباهاتُ وتباينتِ الاختلافات! واخّيَراً لامسنا انبثاق الحيوية الثقافية الهادرة! وتعاون مؤسسات البلد وأنديتها الأدبيَّة ومراكزها الثقافية ورؤى الهيئة العامَّة للثقافة.. وتنافس البرامج؛ والفعاليات في زوايا الأمكنة؛ وفضاءات المدارات المُستعصية انفتاحاً وواكبت المسار الوطني المحلي العالمي للفت انتباه المُهتمين؛ والمعنيين بحضارة أمَّة وتاريخ بلد وتراث مناطق وملامح مُدُن... ولطالما أنديتنا الادبية قد أعيت من يداويها! وبنت أقطابَ رحاها على تكرار ماضويتها دون ابتكار مُرتاديها؛ وتطلُّعات وجوديتها وجمعيّات ثقافتها وفنونها! وقد آن أوانها في أن تتخذَ من سُبُلِ التّفرُّدِ غاية، وأن تتحدَ وكياناً تنفيذيّاً مُوحّداً وتطلُّعاتِ الرُّؤيةٍ الوطنيّةٍ العالميَّةٍ الثاقِبة وانتظاراتٍ مؤجَّلةٍ قد تتحقّقُ في وقتها... وحان الوقتُ وتسلَّمَ الرُّبّانُ أزمّتها وأعلنَ البدءَ وانطلقتِ الرًّحلةُ.. بآمالِ وطنٍ؛ وحُلُمِ قائدٍ؛ وواقع أمنياتٍ باتت على أفكارٍ باهِتةٍ! وصَحَت على أفعالٍ مَهيبةٍ يُهندِسها الوزيرُ الأميرُ ويُنجزُها المُثقّفُ النَّبِهُ، ويحفظها التَّاريخُ ويُقيُّدها الزّمان! وإننا هنا إذ نُهنِّئُ ثقافتنا! وفكرنا وبلدنا... ونسألُ الواحد الأحد أن يُعيننا؛ والوزير على أن نجتازَ ما خِلناهُ يوماً حُلُماً طيفاً عابِراً بواقعٍ مُؤدلجٍ برؤىً نافِذةٍ؛ وهِمَّةٍ وثبات! وكُلُّنا أملٌ والأملُ حياة.. شارك المقال
مشاركة :