الجيش لن يسمح بالتلاعب بقوت الليبيين

  • 6/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - جاكلين زاهر - وصف المتحدث باسم "الجيش الوطني" الليبي العميد أحمد المسماري الهجوم المسلح الذي قاده الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران والميلشيات المتحالفة معه على منطقة الهلال النفطي شمال شرقي البلاد نهاية الأسبوع الماضي بالمحاولة الفاشلة لعرقلة إعلان الجيش تحرير مدينة درنة بالكامل وانتصاره على الجماعات الإرهابية هناك، مشددا على أن العمليات العسكرية بدرنة دخلت بالفعل مراحلها الأخيرة. وقال المسماري "الهجوم على رأس لانوف والسدرة، الخميس الماضي، هو بلا شك محاولة فاشلة لتشتيت جهود الجيش الوطني وعرقلة إعلان انتصاره بدرنة عبر نقل جزء من التعزيزات العسكرية من هناك لمنطقة الهلال النفطي". وأوضح "الجضران في البيان الذي أصدره، الأحد، حاول أن يجعل هجومه تحت عباءة قبلية وجهوية بإقحام قبيلته المغاربة، والتي تقطن الهلال النفطي... وفي الحقيقة، هو وعصاباته يتبعان تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ذات العدو الذي يحاربنا بدرنة وإن كان تحت مسمى مختلف... وبالتالي فالدافع وراء الهجوم هو خسارتهم العسكرية على الأرض وتحديدا لدرنة، فضلا عن خسارتهم للمعركة السياسية بعد لقاء باريس الأخير الذي أكد على ضرورة إجراء انتخابات بالبلاد، وهم يعرفون مسبقا أن الانتخابات لن توصلهم لتحقيق أهدافهم. وبالتالي، قاموا بهذا الهجوم لتكون لديهم ورقة النفط، باعتبارها من أهم أوراق الضغط السياسي، حتى يضمنوا أن يكون لديهم مكان في أي حل للأزمة الليبية". كان الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، المعين من قِبل مجلس النواب، قد أعلن الشهر الماضي انطلاق معركة تحرير درنة مما يسمى "مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها"، الذي يسيطر على المدينة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وشدد المسماري على أن "القوات المسلحة لن تسمح بأن يكون قوت الليبيين ورقة تلاعب سياسية أو أن يكون في أيدي عصابة إرهابية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونؤكد أن المعركة مستمرة وبدأت قواتنا تتجهز لدحرهم في الأيام القليلة المقبلة". وحول الوضع الميداني حاليا بمنطقة الهلال النفطي، قال المسماري "هناك اشتباكات جارية منذ السبت، وقد شنت غرفة عمليات القوات الجوية الوسطى غارات على مواقع الجضران والميلشيات المتحالفة معه في منطقة العمليات العسكرية الممتدة من رأس لانوف حتى مشارف مدينة سرت". ساعة تحرير درنة اقتربت ساعة تحرير درنة اقتربت ورغم إقراره بصحة ما جاء ببيان الجضران بشأن أسر عناصر عسكرية، فقد أكد المسماري على أن هذا الأمر لن يكون عقبة أمام مهمة الجيش الأساسية في تحرير منطقة الهلال النفطي. وأوضح "بالفعل، للأسف لنا أسرى لدى الجضران وهو يحاول استغلالهم في الدعاية والترويج لمشروع البقاء في المنطقة وإيقاف زحف الجيش الوطني نحوه أو للضغط من أجل التفاوض معه، ولكن هذا لن يحدث... الجضران ومن معه ومن يدعمونه مصنفون محليا وعربيا ودوليا على أنهم إرهابيون، ولا تفاوض مع إرهابي". وانتقد المسماري موقف حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج من الهجوم على منطقة الهلال النفطي، ووصف البيان الصادر عن السراج للتنديد بالهجوم بأنه "خجول"، ملمحا إلى أنه "قد يتحول لبيان تأييد إذا نجح الجضران في السيطرة على كافة الموانئ النفطية". ولم يحدد المسماري ما إذا كان الجيش يعتزم البقاء بصورة دائمة وقوات أكبر في منطقة الهلال النفطي بعد استعادتها لضمان السيطرة على عصب الاقتصاد الليبي، واكتفى بالإشارة للخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الليبي جراء الوضع الراهن. وأوضح المسماري "تلك المنطقة حساسة جدا وهي بالأساس ضمن نطاق عملياتنا، رأس لانوف ميناء رئيسي وقلعة صناعية كبيرة جدا فيما يتعلق بتصدير النفط... ومنشآت المنطقة ليست ليبية فقط بل هناك استثمارات لشركات دولية... في اليوم الأول للهجوم وحده فقدنا 480 ألف برميل نفط". وأرجع المسماري عدم إعلان تحرير درنة قبل عيد الفطر كما كان متوقعا بدرجة كبيرة إلى "تحصن المجموعات الإرهابية بحي ضيق آهل بالسكان، ما دفع الجيش للتمهل في خطواته حفاظا على حياة المدنيين". وتابع "الإرهابيون متحصنون بحي المغار وسط المدينة وهو حي قديم وضيق جدا لا تستطيع الآليات والمركبات العسكرية السير به، فضلا عن تواجد العديد من العائلات داخله، ولذا تمهلنا لنخرج هؤلاء أولا منه... والمعركة الآن بعد استئناف العمليات بعد عطلة عيد الفطر ربما في مراحلها الأخيرة". وقال "لدينا بالجيش حساباتنا الدقيقة لأي طارئ، وكنا متحسبين لمثل تلك المحاولات التي تهدف إلي إعاقتنا... ورغم ما يعانيه الجيش من حظر التسليح لدينا حتى هذه الساعة القدرة على مواجهة المجموعات الإرهابية التي لا تزال للأسف منتشرة بمساحات واسعة بالأراضي الليبية وبأشكال مختلفة من ذئاب منفردة لقطاعات بالصحراء لخلايا نائمة بالمدن... ومنذ عشرين يوما تقريبا حاولوا توجيه طعنات بالظهر لجيشنا عبر مهاجمة أكثر من جبهة سواء بسرت أو بالجنوب لذات الهدف، أي تشتيت جهودنا بدرنة ولكن ولله الحمد فشلوا". وفي رده على تساؤل حول التقارير التي أفادت بارتفاع خسائر الجيش خلال العمليات بدرنة نتيجة وجود أعداد كبيرة من المسلحين بالمدينة، قال :"عددهم لا يصل للمئات ولكن خطورتهم تكمن في تحولهم جميعا لذئاب منفردة تزرع المفخخات وتحمل الأحزمة الناسفة، ما أوقع لدينا بالفعل خسائر... لدينا تقريبا منذ بداية المعركة 125 شهيدا وعدد غير قليل من الجرحى... ولكنها على كل حال أقل بكثير من التوقعات التي قدرتها القيادة العامة قبل بدء المعركة". الجيش يعتزم البقاء بمنطقة الهلال النفطي بعد تحريرها الجيش يعتزم البقاء بمنطقة الهلال النفطي بعد تحريرها وانتقد المسماري بشدة ما وصفه بمحاولات البعض، لأهداف سياسية، التقليل من انتصارات الجيش وتوجيه الاتهام له بارتكاب جرائم ضد مدنيين في درنة. وقال "تشويه صورة الجيش عبر توجيه التهم لقياداته وعناصره وترديد دعايات استهدافنا للأطفال والمدنيين هناك، وإعداد ملفات حول تلك الأكاذيب لتوجيهها لجهات دولية، وغير ذلك، أمور تعودنا عليها... هي محاولات يائسة لإعاقة جهودنا". وشدد "الجميع يعلمون أننا كنا قادرين على إنهاء معركة درنة في ساعات لولا تعليمات المشير خليفة حفتر بتوفير أقصى درجات الحماية للمدنيين هناك... الجيش كما أقول دائما يخوض حربا ضد عدو واحد في ليبيا اليوم بدرنة ومن قبله ببنغازي، وهذا العدو تختلف مسمياته من تنظيم الدولة (داعش) للقاعدة لجماعة الإخوان المسلمين الموجودة بطرابلس". وشدد المسماري على أن أهداف حملة تشويه الجيش تتعدى بمراحل فكرة النيل من حفتر وإقصائه من الساحة السياسية الليبية، وقال "الأمر أبعد بكثير من قضية سلطة وترشح للرئاسة... هذه مجموعات إرهابية تريد السيطرة على ليبيا، أي السيطرة على ساحل بطول يقترب من 2000 كلم موازٍ للساحل الأوروبي ويشكل قاعدة انطلاق جيدة جدا لشن عملياتهم الإرهابية بتلك الدول... كما أنهم إذا ما سيطروا على النفط الليبي يكونون قد ضمنوا مصدرا لتمويل عملياتهم الإرهابية بل وتمويل فروع جماعاتهم بالعالم كله". وحول آخر المستجدات بقضية قيام عسكريين تابعين للجيش بدرنة بإعدام موقوفين يُشتبه في أنهم متطرفون، خارج القانون، قال "هذه هي الحادثة الوحيدة بدرنة... وقد كلفنا، كما أعلن للجميع آمر غرفة عمليات الكرامة بدرنة اللواء عبد السلام الحاسي، بالتحقيق بالواقعة وتقديم تقرير مفصل حول هويات من تمت تصفيتهم وهل كانوا من المتطرفين أم مدنيين حاملين للسلاح أو عزل، وأيضا تحديد هوية جميع الفاعلين، ولكن حتى الآن لم تسلم الغرفة هذا التقرير".

مشاركة :