رغم توغلها في عالم السياسية، وصلت عنصرية أتباع النظام الإيراني إلى الرياضة وبالتحديد في مباريات كأس العالم بروسيا، بعد أن شهدت مباراة منتخب إيران أمام نظيره المغربي خلافًا بين المشجعين على "العلم الوطني". وتمثلت الأزمة بين المشجعين الإيرانيين -رغم حفاوة الحدث الرياضي الهام أي مشاركة منتخبهم في بطولة كأس العالم- في أحقية أي علم سيرفرف تشجيعًا للمنتخب؛ هل علم الجمهورية الإسلامية أم علم الشاه بشعار "الشمس والأسد"؟. ووفقًا لحديث صحفي أجراه معه موقع "راديو فردا"، ترجمته "عاجل"، كشف المشجع الإيراني "بجمان فرهي" صاحب أزمة علم الشاه ملابسات الواقعة في مباراة إيران والمغرب بمدينة سانبطرسبرج الروسية. بدأ فرهي يروي شهادته حول أزمة العلم الإيراني في مباراة المغرب قائلًا: "في البداية أود أن أشير أنني لم أواجه أي عواقب من المسؤولين الروس أثناء دخولي الاستاد وأنا أحمل علم "الشمس والأسد"، ولكن بعد مرور دقائق من انطلاق المباراة، وجدت عددًا من مسؤولي تنظيم المباراة يطالبونني بإنزال العلم وعدم استخدامه". وأضاف فرهي حول سبب رفض مسؤولين المباراة لاستخدام العلم بقوله: "حينما سألت المسؤولين عن سبب اعتراضهم على رفعي لعلم الشاه، أجابوني بأنه يحمل شعارات "إهانة"، وهذا يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". على حد قولهم. وأجاب فرهي على سؤال مراسل "راديو فردا" حول حقيقة الشعارات المهينة لعلم الشاه حيث قال: "وجدت أن السبب وراء قرار حظر رفع العلم هو أن عددًا من المشجعين -الذين كانوا يحملون علم الجمهورية الإسلامية- أقنعوا المسؤولين الروس أن علم الشاه يحمل شعارات إهانة؛ كمحاولة لحظر استخدامه في المباراة. وأشار فرهي أنه ظل يحاول إقناع المسؤولين المنظمين للمباراة أن العلم لا يحمل أي إهانة، مؤكدًا لهم أن هذا ليس سوى خلاف سياسي، بيد أنه فشل في إقناع المسؤولين وفضل مشاهدة باقي المباراة. واختتم فرهي حديثه معتبرًا أن أزمة علم الشاه ستظل مستمرة حتي في مباريات المنتخب القادمة أمام البرتغال وإسبانيا. وجدير بالذكر أن أزمة العلم الإيراني بين أنصار نظام الجمهورية الإسلامية ومحبي عهد الشاه ليست وليدة اليوم، إذ تعود لعشرات السنين؛ حيث تُعد مباريات كرة القدم هي أكثر المناسبات التي تبرز هذه الأزمة. وقد شهد علم الشاه واقعة أكثر تأزمًا من واقعة مونديال روسيا؛ وهي حظر السلطات الألمانية –أثناء تنظيم ألمانيا لبطولة المونديال عام 2006- لاستخدام علم الشاه في المباريات. وكان دافع السلطات الألمانية لحظر العلم هو أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا برلين بأن هذا العلم رمز لجماعة "مجاهدي خلق" المعارضة –والتي كانت مصنفة جماعة إرهابية على قوائم الهيئات الدولية- وقتها. وأكدت برلين آنذاك أنها لن تسمح لجماعة إرهابية استغلال الحدث الرياضي لعرض شعاراتها ورموزها على حد وصفها. وقام نظام الخميني بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية بإلغاء علم دولة الشاه وإزالة رمزية الشمس والأسد وتغييرها بكتابة لفظ الجلالة الله وجملة الله أكبر 22 مرة حول العلم.
مشاركة :