بأي ذنب ماتت؟! | عبد الله منور الجميلي

  • 12/8/2014
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

(أم محمد) فجر كل يوم دراسي، وعند الساعة الثالثة تحديدًا تودع طفلها الصّغير، ترفع الغطاء عنه، تتأمل ملامحه البريئة... تخرج من الغرفة... وعند الباب تعود ثانية، لتُـكَـرّر النظر إليه، تحضنه،... تتساقط قطرات من دمعها على خَـدّيها... تضمه أكثر؛ وقلبها ينبض وينطق: ربما تكون تلك هي النّظرة الأخيرة، وتلك ضمّـة وداع لا لقاء بعدها!. (أمّ محمد) تركب سيارة متهالكة؛ تغادر في رحلة عذاب يومية تقطع فيها مع زميلاتها أكثر (400) كم ذهابًا وإيابًا؛ لِـتُـمَـارس التدريس؛ (أمّ محمد) لا تـفـعَـلُ ذلك تَـرفًا أو طمعًا؛ بل بحثًا عن لقمة العيش لأسرتها ذات الدخل المحدود أو المفقود!! ساعات ويأتي الخَـبَــر، حادث سَـيـر يفتك بالمعلمة (أمّ محمد) وزميلاتها، في حلقة من مسلسل طويل لحوادث المعلمات والطالبات اللائي يقطعن يوميًا الفيافي والوديان لكي ما يُـدَرِّسْـنَ، أو يَـدْرُسْـنَ، وآخرها ما جرت أحداثه في منطقة المدينة المنورة الأسبوع الماضي!. حوادث شبه يومية تلتهم أولئك المسكينات دون ذنب، تتحدث عنها وسائل الإعلام وقتيًا وتتباكى لأجلها، فيها تتعارك الاتهامات، ويتم تبادلها بين عدة جهات حكومية؛ يستمر ذلك ليومين أو ثلاثة، ثمّ تموت القضية دون حلول واقعية!. أرقام كبيرة لتلك الحوادث التي تفتك بالمعلمات والطالبات المنقولات، فحسب دراسة نفذتها جامعة الإمام محمد بن سعود وصل عدد حوادث المعلمات إلى (6.2 حادثة لكل 100 معلمة منقولة بواسطة مركبة)، وفي حوادث الطالبات هناك (3.5 حادثة لكل 100طالبة منقولة بالسيارة) ؛ وفي دراسة أخرى بلغ مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها معلمات يعمَـلْـنَ خارج الرياض أكثر من (598026) كلم يوميًا!. تلك المآسي والحوادث المكرورة؛ هل لها حلول؟! هذا ما سيحمله مقال الغَـد، فلا تذهبوا بعيدًا. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :